بعد أزمة علي فرزات.. هل يورط الكاريكاتير راسميه؟

رنا الجميعي

واجه رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات هجومًا شديدًا بسبب رسم اعتبره متابعون مهينًا للمرأة.. فهل يورط الكاريكاتير أصحابه؟


أثار منشور لرسام الكاريكاتير السوري، علي فرزات، على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” جدلًا واسعًا، ووصفه متابعون بأنه يسيئ للمرأة.

وأعاد علي فرزات نشر رسم يُصوّر امرأة عاريةً يعود لعام 2002، معلقًا “الائتلاف مافي شي بيرفع راسكم غير مؤخرة ربا”، في إشارة إلى رُبا حبوش نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري. ما استنكره سوريون أطلقوا حملة إلكترونية للتضامن معها، متهمين فرزات بإهانة جسد المرأة.

من هو علي فرزات؟

يعد فرزات من أبرز رسّامي الكاريكاتير السوريين، ومن بين الشخصيات الثقافية الأكثر شهرة في العالم العربي، واختارته مجلة “تايم” الأمريكية في العام 2012 بين الـ100 الأكثر تأثيرًا في العالم، بعد تعرضه لحادث كسرت فيه يده في العام 2011، بسبب انتقاده للنظام السوري.

انتقادات كبيرة لمنشور فرزات

هاجم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فرزات وانتقدوا طريقة النقد التي يتبعها، وعلّق أحدهم “متخيلين القذارة والنذالة اللي وصلها علي فرزات”.

وقا آخر: “تكرار البداهة ضرورة أحيانًا: كاريكاتير علي فرزات عن نائبة رئيس الائتلاف ربى حبوش بذيء ووضيع ومدان، وغير مقبول بأي شكل من الأشكال. وفي بلادنا حيث النساء يتعرضن لانتهاكات لا تتوقف، تصبح إدانة تصرفات من هذا القبيل أكثر إلحاحًا”

وعلّقت صفحة ساخرة باسم “الست جاكلين” عن رسمة فرزات: “هاد الرسام ما غيره صرله يومين فاتح جبهة عالفيس بوك وعم ينزل منشورات مهينة للمرأة على أساس عم يكتب رأيه السياسي”.

أحد رواد فيسبوك تهاجم علي فرزات

ودافع عن فرزات آخرون، قال أحد رواد الفيسبوك: “لا أتفهم أن يتم تحويل الرسم إلى حملة تنسف كل تاريخ الرجل وتحوله إلى عدو للمرأة والحرية”

واحد من المدافعين عن علي فرزات

فرزات يرد على متقديه بحوار سابق

ونشر الرسام علي فرزات على صفحته حواره مع تلفزيون أورينت، يرد على مُنتقديه مُستنكرًا التُهمة الملقاة عليه، وقال “وين الغلط؟ المرأة قيمة جمالية، والعري بالداخل وليس الخارج”، وأوضح أن تلك الرسمة شارك فيها بمعارض قبل ذلك.

وذكر فرزات في حواره التلفزيوني أنه لم يقصد أحد بشكل شخصي، بل يقصد مُهاجمة الائتلاف الوطني السوري، وأكّد على أن تهمة إهانة المرأة هي “فخ”.

لا عيب فنيًّا في استخدام جسد المرأة

يُعلق رئيس قسم الكاريكاتير في جريدة أخبار اليوم المصرية، عبدالرحمن أبوبكر، على الجدل المُثار بقوله إن الكاريكاتير بشكل عام يميل لمنطقة الرمز، ودوره الأساسي الإسقاط، لكنه يرفض وجود أي عيب فني في رسم جسد المرأة “لأن فرزات لم يقصد العيب في جسد المرأة، بل يستخدمها للإسقاط على شيء آخر”.

وبسؤاله متى يُمكن محاكمة رسام الكاريكاتير؟، قال أبوبكر في حديثه لـ”شبكة الرؤية الإخبارية” أن هذا قد يحدث إذا كان بالفعل يُهاجم المرأة، مُنوهًا بضرورة معرفة تاريخ الرسام نفسه وفكره، لكنه يشدد على أن “فرزات معروف بانتقاده للنظام السوري ولا يُجدي اختزال تاريخه”.

عبد الرحمن أبو بكر رسام كاريكاتير

الكاريكاتير يعيش فترة صعبة

يأخذ أبوبكر الحدث لنقطة أبعد، مشيرًا إلى أن فن الكاريكاتير يشهد فترة صعبة في تاريخه، بسبب الأزمات السياسية والاجتماعية التي يغرق فيها العالم العربي، ما أثّر على فن الكاريكاتير الذي يحتاج إلى مناخ يسمح بحرية التعبير، ففي مصر ازدهر الفن الساخر في الفترة بين الخمسينات والثمانينات، بظهور مجلة “صباح الخير” أول مجلة تعنى بالكاريكاتير بشكل أساسي.

ويحتاج الكاريكاتير، في رأي أبو بكر، إلى مناخ يسمح بالتعبير، وواجب مفروض على رسام الكاريكاتير بمحاولة التحايل، مُشيرًا إلى تجارب نشأت في مصر ولبنان خلال العقد الماضي، مثل مجلة “توك توك” المصرية التي أسسها مجموعة من رسامي الكوميكس عام 2011 ونجحت في خلق خط ساخر خاص بها، ومجلة الكوميكس “طش فش” في لبنان التي تشجّع المواهب في فن الكاريكاتير والرسوم المتحركة.

ربما يعجبك أيضا