بطاريات الحالة الصلبة تقود ثورة تطوير السيارات الكهربائية

أحمد السيد

لا تزال البطاريات الاعتيادية عائقًا أمام انتشار السيارات الكهربائية، إلا أن ظهور بطاريات الحالة الصلبة قد يكون بمثابة بصيص أمل لحل الأزمة.


يحتاج سوق السيارات الكهربائية على مستوى العالم لبطارية من نوع جديد، حتى تتمكن شركات تصنيع السيارات من توفير مركبة كهربائية جيدة من ناحية السعر والأمان.

وتعمل الشركات في عدة دول حول العالم لصناعة بطاريات قادرة على قطع مسافة بين 800 إلى ألف كيلو متر دون إعادة شحن للسيارات الكهربائية، لتحقيق نقلة نوعية في تكنولوجيا البطاريات، والحد من الانبعاثات الكربونية.

أحدث تطورات صناعة البطاريات الصلبة

تعتبر شراكة شركة نورث فولت السويدية، الرائدة في مجال البطاريات، مع شركة ستورا إنسو، لاستخدام الخشب المستخرج من الغابات، للحصول على مكون لتطوير بطاريات الحالة الصلبة الجديدة للسيارات الكهربائية، آخر خطوات توصلت إليها شركات السيارات، وفق أرقام، في 22 يوليو 2022.

بطاريات الحالة الصلبة

وتعمل الشركتان معًا على إنتاج بطارية تحتوي على أنود مصنوع مما يسمى الكربون الصلب القائم على مادة “اللجنين”، التي تزيد من قوة البطارية.

اليابان والصين وأمريكا يتنافسون في صناعة البطاريات

تقرير بلومبرج، في 6 إبريل 2022، أظهر أن اليابان والصين والولايات المتحدة يبذلون جهودًا مضنية لزيادة كمية الطاقة التي يمكن تخزينها في خلايا البطاريات، بهدف معادلة المسافة التي يمكن للسيارة الكهربائية قطعها مع تلك التي تقطعها سيارات الوقود الأحفوري.

وركزت الدراسات على ما يعرف بـ”تكنولوجيا الجوامد” أو البطاريات الصلبة، والتي تعيد بناء الهيكل الداخلي للبطارية بالكامل باستخدام المواد الصلبة بدلًا من المواد السائلة القابلة للاشتعال لشحن البطارية وتفريغها.

تسريع اختفاء سيارات الاحتراق الداخلي

تعمل هذه التكنولوجيا على إجراء تحسينات كبيرة على حزم بطاريات “الليثيوم أيون” الموجودة بالفعل في السيارات الكهربائية، والتي قاربت الوصول إلى الحد الأقصى من سعتها التخزينية، ولا توفر الطاقة الكافية لقطع مسافات طويلة بالسيارات الكهربائية.

ويعني تحقيق ذلك، أن تكنولوجيا الجوامد أو البطاريات الصلبة، يمكنها أن تساعد في تسريع اختفاء السيارات ذات محرك الاحتراق الداخلي، وتقلّل من الزمن اللازم لشحن السيارات الكهربائية إلى نحو 10 دقائق فقط بدلًا من عدة ساعات الآن.

بطاريات الحالة الصلبة

رينو تؤمن إمدادات البطاريات من المغرب

في ظل المنافسة الشرسة في العالم بين شركات صناعة السيارات لتأمين إمداداتها من المعادن النادرة اللازمة لتصنيع البطاريات والتحول إلى السيارات الكهربائية، أبرمت مجموعة “رينو” الفرنسية لصناعة السيارات اتفاقًا مع مجموعة مناجم المغربية لشراء “كبريتات الكوبالت”، وفق سكاي نيوز، في 2 يونيو 2022.

وكبريتات الكوبالت، هي المادة التي تدخل في صناعة البطاريات الكهربائية وتتصارع عليها حاليًا الشركات، ولم تكشف رينو عن قيمة العقد، لكنها قالت إن المجموعة المغربية ستزودها اعتبارًا من 2025 وعلى مدى 7 سنوات بـ5 آلاف طن من كبريتات الكوبالت سنويًا.

BMW أول شركة في العالم تعتمد البطاريات الصلبة

تعد شركة BMW أول شركة في العالم، تستخدم بطاريات الحالة الصلبة، ومقرر أن تطلقها في الجيل الجديد من السيارات الكهربائية في 2025 بتصميم جديد كلياً، وستكون تكلفتها أقل 30% عن السعر الحالي، وفق بلومبرج، في 10 مايو 2022.

بطاريات السيارات الكهربائية

بحسب التقرير، فمنصة Neue Klasse ستزود شركة BMW بالنوع الجديد من البطاريات والتي ستنطلق في عام 2025، لتحصل السيارات الجديدة على خلايا بطارية مستديرة مشابهة لبطاريات تسلا الأسطوانية، وتسهم في خفض سعر السيارة الكهربائية، من أجل منافسة سيارات الاحتراق الداخلي في المسافة التي يمكن قطعها.

سعر أفضل

يعود سبب ارتفاع أسعار البطاريات الى ارتفاع أسعار الليثيوم والنيكل التي تمثل 80% من البطارية، ما يجعل من الصعب على شركات صناعة السيارات خفض أسعار السيارات الكهربائية، لكن بي إم دبليو تأمل في أن يمنحها التصميم الجديد ميزة قيمة، ويساعد في تعويض ارتفاع أسعار تلك المواد الخام.

ربما يعجبك أيضا