بعد استعادة فروعها في إسرائيل.. هل تنتهي مقاطعة ماكدونالدز؟

إسراء عبدالمطلب

بدأت المقاطعة بعد أن أصدرت دول عربية وأخرى ذات أغلبية مسلمة، مثل الكويت وماليزيا وباكستان، بيانات أعلنت فيها مقاطعة الشركة بسبب ما اعتبرته دعمًا واضحًا من الشركة لإسرائيل.


أثار القرار المفاجئ الذي اتخذته شركة ماكدونالدز باستعادة ملكية فروعها في إسرائيل اهتمامًا كبيرًا بمالك شركة الامتياز “ألونيال” ورئيسها التنفيذي، عمري بادان.

ومن المتوقع أن تقوم شركة ماكدونالدز بشراء جميع مطاعمها الإسرائيلية بعد انخفاض المبيعات العالمية للشركة بسبب مقاطعتها من قبل العديد من الأفراد، نتيجة لدعمها المعلن لإسرائيل في حرب غزة.

مطعم ماكدونالدز (الأسعار + المنيو + الموقع )- مطاعم و كافيهات دبي

هل تنهي ماكدونالدز جدل المقاطعة؟

تعتمد عملاقة الوجبات السريعة على نظام “الامتياز”، الذي يعني أن الشركة تمنح ترخيصًا لمشغلين أفراد من خارج الشركة لتشغيل الفروع وتوظيف الموظفين. لكن الشركة الأم تعرضت لانتقادات بعدما قدم بادان وجبات مجانية للقوات الإسرائيلية في بداية الحرب على غزة.

وبدأت المقاطعة بعد أن أصدرت دول عربية وأخرى ذات أغلبية مسلمة، مثل الكويت وماليزيا وباكستان، بيانات أعلنت فيها عن مقاطعة الشركة بسبب ما اعتبرته دعمًا واضحًا من قبل الشركة لإسرائيل.

عمري بادان ليس غريبًا على هذا الجدل المتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فمنذ 30 عامًا، كان يدير مطاعم ماكدونالدز في إسرائيل، وكان في قلب العديد من النزاعات المشابهة.

ماكدونالدز تستعيد فروعها في إسرائيل

في عام 2013، أثار بادان غضب حركة الاستيطان الإسرائيلية عندما رفض دعوات لفتح فرع لسلسلة الوجبات السريعة في مستوطنة آرييل في الضفة الغربية المحتلة. وطُلب من شركة “ألونيال”، التي يملكها بادان، إنشاء مطعم في مركز تسوق، لكنها رفضت قائلة إن الشركة تنتهج سياسة البقاء خارج الأراضي المحتلة.

وقالت الشركة في ذلك الوقت إن القرار لم يتم بالتنسيق مع المقر الرئيسي لماكدونالدز في الولايات المتحدة. وأقامت إسرائيل نحو 160 مستوطنة تستضيف نحو 700 ألف يهودي منذ احتلالها للضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي يطمح الفلسطينيون في استقلالهم لتشكيل دولتهم المستقبلية.

أجندة ماكدونالدز السياسية

تُعَدُّ المجتمعات الاستيطانية، برأي الغالبية العظمى من المجتمع الدولي، غير قانونية بموجب القانون الدولي، بينما تشكك إسرائيل في ذلك. ويُعَتَّبُ بادان كواحد من مؤسسي جماعة السلام الآن، التي تعارض جميع المستوطنات وتعتبرها عائقًا أمام السلام. وتقول حركة السلام الآن إنه لم يعد عضوًا في المجموعة التي تأسست عام 1978.

وقال زعيم مجلس يشع، المنظمة الجامعة للمستوطنين في ذلك الوقت، إن ماكدونالدز تحولت من شركة ربحية إلى شركة ذات “أجندة سياسية مناهضة لإسرائيل”. وعاد قرار “ألونيال” إلى الواجهة في عام 2019 عندما فازت ماكدونالدز بعقد لإدارة مطعم وكشك لبيع النقانق في مطار بن غوريون الإسرائيلي.

وكرد فعل على ذلك، أرسل قادة المستوطنات في الضفة الغربية عدة رسائل احتجاج دعوا فيها وزارتي المالية والنقل، وسلطة المطارات الإسرائيلية، لمنع هذه الخطوة. كما نظمت احتجاجات خارج مطاعم سلسلة الوجبات السريعة في تل أبيب.

ألونيال تبيع الامتياز إلى الشركة الأم

يوم الخميس 4 إبريل 2024، أُعلن فجأة أن ألونيال ستبيع الامتياز إلى الشركة الأم، التي مقرها الولايات المتحدة الأمريكية. ولم تفصح ماكدونالدز عن شروط الصفقة، لكن خبير إدارة السمعة، الذي يمثل عددًا من الشركات الكبرى، قال إن أولئك “الغاضبين” من قرار تقديم وجبات مجانية للإسرائيليين، “من شأنهم أن يجعلوا بادان رجلاً ثريًا للغاية”.

ومع ذلك، قد يكونون سعداء بالتأثير الذي أحدثته المقاطعة. ويأتي رحيل بادان بعد أن قالت ماكدونالدز إن الصراع بين إسرائيل وغزة “أثر بشكل كبير” على الأداء في بعض الأسواق الخارجية في الربع الأخير من عام 2023.

معلومات مضللة

فيما يتعلق بالوحدة التي تضم الشرق الأوسط والصين والهند، فقد بلغ نمو المبيعات 0.7 بالمئة في الربع الرابع من عام 2023، وهو أقل بكثير من توقعات السوق.

وفي بداية العام، ألقى الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز، كريس كيمبكزينسكي، باللوم على “المعلومات المضللة” التي أثارت رد الفعل “العنيف”. ووصف المُقاطعة بأنها “محبطة ولا أساس لها من الصحة”، إذ تعتمد الشركة الأم على آلاف الشركات المستقلة لامتلاك وتشغيل معظم متاجرها التي يزيد عددها عن 40 ألف متجر حول العالم. وحوالي 5 بالمئة منها تقع في الشرق الأوسط.

شراء الامتيازات لاستعادة السيطرة

قال خبير إدارة مطاعم مكدونالدز: “إنهم يعيدون شراء الامتيازات لاستعادة السيطرة، ولكني لست متأكداً من أنهم فعلوا ذلك”.وتساءل أيضاً: “هل يعني هذا أن ماكدونالدز ستحتاج الآن إلى التصرف وتقديم صفقات في مجالات أخرى تسببت في الإضرار بسمعتها؟”.

وقالت ماكدونالدز يوم الخميس الماضي إنها “لا تزال ملتزمة تجاه السوق الإسرائيلية وتضمن تجربة إيجابية للموظفين والعملاء في المستقبل”. كما شكرت شركة “ألونيال” على بناء العلامة التجارية في إسرائيل، في حين قال بادان: “نحن متشجعون بما يخبئه المستقبل”.

ربما يعجبك أيضا