بسبب نقص القوات.. أوكرانيا تطلق سراح المجرمين للقتال ضد روسيا

لسد النقص الفادح في عدد المشاة على خط المواجهة، تبنت أوكرانيا أحد أكثر التكتيكات الروسية تشاؤمًا، إطلاق سراح المجرمين والعنيفين الذين يوافقون على القتال في ألوية هجومية شديدة الخطورة.

ووفق صحيفة “واشنطن بوست”، أطلقت أوكرانيا سراح أكثر من 2750 سجينًا منذ اعتماد البرلمان قانونًا في مايو يسمح لبعض المدانين بالتجنيد، بما في ذلك مرتكبي الاعتداءات المسلحة والقتل، وجرائم خطيرة أخرى.

تجنيد السجناء

أوضحت الصحيفة، في مقال نشرته أمس الاثنين 17 يونيو 2024، أن تجنيد المجرمين، الذي يعد ممارسة شائعة في روسيا، حيث أطلقت موسكو سراح عشرات الآلاف للقتال في أوكرانيا، هو أحدث علامة على معاناة كييف من أجل تجديد قواتها، التي استنفدت بعد أكثر من عامين من القتال المتواصل.

وأضافت أن البرلمان الأوكراني وافق على قانون التعبئة الجديد الذي يهدف إلى توسيع قاعدة التجنيد، إلا أن التشريع لم يسفر بعد عن عدد كاف من القوات الجديدة، مشيرة إلى أن هيئة الأركان العامة الأوكرانية تحاول العثور على مقاتلين أصحاء حيثما استطاعت، بالإضافة إلى تجنيد السجناء.

وذكرت أن فلاديمير زيلينسكي، في وقت سابق، وقَّع على مشروع قانون بشأن تعبئة المجرمين الذين يقضون عقوباتهم في السجن، وقالت نائبة وزير العدل الأوكرانية، يلينا فيسوتسكايا، في 30 مايو الماضي، إن نحو 4 آلاف سجين أعربوا عن رغبتهم في الخدمة في القوات المسلحة الأوكرانية.

سجين يعمل على صنع “أسنان التنين”، وهي كتل لعرقلة الدبابات – في سجن أوكراني.

حماية البلاد

نقلت الصحيفة الأمريكية عن وزير العدل، دينيس ماليوسكا، قوله إن هذا الإجراء يعكس احتياجات أوكرانيا الأكثر إلحاحًا، مضيفًا أنه يتوقع تطوع 4000 رجل على الأقل في هذه الجولة الأولى من التجنيد، لافتًا إلى أنه في الوقت الحالي، سيخدم المدانون فقط في وحدات مكونة بالكامل من سجناء سابقين، بقيادة جندي نظامي.

وأضاف ماليوسكا في مقابلة في أحد السجون حيث أطلق سراح نحو 100 سجين لينخرطوا في القتال: “إن دوافع نزلائنا أقوى من دوافع جنودنا العاديين”، مشيرًا إلى أن “الإفراج عنهم ليس سوى جزء واحد من الدافع، فهم يريدون حماية بلادهم ويريدون طي صفحتهم الجنائية”.

وزير العدل الأوكراني دينيس ماليوسكا

إثارة المشاكل

نقلت الصحيفة الأمريكية عن ضابط عسكري أوكراني يشرف على عمليات تجنيد هؤلاء السجناء، لم تكشف اسمه، قوله إنه لا يؤمن بنجاح هذه الممارسة ويخشى فرار هؤلاء المجندين عند توفر أول فرصة، مشددًا على أنه لا أحد في أوكرانيا يؤمن بنجاح مبادرة تجنيد السجناء السابقين، ويخشى أن يثير هؤلاء مشاكل مختلفة في الجبهة.

وقال الضابط إنه يفضل أن تخفض أوكرانيا سن التجنيد إلى 18 عامًا، والسماح للكتائب بتجنيد رجال أصغر سنًّا وأكثر لياقة بدلا من المدانين، ولكنه قال إنه لا يتوقع أن يغير زيلينسكي مسودة القواعد مرة أخرى في أي وقت قريب، خوفًا من أنه قد يفقد الدعم إذا أجبر الشباب على حمل السلاح.