بعد أزمة تشكيل الحكومة.. فرنسا تواجه خطر «الفراغ السياسي»

إسراء عبدالمطلب
الجمود السياسي يعرقل تشكيل الحكومة الفرنسية

أدى الجمود الذي أصاب مفاوضات تشكيل الحكومة الفرنسية إلى حالة من الفراغ السياسي في باريس.

ورغم مرور أكثر من شهر على الانتخابات التي أسفرت عن أغلبية يسارية، تمثل التصعيد الأخير في هذه الأزمة في رفض الرئيس إيمانويل ماكرون تعيين مرشح اليسار، الذي فاز في الانتخابات، رئيسًا للوزراء، حسبما أفادت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية.

الجمود السياسي يعرقل تشكيل الحكومة الفرنسية

الجمود السياسي يعرقل تشكيل الحكومة الفرنسية

عرقلة تشكيل الحكومة

أوضح ماكرون أنه لن يعيّن رئيسًا للحكومة من ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري، الذي فاز في الانتخابات التشريعية في يونيو، بحجة أن ذلك قد يؤدي إلى عدم الاستقرار، وقال ماكرون إن “الحكومة التي تعتمد فقط على برنامج وأحزاب التحالف الذي يضم أكبر عدد من النواب، الجبهة الشعبية الجديدة، ستكون عرضة لسحب الثقة من قبل باقي المجموعات الممثلة في الجمعية الوطنية”.

واجتمع ماكرون يوم الاثنين 26 أغسطس 2024، مع رؤساء الأحزاب والزعماء البرلمانيين من مختلف الطيف السياسي، ثم أصدر بيانًا أكد فيه رفضه لتعيين رئيس وزراء من الائتلاف اليساري، مشيرًا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى عدم الاستقرار، وأضاف البيان أن “أي حكومة تعتمد على أغلبية الجبهة الشعبية الجديدة ستواجه خطر سحب الثقة من قبل المجموعات الأخرى بالجمعية الوطنية”.

شلل سياسي

كان ماكرون دعا إلى انتخابات تشريعية مبكرة بعد هزيمة حزبه الوسطي في انتخابات الاتحاد الأوروبي في يونيو على يد حزب التجمع الوطني اليميني، ورغم التوقعات بفوز الحزب اليميني، حقق ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة، الذي يضم القوى اليسارية الرئيسة في فرنسا، فوزًا مفاجئًا.

وحصل التحالف اليساري على 193 مقعدًا في مجلس النواب الفرنسي، وهو أقل بكثير من 289 مقعدًا اللازمة لتحقيق الأغلبية المطلقة، بعد استقالة حكومة ماكرون في 16 يوليو، لم يتم تشكيل حكومة جديدة، مما ترك البلاد في حالة من الشلل السياسي.

جولة جديدة

تفاقمت الأزمة بسبب الصراع بين الأحزاب الفرنسية، حيث يركز القادة على تصفية الشركاء المُحتملين بدلًا من محاولة إيجاد توافق، زعماء التحالف اليساري أصروا على تعيين لوسي كاستيتس، مرشحتهم لمنصب رئيس الوزراء، وأكدوا أنهم لن يشاركوا في المزيد من المحادثات ما لم يتم تعيينها.

من جانبها، قالت الرئاسة الفرنسية إن القوى المؤيدة لماكرون، التي خرجت ضعيفة من الانتخابات المبكرة، بجانب المشرعين المستقلين، تبحث عن طرق لتشكيل ائتلاف جديد، وأضافت أن “جولة جديدة من المشاورات مع زعماء الأحزاب والشخصيات ذات الخبرة في الخدمة العامة ستبدأ قريبًا”.

ربما يعجبك أيضا