بسبب عمليات الجيش الروسي.. «توتال» الفرنسية في قفص الاتهام

ولاء عدلان
توتال إنيرجيز

وزير النقل الفرنسي: يجب التحقيق فيما إذا كانت "توتال" التفت عن قصد أو غير قصد، على العقوبات المفروضة على روسيا.


طالب وزير النقل الفرنسي كليمان بون، الخميس الماضي 25 أغسطس 2022، بفتح تحقيق عاجل مع شركة “توتال إنرجي” الفرنسية.

ويتعلق هذا التحقيق بطبيعة نشاطها في السوق الروسية. ويعد “بون” أول مسؤول فرنسي يعلق على تقارير إعلامية تحدثت هذا الشهر عن تورط عملاقة النفط الفرنسي في تزويد الجيش الروسي بوقود الطائرات المقاتلة عبر شركة “نوفاتيك” الروسية التي تمتلك فيها 19%.

اتهام خطير

كشف تحقيق أجرته شركة “جلوبال وتنس” غير الحكومية وصحيفة “لوموند” الفرنسية الأربعاء الماضي، عن وجود حقل غاز في سيبيريا مملوك جزئيًّا لـ”توتال” يزود بانتظام مصفاة تنتج وقود الطائرات الذي ربما استخدمته مقاتلات الجيش الروسي في قصف أوكرانيا، ما يمثل انتهاكًا للعقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الروسي وتقويضًا لجهود باريس في إحلال السلام بأوكرانيا.

وتعليقا على ذلك، قال وزير النقل الفرنسي الخميس الماضي، في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الفرنسي: “هذا أمر خطير جدًّا، ويجب إجراء تحقيق في ما إذا كان يوجد التفاف عن قصد أو غير قصد على العقوبات المفروضة على روسيا“، وفق “يورونيوز”.

تورط «نوفاتيك» و«تيرنفت غاز»

أشارت “جلوبال وتنس” إلى أن حقل “تيرموكارستوفي” الروسي المملوكة لـ”نوفاتيك” الروسية، التي تمتلك فيها “توتال” 19.4%، ينتج أكثر من 60 ألف طن من مكثفات الغاز شهريًّا وبعد معالجتها في مصنع مملوك لـ”نوفاتيك” يجري شحنها بالقطار إلى مصفاة “جازبروم” في مدينة أومسك، ليتسنى تكريرها إلى منتجات تشمل البنزين والديزل ووقود الطائرات النفاثة.

وأوضحت أنها رصدت مئات الشحنات من وقود الطائرات، تحركت من مصفاة أومسك باتجاه قواعد القوات الجوية الروسية بالقرب من أوكرانيا، في الفترة ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية، في حين أشارت “لو موند” إلى أن شركة “تيرنفت غاز” التي تمتلك فيها “توتال” 49%، متورطة في توريد وقود لقاعدتين روسيتين يُرجح أنهما شاركتا في تنفيذ ضربات جوية بأوكرانيا.

Untitledخريطة

مسار شحنات وقود الطائرات الذي تصنعه “نوفاتيك” الروسية والمملوكة جزئيا لـ”توتال”

«توتال» ترد

تتناقض نتائج تحقيق “جلوبال وتنس” و”لوموند” مع ادعاءات توتال في مارس بأن نشاطها في روسيا لا علاقة له بعمليات الجيش الروسي في أوكرانيا، ويشار إلى أن الشركة الفرنسية الشهيرة استمرت في السوق الروسية عقب اندلاع حرب أوكرانيا، واكتفت بتعليق الاستثمارات الجديدة، بحجة أن العقوبات الأوروبية لا تنطبق على صادرات الغاز الروسي.

وقالت توتال، في بيان بتاريخ 26 أغسطس، إن دعوات التحقيق في أنشطة شركاتها التابعة في روسيا ليس لها أي أساس من الصحة، موضحة أنها لا تشغل أي بنية تحتية تزود الجيش الروسي بالوقود، ولا تملك معلومات عن مبيعات “نوفاتيك”، وأشارت إلى أن المكثفات التي تنتجها شركاتها التابعة تعالج بغرض تصنيع وقود للطائرات خاص بالتصدير حصريًّا خارج روسيا، لا داخلها.

رد توتال

حصة توتال في السوق الروسية

بينما انسحبت شركات النفط العملاقة، أمثال “شل” و”بي بي” من السوق الروسية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات التي ترتبت عليها لعزل موسكو عن الأسواق العالمية، حافظت “توتال” على حضورها في روسيا واكتفت، في مارس الماضي، بالتعهد بعدم إبرام عقود جديدة لشراء النفط والمنتجات البترولية الروسية.

وفق بيانات العام 2020 روسيا تستحوذ على 24% من الاحتياطات المؤكدة لـ”توتال” و17% من حجم إنتاجها من النفط والغاز سنويًّا، وتمتلك الشركة الفرنسية 19.4% في نوفاتيك، أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في روسيا، و49% في “تيرنفت غاز”، و20% في مشروع يامال للغاز الطبيعي، و10% في “أركتيك إل إن جي 2″، وبحسب بيانات سابقة “توتال” لا تتولى المسؤولية التشغيلية في هذه الشركات والمشروعات.

ربما يعجبك أيضا