بعد احتدام المواجهة الأمريكية الإيرانية.. تويتر يتحول لساحة حرب

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

عقب الضربة الأمريكية التي قتلت قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، فجر الجمعة في العاصمة العراقية، تسابق مسؤولو الولايات المتحدة وإيران لاستخدام حساباتهم على تويتر لشن هجمات لاذعة متبادلة.

تهديدات ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غرد أكثر من مرة ضد إيران خلال الساعات الأخيرة، لعل أبرزها قوله عبر حساه الرسمي “تويتر”: “حددنا 52 هدفًا إيرانيا بعدد الرهائن التي احتجزتهم إيران في الماضي”. في حال ردت إيران على قتل سليماني، وذلك في إشارة إلى رقم الرهائن الأمريكيين الذين احتجزتهم إيران في حادثة اقتحام السفارة الأمريكية على مدى أكثر من سنة أواخر العام 1979.

وأضاف دونالد ترامب أنّ بعض تلك المواقع “على مستوى عال جدّاً ومهمّة بالنّسبة إلى إيران والثقافة الإيرانيّة”.

إعلان حرب

وسرعان ما رد عليه الإيرانيون عبر الحساب الرسمي للرئيس الإيراني حسن روحاني، برقم 290 بقولهم: “أولئك الذين يشيرون إلى الرقم 52 عليهم تذكر الرقم 290 (في إشارة إلى قتلى الطائرة المدنية الإيرانية التي أسقطتها الولايات المتحدة في يوليو 1988). لا تهدد إيران”.

وزيرا خارجية البلدين شاركا عبر السجالات التي دارت بين النشطاء على تويتر، فوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبرا أن تعرض أماكن تاريخية وثقافية لقصف أمريكي بمثابة إعلان حرب.

وكتب ظريف عبر حسابه على موقع “تويتر” أن ترامب الذي “انتهك بشكل خطير القانون” الدولي عبر اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني الجمعة في العراق، “يهدد أيضاً بارتكاب انتهاكات جديدة للمعايير الملزمة للقانون الدولي”.

انتقاد المرشد الإيراني 

فما كان من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إلا أن خرج عن صمته هو الآخر، وتساءل عن الوقت الذي بدأ فيه ظريف بالاهتمام بالثقافة الفارسية الذي ظهر فجأة، مؤكدا على أنه لا أحد ألحق الضرر بهذه الثقافة أكثر مما فعله نظام إيران.

وقال بومبيو: “فجأة أصبح محمد جواد ظريف مهتما بالثقافة الفارسية. لم يضر الحضارة الإيرانية أحدا بقدر ما أضرتها الجمهورية الإسلامية. فهم أهانوا “كورش الكبير” والأعياد الشهيرة مثل نوروز”.

كما أوضح بومبيو أن نظام طهران أكثر من ألحق الضرر بثقافة البلاد، مخصصًا بالذكر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

كل شيء على ما يرام 

موجة جديدة من التغريدات الموجهة انطلقت عقب القصف الإيراني على القاعدة الأمريكية في العراق، حيث أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يجري تقييم الخسائر والأضرار الناجمة عن الضربات الصاروخية الإيرانية على منشأتين عسكريتين في العراق، مضيفا “كل شيء على ما يرام حتى الآن”، للتقليل من أهمية الهجمات الإيرانية.

فيما رد ظريف، على “تويتر” قائلا “إن إيران لا تسعى إلى التصعيد أو الحرب، وذلك بعد أن أطلقت طهران صواريخ على أهداف أميركية في العراق”.

سندافع عن أنفسنا 

وأضاف ظريف أن إيران ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان، مشيراً إلى أن بلاده انتهت من الرد، في إشارة إلى الرد الإيراني على مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بعملية أميركية في بغداد.

وتابع قائلا: “اتخذت إيران واستكملت إجراءات متناسبة في إطار الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة باستهداف القاعدة التي انطلق منها هجوم مسلح على مواطنينا وكبار مسؤولينا. لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب لكن سندافع عن أنفسنا في وجه أي عدوان”.

حرب شاملة

وامتد التهديد إلى حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أكد أن أي رد أميركي على هجمات إيران الصاروخية على أهداف أميركية في العراق قد يؤدي إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط.

وتابع مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، في بيان على “تويتر”: “أي عمل عسكري مضاد من جانب الولايات المتحدة سيُواجه بحرب شاملة في جميع أنحاء المنطقة”.

رد ساحق

بدوره أكد علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، عبر حسابه الرسمي على “تويتر”: أن بلاده لا تسعى للحرب، لكنها سترد ردا ساحقا على أي عدوان.

وأردف ربيعي على “تويتر”: “نشكر الحرس الثوري على العملية الناجحة.. لم نرغب قط في الحرب لكن أي عدوان سيُواجه برد ساحق”.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد قصف قاعدتين أمريكيتين بعشرات الصواريخ الباليستية، هما قاعدة عين الأسد في أربيل، وقاعدة قرب مطار أربيل، حيث أطلق أكثر من 15 صاروخًا بعضها أخطأ أهدافه.

لا خسائر 

فيما أكد مسؤولون أمريكيون أنه لا توجد خسائر بصفوف الجنود الأمريكيين، في الوقت الذي اجتمع فيه ترامب مع وزير ي الخارجية والدفاع ورئيس الأركان، وأجرى البنتاجون تقييما أوليا للهجوم، وكثف الطيران العراقي تحليقه فوق العراق.

من جانبه أفاد ضابط عسكري بالجيش العراقي، بوقوع خسائر مادية جراء القصف الصاروخي الإيراني لقاعدة “عين الأسد” التي تضم قوات أمريكية، بمحافظة الأنبار، غربي العراق.

وأضاف الضابط العراقي، الذي رفض الإفضصاح عن اسمه، أن “خسائر مادية وقعت بصفوف القوات الأمريكية” دون معرفة حجم الخسائر البشرية؛ لمنع القوات الأمريكية أي قوة عراقية من الاقتراب من مكان تواجدها”، مرجحا كذلك سقوط إصابات بصفوف القوات العراقية داخل القاعدة.

القصف الإيراني جاء ردا على مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، يوم الجمعة الماضية في قصف صاروخي أمريكي، استهدف موكبا لقوات مدعومة من إيران في مطار بغداد.

ربما يعجبك أيضا