بسبب أوكرانيا.. ألمانيا واليابان تتأهبان عسكريًّا بسيناريو الحرب العالمية الثانية

عمر رأفت
هل تجبر الحرب الأوكرانية ألمانيا واليابان على الاستعداد للحرب من جديد؟

الإجراءات التي اتخذتها ألمانيا واليابان تعني عودتهما إلى الإجراءات والأساليب القتالية الخاصة بالحرب العالمية الثانية.. ما القصة؟


أجبرت الحرب الأوكرانية ألمانيا واليابان على اتخاذ كل استعداداتهما العسكرية بجدية أكبر، خلال الفترة الماضية.

وذكرت وول ستريت جورنال، أن المستشار الألماني أولاف شولتز، وعد في فبراير 2022، بتعزيز جيش بلاده بـ100 مليار يورو، لتزيد الميزانية العسكرية الألمانية على 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يتطلبه حلف شمال الأطلسي (الناتو).

عودة أساليب الحرب العالمية الثانية

أضافت الصحيفة الأمريكية أن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أجرى زيارة مفاجئة لأوكرانيا هذا الأسبوع، وهي المرة الأولى التي تطأ فيها قدما كيشيدا بلدًا في حالة حرب. وقد تعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي للجيش الياباني 50% خلال السنوات الـ5 المقبلة، وشراء صواريخ يمكنها ضرب أهداف معادية.

اقرأ أيضًا: نهج جديد.. ماذا وراء زيارة رئيس الوزراء الياباني لأوكرانيا؟

وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن الإجراءات التي اتخذتها ألمانيا واليابان، تعني عودتهما إلى الإجراءات والأساليب القتالية الخاصة بالحرب العالمية الثانية.

وبينما لم ترسل اليابان إلى أوكرانيا أكثر من الخوذات والسترات الواقية من الرصاص، لم توافق ألمانيا على تزويد القوات الأوكرانية بدبابات ليوبارد 1 القديمة، بالإضافة إلى بعض دبابات ليوبارد 2 الجديدة، قبل أن توافق الولايات المتحدة على إرسال دبابات أبرامز أيضًا.

وضع جديد

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن في كلا البلدين معارضة كبيرة لإرسال تلك المساعدات. ففي فبراير، نظم أكثر من 10 آلاف من دعاة السلام الألمان، مظاهرة “تمرد من أجل السلام” في برلين، وانضم إليهم أعضاء موالون لروسيا من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني.

وكانت تلك التظاهرات احتجاجًا على إرسال ألمانيا للسلاح إلى أوكرانيا. وفي اليابان، حذرت صحيفة أساهي الليبرالية رئيس الوزراء كيشيدا من أن خططه الدفاعية الجديدة “غير دستورية” وفشلت في مراعاة دروس الماضي.

وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن الحرب الأوكرانية، بالإضافة إلى التوتر بين الصين وتايوان، خلقت وضعًا جديدًا، وهو تعزيز الجيش في اليابان، وهذا ما حاول تنفيذه رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، الذي اغتيل العام الماضي، فقد عمل بلا كلل لاستعادة حق اليابان في أن تكون قوة عسكرية.

اليابان تشعر بالندم

أوضحت صحيفة وول ستريت أن اليابانيين ليسوا أول من ندم على سلميتهم، ففي أثناء زيارته لليابان بصفته نائب الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور في عام 1953، أخبر ريتشارد نيكسون جمهوره أن الولايات المتحدة قد ارتكبت خطأ في عام 1946.

وأوضحت الصحيفة أنه وفقًا للعديد من استطلاعات الرأي، يفضل أكثر من 50% من اليابانيين الآن مراجعة الدستور. وعلى الرغم من أن العديد من اليابانيين يقاومون دفع ضرائب أعلى لشراء المزيد من الأسلحة، لا يعارضون استراتيجية الدفاع التي أقرها كيشيدا في حد ذاتها.

وتطرقت وول ستريت جورنال إلى ألمانيا، وقالت إن وضعها مختلف عن اليابان، لأنه لم تكن لدى ألمانيا الغربية أو الشرقية دساتير سلمية في السابق، وذهب اللوم إلى أدولف هتلر والنازيين في الحرب العالمية الثانية، وليس إلى النزعة العسكرية الألمانية.

أي شيء أفضل من الحرب

أشارت الصحيفة إلى أنه بعد تطهير شطري ألمانيا الغربية والشرقية من النازيين، بنحو أو بآخر، أصبحت جمهورية ألمانيا الديمقراطية الشرقية دولة شيوعية في خط المواجهة، يسيطر عليها السوفيت في الحرب الباردة، وأصبحت جمهورية ألمانيا الاتحادية الغربية عضوًا في الناتو وحليفًا قويًّا للولايات المتحدة.

وأوضحت أنه على عكس اليمينيين المتطرفين، الذين يعجبهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يزال دعاة السلام الألمان يعتقدون أن أي شيء سيكون أفضل من الحرب. ولكن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك، تؤيد بشدة الدعم العسكري لأوكرانيا، وتعرضت للانتقاد نتيجة لذلك.

وكتب الفيلسوف الألماني الأشهر يورجن هابرماس، مقالًا نوقش على نطاق واسع، دعا فيه إلى السلام، وطالب بإيجاد حلول للحرب، منتقدًا بربوك لأنها “تريد الحرب وتؤيدها”.

ربما يعجبك أيضا