بسبب عمليات التجميل.. كوريا الجنوبية تغير شكل جواز السفر

جواز السفر وبطاقة الهوية عادة ما يتضمنان الرقم القومي وصورة حامله وتاريخ ميلاده، ولكن الطريف هو تدوين عمليات التجميل.

وصورة له قبل وبعد، هو أمر طريف وغريب للغاية.

ففي كوريا الجنوبية، اضطرت السلطات إلى إجبار المواطنين، من الرجال والسيدات، ومن خلال القانون، على تقديم إفادات بما أجروه من عمليات تجميل، مع تقديم صورة شخصية قبل وبعد العمليات، للتحقق من الهوية الحقيقية لصاحب ورق الثبوتية.

كوريا الجنوبية واجهة سياحية بسبب التجميل

القرار سالف الذكر بدأ في 2014، بعدما وجدت حكومة كوريا الجنوبية أن البلاد صارت معقلًا لجراحات التجميل في آسيا، يقصده مئات الآلاف سنويًّا من مختلف العالم لتعديل وتغيير أشكالهم. وتقدر الجمعية الدولية لجراحات التجميل أن نحو 43% من النساء في كوريا الجنوبية سنهن بين 15 و70 عامًا، خضعن لنوع ما من جراحات التجميل.

وبالنتائج المذهلة التي ظهرت على السيدات والرجال الكوريين في تغيير  ملامحهم كليًّا، أصبحت سيول واجهة سياحة علاجية عالمية، يصل إليها الآلاف سنويًّا من مواطني الدول المجاورة، كالصين واليابان، لإجراء هذه العمليات، حتى وإن كلفهم ذلك عشرات الآلاف من الدولارات.

وتبدو عمليات التجميل مفيدة جدًّا لكوريا الجنوبية كمصدر للدخل، وترويج سمعة طيبة لها في جميع أنحاء العالم. لكن على العكس، تحولت العمليات التجميلة إلى مصدر قلق لسلطات المطارات الدولية، لذا وضعت المطارات إجراءات مراقبة ومراجعة إضافية لجوازات العائدين من كوريا الجنوبية، بسبب تغير الشكل قبل وبعد عملية التجميل.

الدولة تطلب إثبات عمليات التجميل في الباسبور

هذا القرار ليس شأنًا محليًّا مقصورًا على كوريا الجنوبية، بل سيخضع له الوافدون إليها. ونوهت الديلي تليجراف البريطانية بأن مجموعة من الصينيات واجهن لدى عودتهن إلى بلادهن مشكلة مع شرطة الجوازات، إذ شكك ضباط الجوازات في هويتهن لاختلاف ملامحهن كثيرًا عن الصور الموجودة على جوازات سفرهن، طالبًا إثبات من المشفى تأكيد الهوية.

واشتكت السيدات حينها على القرار على اعتباره “سوء معاملة من الشرطة الكورية”، وحررت 23 امرأة تتراوح سنهن بين 36 و54 عامًا، شكوى جماعية عند وصولهن إلى مطار شنغهاي قادمات من كوريا الجنوبية، لكن السلطات رأت أن الإجراء الكوري سيلم، خاصة وأن بعضهن عاد بعد إجراء عمليات التجميل بأعين واسعة وأنوف مستقيمة وخدود متناسقة، بعيدة الشبه عن الصور في جوازات سفرهن.

وقال أحد ضباط شرطة الجوازات في مطار شنغهاي لـ”ديلي تليجراف” إن ملامح النساء اختلفت كثيرًا، ما اضطرهم إلى إجراء مقارنات دقيقة للتأكد من هويتهن، وأضاف أن الحكومة الصينية طالبتهم رسميًّا بعد التحقق من هوياتهن، الحصول على جوازات جديدة فورًا تحمل صورًا جديدة، للتخلص من هذا اللغط.

المستشفيات الكورية تصدر شهادة جراحة التجميل

على الجانب الآخر، خشيت المستشفيات الكورية أن تخسر بسبب القرارات الحكومية، وأن يتقلص نشاطها في إجراء العمليات التجميلية، لذا تحايلت على المشكلة بإصدار “شهادة جراحة التجميل” للمرضى الأجانب تتضمن معلومات دقيقة، كرقم جواز السفر ومدة الإقامة وإسم المستشفي ومكان وجوده، بالإضافة إلى ختم ادارة المستشفى كوثيقة رسمية يقدمها الشخص لمراقبي الجوازات.

وبالأرقام كانت عمليات تنحيف الفك وتوسيع الأعين وتعديل الأنف، إلى جانب تقليل الوزن وحتى تطويل القامة، هي الأكثر طلبًا. وإرتفع العدد إلى 10 أضعاف العام الماضي ليصل الى 25,176 زائرًا سنويًّا، معظمهم من الصين، بسبب عدم ثقتهم بأطباء بلدانهم.

كوريا الجنوبية: 80% من السكان يوسعون أعينهم

تنتشر عمليات التجميل بين النساء اليافعات في كوريا الجنوبية، حيث يخضعن لجراحات تغيير شكل الأنف، أو تعديل شكل العين في ذكرى ميلادهن 18. ويتزايد عدد الشباب الذكور الذين يخضعون لعمليات التجميل، حتى إن أكثر من 77% من السكان تقريبًا أجرى عملية تجميل واحدة على الأقل. وتعد عملية توسيع الأعين هي الأكثر طلبًا هناك.

ووفقًا لإحصاءات بعض العيادات، تمثل النساء 80% من الزبائن، وتميل السيدات الأكبر سنًّا إلى عدم اتخاذ نجمات البوب كأمثلة لهن، وبدلًا من ذلك، يركزن في المقام الأول على تدابير لمحاربة الشيخوخة، فبدءًا من أواسط الثلاثينات، تبدأ النساء الكوريات الاعتماد على حقن البوتوكس والحشو للظهور أصغر سنًا. مع ذلك، يبدي عدد متزايد من الرجال اهتمامًا غير اعتيادي بصناعة التجميل.