بزشكيان إلى قطر.. رحلة تحدي ورسالة التزام بأولوية الجوار

بين دعم المقاومة والتزام الحوار مع الجوار.. بزشكيان في الدوحة

يوسف بنده

طهران غير منشغلة بالدخول في حرب مع إسرائيل على حساب أولوية مصالحها الإقليمية، ومنها استمرار سياسة أولوية الجوار التي هي مفتاح خفض التوتر مع المنطقة والغرب.


لم تكن رحلة الرئيس الإيراني إلى قطر زيارة عادية، وإن كان قد تم التخطيط لها سابقًا، للمشاركة في منتدى حوار التعاون الآسيوي (ACD)، بدعوة من أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني.

تأتي الرحلة عقب ضربة صاروخية وجهتها إيران إلى إسرائيل مساء الثلاثاء، 1 أكتوبر، وسط مخاوف من انتقام إسرائيلي ينذر باتساع دائرة الحرب في المنطقة. لكن مسعود بزشكيان، أراد أن يتم رحلته التي هي الثالثة منذ توليه السلطة في إيران، بعد زيارتيه إلى العراق ونيويورك، ما يعني أن حكومته تعتزم عدم التراجع عن سياستها.

رحلة تحدي

بدت رحلة الرئيس الإيراني تحديًا لإسرائيل، فقد تم توديعه في مراسم عسكرية مع تقبيله “المصحف الشريف” قبل صعوده سلم طائرته، بينما الرحلة إلى قطر لا تحتاج سوى تخطي مياه الخليج العربي.

كذلك وجهت مراسلة التلفزيون الإيراني سؤالًا إلى بزشكيان على متن طائرته، هل تقلق من خطورة هذه الرحلة، فأجاب: “لا أعتقد بوجود خطر، وإن كنت سأموت يومًا، فمن الأفضل أن يأتي بالشهادة”.

ما يشير إلى أن طهران غير منشغلة بالدخول في حرب مع إسرائيل على حساب أولوية مصالحها الإقليمية، ومنها استمرار سياسة أولوية الجوار التي هي مفتاح خفض التوتر في المنطقة وخروج إيران من عزلتها بفعل العقوبات الغربية.

الحوار مع السعودية

التقى الرئيس الإيراني بوزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان على هامش تواجده في الدوحة، وتكشف تصريحات بزشكيان، أن الرئيس الإصلاحي حريص على عدم تخوف دول المنطقة من اتساع دائرة الحرب مع إسرائيل.

فقد قال: أكدنا مراراً وتكراراً، فإننا لا نرحب بأي زيادة في التوتر والأزمات في المنطقة، وكانت العملية الحاسمة الأخيرة لقواتنا المسلحة أيضاً بمثابة رد مشروع على استمرار جرائم النظام الصهيوني بعد الوعود الكاذبة بوقف إطلاق النار في غزة مقابل ضبط النفس من جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وقد ساعدت السياسة الإيرانية الجديدة على مبدأ “أولوية دول الجوار”، على مساعدة دول المنطقة في التفاعل والانفتاح مع طهران، فقد قال الوزير السعودي في هذا اللقاء: “إننا نثق بحكمتكم في السيطرة على الظروف وكذلك الاضطلاع بدور على طريق إرساء الاستقرار والسلام في المنطقة”، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، اليوم الخميس 3 أكتوبر.

أولوية الاستقرار

ويبدو أن التزام إيران بالسياسة التي أعلنتها مارس 2023، منذ توقيع المصالحة مع السعودية في عهد الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، قد شجع القوى الإقليمية للتعاون مع طهران وتشجيعها على أولوية الاستقرار في المنطقة، وهو ما ترجمته تصريحات وزير الخارجية السعودي، بتأكيده: “عزم السعودية توسيع العلاقات مع إيران وطي صفحة الخلافات والعمل على تسوية القضايا بين الجانبين”.

كذلك أكد الرئيس الإيراني “أهمية دور ومكانة المملكة العربية السعودية كإحدى الدول الإسلامية الكبرى في وقف جرائم النظام الصهيوني من خلال التشاور مع الدول الغربية”، حسب بيان الرئاسة الإيرانية، اليوم الخميس.

بزشكيان يلتفي خالد مشعل عضو مكتب حماس في الدوحة

بزشكيان يلتفي خالد مشعل عضو مكتب حماس في الدوحة

لقاء مع حماس

وفي رسالة على استمرارية التزام طهران بدعم محورها، التقى الرئيس الإيراني بأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، وعلى رأسهم خالد مشعل، مساء أمس الأربعاء 2 أكتوبر.

وكانت تصريحات مسعود بزشكيان، على إظهار هذا الدعم في إطار التضامن الإسلامي، فقد قال: “إن ما نصبو اليه أكان في داخل بلدنا أو بين الدول الجارة والإسلامية هو ترسيخ العلاقات الأخوية والوئام من أجل عزة وشموخ الأمة الإسلامية”.

قمة حوار التعاون الأسيوي

قمة منتدى التعاون الأسيوي في الدوحة

على خط التعاون الأسيوي

أولوية ملف الاقتصاد بالنسبة لحكومة بزشكيان التي تعمل على رفع العقوبات الغربية، يدعم تركيز هذه الحكومة الإصلاحية على تفعيل عضوية إيران في المنظمات الاقتصادية، ومنها منظمة شنغهاي ومجموعة بريكس، ومنتدى حوار التعاون الآسيوي (ACD) الذي انضمت له إيران في يونيو 2004م.

ومهمة هذا المنتدى الذي تم تأسيسه في 18 يونيو 2002 ، هو تعزيز التعاون الآسيوي على مستوى القارة، والمساعدة في إدماج منظمات إقليمية منفصلة مثل آسيان ورابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي و‌مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

وتمثل إيران همزة اتصال مهمة عبر موانئها وطرقها البريكة والسكك الحديدية بين منطقة جنوب غرب أسيا ووسط أسيا وشرقها، وكذلك مع المنطقة الأوراسية التي تشمل روسيا الاتحادية.

ربما يعجبك أيضا