بعد أزمة مالية وسياسية.. هكذا استفاد الحوثيون من التصعيد بالمنطقة

محمد النحاس

ما كان في السابق شعاراً فارغاً "الموت لأمريكا! الموت لإسرائيل!" أصبح سياسة قابلة للتنفيذ. علاوة على ذلك، لا يمكن للقوات الغربية المتحالفة أن تأمل في الفوز في حرب من الجو، خاصة ضد أراض معروفة بكونها مليئة بالكهوف الجبلية


في الأشهر الأخيرة، ارتفعت الأنشطة العسكرية والسياسية لمليشيا الحوثي في اليمن بشكل ملحوظ، ما يثير تساؤلات بشأن ما إذا كانت هذه التصرفات تعكس حالة يأس أم هي حالة جهة تسعى لتعزيز قوتها العسكرية المحلية.

وتصاعدت هذه الأنشطة في ظل تزايد الهجمات على الملاحة في البحر الأحمر، والهجمات بالطائرات المسيّرة نحو إسرائيل، واحتجاز أكثر من 50 يمنيًا يعملون مع منظمات دولية، حسب مقال لمجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية.

أزمة مالية

تأتي هذه التطورات كرد فعل مباشر على أزمة مالية ناجمة عن إغلاق البنك المركزي في صنعاء، ما خلق عقبات إضافية لتحويل العملات ودفع رواتب موظفي القطاع العام في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين في شمال اليمن. ونتيجة للعقوبات الاقتصادية المستمرة، تدهورت خدمات الصحة والصرف الصحي وغيرها في البلاد، وفق المقال المنشور في 1 أغسطس 2024. 

وفق المقال، يمكن أن يكون تصعيد أزمة البحر الأحمر رد فعل انتقامي من الحوثيين ضد الولايات المتحدة والجهات الأخرى بسبب استهداف القدرات العسكرية والمالية للحوثيين. 

توترات البحر الأحمر

بعد ترددهم في البداية، يبدو أن الحوثيين قد انتقلوا بالكامل تقريبًا إلى معسكر إيران، معتقدين أن إيران وحلفاءها يمكنهم ضمان التمويل المستقبلي للدولة، بدلًا من السعي للتصالح مع الحكومة المعترف بها دوليًا في عدن، سعت قيادة الحوثيين إلى عزل نفسها عن المنطقة بشكل أكبر.

كان مضيق باب المندب، البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، تاريخيًا مصدرًا للتجارة العالمية والازدهار لجنوب الجزيرة العربية. لكن الحوثيين لم يهملوا هذا الكنز الإقليمي فحسب، بل حولوه إلى “باب الموت” لشركات الشحن التي تجرؤ على عبور المياه القريبة من الأراضي اليمنية، كما يلفت المقال. 

 في 12 يونيو، أعلن الحوثيون عن أول هجوم ناجح بواسطة قارب مسير ضد ناقلة مملوكة لليونان على ساحل اليمن، كما تم إغلاق الأبواب أمام المنظمات الدولية التي كانت تعمل في صنعاء وضواحيها، وبدلًا من إضعاف حكومة الحوثيين، زاد القصف الجوي للأهداف العسكرية الحوثية من قبل الطائرات الأمريكية والبريطانية من شعور الحوثيين بالتفوق على الصعيد الإقليمي.

إقبال على الحرب

ما كان في السابق شعارًا فارغًا “الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل”، أصبح الآن سياسة قابلة للتنفيذ، علاوة على ذلك، لا يمكن للقوات الغربية المتحالفة أن تأمل الفوز في حرب من الجو، خاصة ضد أراض معروفة بكونها مليئة بالكهوف الجبلية التي تمر عبر المرتفعات الشمالية للبلاد.

بناءً على ذلك، هم مستعدون لانتظار النزاع إلى أجل غير مسمى، إذا كانت إدارة بايدن تأمل في الصمود أكثر من الحوثيين في حرب استنزاف، فقد خسرت بالفعل، وبينما يتمتع الحوثيون بترف الوقت، تواجه إدارة بايدن ضغوطًا لحل أزمة اليمن قبل نوفمبر.

ما الحل؟

جاء في المقال: “من المؤسف للمنطقة وللشعب اليمني، يبدو أن الحوثيين قد حصلوا على شرعية كافية ودعم داخلي لإعلان السيطرة السياسية الوحيدة على المناطق الشمالية من البلاد”.

مع ذلك، من غير المُرجح أن تمتد حكومة الحوثيين إلى المناطق الجنوبية المحيطة بعدن أو المناطق الشرقية في حضرموت، ويمكن أن تكون نتيجة محتملة لليمن هي دولة فيدرالية بها على الأقل 3 مناطق متميزة، ما يمنح الحوثيين درجة من الحكم الذاتي في الشمال بينما يقسم السلطة في بقية البلاد، كما يطرح المقال.

ختامًا يرى المقال أنه يجب على المجتمع الدولي العمل على قطع الدعم الإيراني عن المجموعة وإجبار قيادة الحوثيين على تحمل مسؤولية مواطنيها والتفاوض معهم مقابل دعم دولي إنساني غير إيراني.

ربما يعجبك أيضا