بسبب تغير المناخ.. دراسة تحذر من انتشار الملاريا في إفريقيا

كشفت دراسة أمريكية جديدة عن أن تغير المناخ والاحتباس الحراري دفع بعوض الملاريا إلى التوسع في انتشاره وتسريع تكاثره في قارة إفريقيا.

وقالت الدراسة، التي نشرتها مجلة “بيولوجي ليترز” يوم الاثنين الماضي 23 أكتوبر 2023، إن تغير المناخ يؤثر في سرعة انتشار مسببات الأمراض الخطيرة وناقلات الأمراض، مشيرة إلى عدم إلمام العلماء بمدى تأثير الاحتباس الحراري في انتشار أمراض مثل الملاريا.

انتشار الملاريا في إفريقيا

أوضحت الدراسة أن تغير المناخ دفع بعوض الملاريا إلى الانتقال إلى ارتفاعات أعلى واندفع جنوبًا، ما يهدد قارة إفريقيا التي تعاني من تأثير تغير المناخ الأكثر أهمية في التنوع البيولوجي.

وقالت الدراسة، التي أعدها فريق بحث بجامعة جورج تاون الأمريكية، إن حركات البعوض تتوافق مع التغيرات المناخية المتسارعة، ما يتفسر أنماط انتقال الملاريا، خلال الإطار الزمني المدروس.

وأضافت الدراسة أن معدل نزوح بعوض الملاريا يثبت أسوأ مخاوف الخبراء بشأن تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية، لافتةً إلى أن هذا يتوافق مع مكان وكيفية حدوث انتقال العدوى في قارة إفريقيا.

الملاريا في افريقيا

تغيرات سريعة

كشفت الدراسة عن أن النباتات والحيوانات، بسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب، تلجأ إلى المناطق الأكثر برودة، سواء عن طريق الانتقال إلى ارتفاعات أعلى، أو الاقتراب من القطبين، وقدرت أن الأنواع الأرضية تتحرك صعودًا بوتيرة 1.1 متر سنويًا، وباتجاه القطبين بوتيرة 1.7 كيلومتر في السنة.

وحذرت الدراسة من أنه في الوقت الذي يُعاد توزيع الأنواع على الكوكب لملايين السنين، استجابةً للمناخ، فإن التغييرات الآن تحدث بسرعة كبيرة، ما يضر بالكثير من أنواع الكائنات، ويؤثر سلبًا في استقرار النظم البيئية.

مصدر تهديد كبير

أوضح فريق البحث الأمريكي أن من الأهمية بمكان جمع البيانات لفهم كيفية ومدى سرعة انتقال البعوض وناقلات الأمراض الأخرى بجميع أنحاء العالم، فالمناخات الأكثر دفئًا تجذب البعوض، لأنها، والطفيليات التي تحملها، تتكاثر أسرع في درجات الحرارة المرتفعة.

وأضاف الفريق أن بعض حركات البعوض تأثرت بسبب التغيرات في استخدام الأراضي، أو توافر الطعام أو الآثار الجانبية للبشر الذين يهاجرون إلى المرتفعات العالية، بسبب تغير المناخ. ومع ذلك، فإن البعوض الحامل للأمراض يشكل مصدر تهديد كبير في المناطق التي لا تكون مستعدة.