بسبب العنصرية.. احتجاجات الجالية الإثيوبية تشعل تل أبيب ونتنياهو يقر بوجود مشاكل

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

خرجت حشود من أصول إثيوبية في احتجاجات حاشدة ضد العنصرية في إسرائيل، هي الأعنف منذ سنوات، وأغلقت لأول مرة شوارع كبرى احتجاجًا على تصفية شاب إسرائيلي من أصول إثيوبية على يد شرطي رميًا بالرصاص.

مصادمات مع الشرطة الإسرائيلية

الاحتجاجات متواصلة منذ مقتل الشاب سولومون تاكة (18 عاما)، في مدينة كريات حاييم (شمال)، وتصاعدت بعد المشاركة في مراسم دفنه تخللتها مصادمات مع شرطة الاحتلال التي اعتقلت عشرات المحتجين.

وأغلق المتظاهرون شوارع رئيسية في عدة مدن، وأضرموا النيران في إطارات السيارات وفي سيارات، ورشقوا قوات الشرطة الإسرائيلية بالحجارة.

وحمل المتظاهرون، لافتات تحمل شعارات: “هذه عقوبة دون محاكمة”، “لا يوجد فرق بين الدم والدم”، “يسقط تعسف الشرطة”، “لا يوجد أسود ولا أبيض، إننا جميعا بشر”.

وأكد المحتجون أن الشرطة الإسرائيلية لا تتعلم، وهناك مجرمون داخل الشرطة، والمسؤولون غير قادرين على السيطرة عليهم، الأمر الذي يسبب ليس فقط أضرارا، لكن وفيات أيضًا.

إصابة 147 شخصًا

من جانبه، حذر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان في شريط مسجل من معاودة المظاهرات التي انتشرت الثلاثاء، قائلا: “الاحتجاج له حدود، يجب عدم عبورها”.

وقالت الشرطة الإسرائيلية، إن 111 من أفرادها، أُصيبوا في موجة الاحتجاجات في عدد من مدن الاحتلال، مساء الثلاثاء.

وقال ميكي روزنفيلد، المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، إنها اعتقلت 136 متظاهرًا.

ووفقا لخدمات الطوارئ الإسرائيلية فقد أصيب ما لا يقل عن 147 شخصًا، بينهم 111 من الشرطة. وجرى أيضا توقيف 136 شخصا.

ارتباك المسؤولين 

واضطرت الأحداث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  إلى الخروج في خطاب متلفز، داعيًا إلى وقف إغلاق الطرق معترفا بوجود مشاكل تستدعي الحل.

وقال نتنياهو في حسابه الرسمي على “تويتر”: “نحن دولة قانون ولا نتحمل إغلاق مفاصل الدولة. أطلب منكم أن نحل جميع المشاكل معا في إطار احترام القانون”.

وأضاف قائلا: “أعلم أنه توجد مشاكل يجب حلها”، مضيفا أن العمل على حل تلك المشاكل سيستمر وداعيا المحتجين لوقف إغلاق الطرق.

فيما قال الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين في بيان للجمهور: “يجب أن نتوقف، وأكرر نتوقف.. يجب أن نسمح للتحقيق في وفاة (الشاب الإثيوبي) أن يسير في طريقه، ويجب أن نمنع الموت التالي”.

وفي إشارة إلى تصريحات أفراد من أبناء اليهود الإسرائيليين من أصل إثيوبي، قال ريفلين:” لن نقبل موقفًا يخشى فيه الآباء السماح لأطفالهم بالخروج من المنزل خوفًا من التعرض للأذى بسبب لون بشرتهم أو أصلهم العرقي، هذه ليست حرب أهلية”.

وأضاف الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين “إنكم تفعلون كل ما في وسعكم لإيصال صوت احتجاجكم ، لكن يجب أن نكون حذرين للغاية بشأن تصاعد الاحتجاج حتى لا ينتقل إلى العنف، الذي لا مكان له”.

قيد الإقامة الجبرية

وتقول سلطات الاحتلال الإسرائيلية إن الشرطي الذي تسبب في مقتل الشاب قيد الإقامة الجبرية ويجري التحقيق معه.

وفي الوقت نفسه، أكدت محكمة الصلح الإسرائيلية، أنها أفرجت عن الشرطي الذي أطلق النار على الشاب الإثيوبي، ولكنها فرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله لمدة 15 يوما.

الشرطي أخطأ

ووفقا لوسائل الإعلام، فإن ضابط شرطة خارج الخدمة تدخل بين مجموعة من الأشخاص كانوا يتشاجرون، أثناء تواجده مع زوجته وأطفاله الثلاثة في متنزه، واقترب من الشبان، وعرّف على نفسه بأنه شرطي وقامت المجموعة لاحقا برشقه بالحجارة. وزعم الضابط أنه أطلق النار لأنه كان يخشى على حياته، إلا أن شهود العيان أكدوا أنه لم يكن معرضا لأي خطر.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن قيادة الشرطة أعربت عن “شكوكها” بشأن شهادة الشرطي.

كما أكدت محطة الأخبار الإسرائيلية الثانية أيضًا:” وفقا للتحقيق حتى الآن، تعتقد الشرطة أن الشرطي أخطأ”.

قتل بسبب لون بشرته

أما قادة قادة اليهود الإثيوبيين فيؤكدون أن الشاب البالغ من العمر 18 عاما قتل بسبب لون بشرته، مشيرين إلى سلسلة طويلة من اعتداءات الشرطة الإسرائيلية على شبان من أصول إثيوبية في تل أبيب.

هذه ليست المرة الأولى التي يحتج فيها اليهود ذو الأصول الإثيوبية البالغ عددهم مائة وأربعين ألفا، ففي يناير الماضي شهدت تل أبيب مظاهرات مماثلة وللسبب نفسه “عنصرية إسرائيل”.

وكان مكتب الإحصاء قد قدر في نهاية العام 2014، عدد الاسرائيليين الإثيوبيين بنحو 135 ألفا ولد نحو 50 ألفًا منهم في إسرائيل.

تمييز عنصري

وخاض أبناء الجالية الإثيوبية عدة مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية، خلال السنوات الماضية، على خلفية التمييز.

وبحسب صحيفة “معاريف” فإنه منذ عام 1997، قتل 11 من الشباب من الجالية الإثيوبية في اشتباكات مع ضباط الشرطة.

ويشكو كثيرون منهم من التعرض للتمييز عند البحث عن عمل أو منازل، كما يشكون من فجوات في الدخل ومستوى التعليم بالمقارنة بشرائح أخرى في المجتمع الإسرائيلي.

ربما يعجبك أيضا