بسبب “التأشيرات”.. اشتباك سياسي بين ترامب وأردوغان

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

توتر جديد بين أنقرة وواشنطن عنوانه “تعليق منح تأشيرات الدخول بين الجانبين”، بعد أن ردت أنقرة بالمثل على قرار واشنطن تعليق إصدار التأشيرات باستثناء الهجرة في جميع بعثاتها بتركيا.

قرار من شأنه أن يزيد من حدة التوترات بين أنقرة وواشنطن، العضوين في حلف شمال الأطلسي، خصوصاً أنه يأتي بعد أسبوع من اعتقال أحد موظفي البعثة الأمريكية في إسطنبول، قالت تركيا إنه على علاقة بـ”فتح الله غولن” رجل الدين التركي المقيم بالولايات المتحدة والمتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي.

تصعيد متبادل

الانتقادات الأمريكية لأنقرة جاءت إثر اعتقال مواطن تركي يعمل بالقنصلية الأمريكية والمتهم بالتجسس والسعي للإطاحة بالحكومة التركية وهو ما تعتبره واشنطن لا أساس له من الصحة، قابلها انتقادات من الأتراك في قضايا تتعلق بتوجيه تهم لمواطنين أتراك في الولايات المتحدة تقول أنقرة أنها قضايا مسيّسة آخرها حظر بيع الأسلحة لحرس الرئيس التركي ومحاكمة أحد رجال الأعمال الأتراك المقربين من الحكومة التركية في نيويورك.

لم يرق تصرف أنقرة لواشنطن التي رأت في ذلك تعدياً على سلامة موظفيها وأصدرت بياناً بتعليق فوري لكل خدمات التأشيرات في تركيا، وعللت واشنطن بأنها تعيد تقييم تعهدات أنقرة بحماية مقر البعثات الأمريكية بتركيا.

الرد التركي لم يتأخر كثيراً وجاء على لسان الرئيس أردوغان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصربي بأنقرة، لم تخل من نبرة تهديد ووعيد للجانب الأمريكي.

أردوغان أكد أن بلاده ليست هي من افتعلت الأزمة، وإنما الولايات المتحدة هي المسؤولة عن ذلك قائلاً “المشكلة مع الولايات المتحدة الأمريكية “فيما يخص تعليق التأشيرات” لم نبدأها نحن بل هم من بدؤوها”.

 مشيراً إلى أنه يتعين على الجانب الأمريكي أن ينتظر الإجراءات القضائية في تركيا ضد المتهمين بالتعامل مع تنظيم غولن الإرهابي على حد قوله.

أردوغان قال إن هناك بعض “الجواسيس” الذي تغلغلوا داخل القنصلية الأمريكية في إسطنبول، وأنه لم يوافق على زيارة وداع طلبها السفير الأمريكي لأنه يعتبره لا يمثل بلاده لدى تركيا.

وطالب أردوغان الولايات المتحدة بسحب سفيرها لديها مؤكداً أن أنقرة لا تعتبره ممثلاً لأمريكا، مضيفاً ” لسنا مستعدين اليوم لاستقبال السفير الأمريكي في أنقرة، أنا أو وزرائي أيضًا ولم نعد نعتبره ممثلا لبلاده”.

خلفيات التوتر الحالي

يرى خبراء أن الأمور لم تكن لتصل إلى ما وصلت إليه الآن لولا وجود خلفيات تزعزع علاقات الجانبين أبرزها رفض واشنطن تسليم أنقرة غولن المتهم من قبل أنقرة بأنه العقل المدبر لمحاولة الإنقلاب الفاشلة العام الماضي، والذي طالما طالبت أنقرة بتسليمه لها.

يضاف هذا التوتر إلى سلسلة توترات بين الحليفتين بحلف شمال الأطلسي، واختلاف وجهات النظر في العديد من القضايا الإقليمية.

فالدعم العسكري واللوجستي الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردي في سوريا سبب آخر جوهري للتوتر بين أنقرة وواشنطن.

وفي الوضع الراهن ومع سعي إقليم كردستان نحو الانفصال فإن الأتراك متمسكون من أي وقت مضى برفض جميع الضرورات الأمريكية التي تبيح التعاون مع جماعات كردية – هي منظمات إرهابية في القانون التركي – وإن كان الهدف قتال تنظيم داعش الإرهابي.

قبل أشهر أثار القضاء الأمريكي غضب الرئيس التركي أردوغان حين أصدر أوامر باعتقال 19 فرداً من طاقم الحراسة الشخصي لأردوغان بتهمة الاعتداء على مواطنين أمريكيين خلال زيارة الرئيس التركي إلى واشنطن.

خريطة تحالفات جديدة

كل هذه التفاصيل دفعت بالرئيس التركي لإعادة النظر في تحالفاته والاتجاه نحو توطيد علاقات المصلحة مع المحور المقابل ممثلاً في روسيا وإيران.

 توجه تتوجس واشنطن من تبعاته وهي ترى أحد أوثق حلفائها في الناتو يقترب أكثر نحو ألد أعدائها في العالم وهي إيران.

فمن التقارب مع موسكو، إلى التنسيق مع طهران، إلى إعادة النظر في العلاقات مع واشنطن، يسعى صنّاع القرار في أنقرة إلى تحصين المواقع والمصالح، خاصة مع تزايد مخاطر المد الكردي على الحدود السورية، وما يلقاه الأكراد من دعم دولي في معاركهم المعلنة ضد داعش.

   

ربما يعجبك أيضا