بسبب الانتخابات.. “كاروشي” اليابان يصل إندونيسيا

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

“العمل حتى الموت” ظاهرة تنتشر في آسيا، تحصد أرواح الآلاف سنويا، وتدفع مئات الأشخاص إلى الانتحار بسبب ساعات العمل الطويلة، خاصة في اليابان حيث تتسم حياة الموظفين بالتوتر الشديد بسبب العمل الزائد، وهي الحالة التي يطلق عليها اليابانيون “كاروشي” والتي انتقلت إلى إندونيسيا تزامنا مع أكبر وأعقد انتخابات تجريها البلاد.

الانتخابات الأكثر تعقيدًا

وفي إندونيسيا توفي أكثر من 270 موظفا في الانتخابات التي أجريت في 17 أبريل وأطلق عليها “الانتخابات الأكثر تعقيدا في العالم” حيث صوت نحو 155 مليون ناخب إندونيسي من مجموع 193 مليون شخص مسجلين في قوائم الناخبين، ونقلت صناديق الاقتراع من الأحياء والقرى التي توزع فيها أكثر من 813 ألف مركز اقتراع إلى البلديات.

وقال مسؤول إندونيسي: إن أكثر من 270 موظفاً في الانتخابات ماتوا لأسباب تتعلق في الأغلب بأمراض مرتبطة بالإرهاق، بسبب ساعات العمل الطويلة لفرز الملايين من أوراق الاقتراع، وذلك بعد عشرة أيام على إجراء البلاد لأكبر انتخابات تجري في يوم واحد في العالم.

كما اعتلت صحة 1878 شخصا بحلول مساء أمس السبت، ووفق ما ذكر المتحدث باسم المفوضية عارف بريو سوسانتو.

ودعت وزارة الصحة الإندونيسية، المنشآت الصحية والمستشفيات إلى توفير الرعاية القصوى للمرضى من العاملين في الانتخابات في حين تعمل وزارة المالية على تعويض عائلات المتوفين.

وكان التصويت سلميا إلى حد كبير، وتشير تقديرات إلى أنه جذب 80% من إجمالي 193 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في خمس أوراق اقتراع في أكثر من 800 ألف مركز اقتراع.

مهمة صعبة

كانت الانتخابات الإندونيسية مهمة صعبة، حيث أجريت الانتخابات رئاسية وبرلمانية وإقليمية ومحلية في نفس الوقت في بلد يضم 193 مليون ناخب مؤهل موزعين على ثلاث مناطق زمنية؛ من بابوا في الشرق، إلى طرف سومطرة على بعد أكثر من 5000 كيلومتر (3000 ميل) في الغرب.

وفقًا لمركز فكر لوي الذي يتخذ من أستراليا مقراً له، جمعت هذه الانتخابات الخمسة المتزامنة أكثر من 245000 مرشح، وتنافس على ما مجموعه 20000 مقعد في المجالس التشريعية المحلية والإقليمية والوطنية، وشملت الانتخابات حوالي 6000.000 عامل و 810.000 مركز اقتراع.

جمعت الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا الانتخابات الرئاسية مع الأصوات الوطنية والإقليمية والبرلمانية لأول مرة في تاريخها، بهدف خفض تكاليف الانتخابات، لكن إجراء الاقتراع الذي استمر ثماني ساعات في أكبر دولة جزرية في العالم، أثبت أنه مهمة غير صحية للعديد من موظفي الانتخابات في إندونيسيا، حيث يتعين على موظفي الانتخابات عد ملايين أوراق الاقتراع باليد.

انتقادات

تعرضت سلطات الانتخابات في البلاد لسيل من الانتقادات بسبب ارتفاع عدد القتلى.

ونقل موقع “كومباران” دوت كوم الإخباري، عن أحمد موزاني نائب رئيس حملة مرشح الرئاسة في الانتخابات برابو سوبيانتو قوله “اتحاد النقابات العالمي ليس من الحكمة في أن نزيد من عبء العمل على الموظفين”.

زعم برابو حدوث مخالفات واسعة النطاق في تصويت 17 أبريل، كما ادعت حملته أن بعض المسؤولين قاموا بالاقتراع لصالح الرئيس الحالي جوكو ويدودو.

ونفى وزير أمن ويدودو هذه المزاعم الأخيرة، قائلا أن لا أساس لها من الصحة.

وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن ويدودو فاز في الانتخابات بنسبة 9-10٪، وستعلن لجنة الانتخابات النتائج الرسمية للأصوات الرئاسية والبرلمانية والإقليمية في 22 مايو.

معاملة لا إنسانية

ويواجه العمال في إندونيسيا مشاكل عديدة ومعاملات لا إنسانية خاصة في القطاع الرسمي في جاكرتا، ناهيك عن العاملين في القطاع غير الرسمي.

وفي نقاش متلفز بين مرشحين لمنصب نائب الرئيس في إندونيسيا، سُئل كل منهما عن التهديدات التي تواجهها القوى العاملة، واستجاب كلا المرشحين من خلال تحديد استراتيجياتهم لرفع جودة الموارد البشرية في إندونيسيا، لكن لم يوضح أي منهما كيف سيحميان العمال من المعاملة اللاإنسانية.

في جاكرتا، تعاني عاملات المنازل غير الرسميات، خاصة مع عدم وجود حد للأجور أو الاستحقاقات، ولا تتمتع عاملات المنازل بحقوق أو حماية بموجب القانون، كما إن ساعات العمل قد تصل إلى 24 ساعة، مما يجعلهن عرضة لظروف العمل الاستغلالية، أو حتى أعمال العنف.

وفقًا للشبكة الوطنية للدفاع عن العمال المنزليين في ماليزيا، كانت هناك 402 حالة عنف ضد عاملات المنازل في عام 2015.

 تُظهر بيانات فريق إعادة الإعمار الإقليمي في جالا أيضًا أنه خلال الفترة من يناير إلى أبريل عام 2016، كانت هناك 121 حالة عنف ضد المرأة، وتراوحت أنواع العنف بين  البدني والنفسي، وبالنظر إلى عدد عاملات المنازل في جميع أنحاء إندونيسيا، فمن المحتمل أن يكون هناك الآلاف من الحالات غير المبلغ عنها.

ربما يعجبك أيضا