بعد استهداف المليشيات .. سياسة ترامب: لا تتركوا إيران دون عقاب

يوسف بنده

رؤية

حذّرت القيادة المركزية الأمريكية إيران، الجمعة، من “تهديد قواتنا أو حلفائنا”، قائلة: “لدينا الإرادة للرد على أي هجمات تستهدف القوات الأمريكية”، موضحة أن الهجمات الأمريكية في العراق “رسالة لإيران”.

وأكد الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأمريكية بأن التهديد الذي تمثله إيران لا يزال كبيرا حتى بعدما نفذت الولايات المتحدة ضربات ضد فصائل مسلحة مدعومة من طهران في العراق ردا على مقتل جنديين أمريكيين وجندي بريطاني في هجوم صاروخي هذا الأسبوع.

وعبر ماكينزي عن اعتقاده أن الضربات الأمريكية التي استهدفت خمسة مخازن للأسلحة في العراق ستردع “الهجمات المستقبلية المماثلة”، ورأى أن إيران لا تسعى إلى حرب شاملة في وقت تخضع لعقوبات قاسية.

وكشف الرد الأمريكي على هجوم التاج شمال بغداد عن حالة التوتر التي تعيشها إيران فهي لا تضع في حسابها مواجهة مباشرة مع واشنطن بل تعتمد على ميليشياتها المتمركزة في العراق وسوريا.

أنظمة دفاعية

وقد أعلنت القيادة المركزية الأمريكية الثلاثاء الماضي، أن الولايات المتحدة بصدد إرسال أنظمة دفاع جوي إلى العراق لحماية الجنود الأمريكيين في حال تعرضهم لأي هجوم إيراني.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” قد ذكرت أنها تسعى للحصول على إذن من العراق لنقل أنظمة دفاع صاروخي من طراز باتريوت إلى هناك لتعزيز وسائل الدفاع عن القوات الأمريكية بعد هجوم صاروخي إيراني في الثامن من يناير (كانون الثاني) الماضي.

وعلى خلفية التوتر بين طهران وواشنطن، وسلسلة هجمات طالت المصالح الأمريكية في العراق، حمّلت واشنطن مسؤوليتها لفصائل شيعية موالية لإيران، أعلن التحالف تعليق عملياته المشتركة في العراق.

هجوم متبادل

استهدف الجيش الأمريكي ما لا يقل عن خمسة مواقع تابعة للميليشيات المدعومة إيرانيًا في العراق وعلى الحدود السورية العراقية، خلال هجمات انتقامية شنها مساء الخميس 12 مارس (آذار) 2020.

ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من 24 ساعة على الهجوم الصاروخي على قاعدة التاجي العراقية، مساء الأربعاء 11 مارس (آذار).

التقارير تُشير إلى مقتل عدد من المسلحين وما لا يقل عن واحد من قادة الحرس الثوري الإيراني، وإصابة عدد من المسلحين المدعومين من إيران بجروح.

جاء الهجوم بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أنه بعد الهجمات الصاروخية مساء الأربعاء على قاعدة التاجي، مقر  القوات الأمريكية في شمالي بغداد، سمح له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتقام من الميليشيات العراقية المدعومة إيرانيا، إذا لزم الأمر.

أسفر الهجوم الصاروخي على قاعدة التاجي، مساء الأربعاء، عن مقتل جنديين أمريكيين وبريطاني وإصابة ما لا يقل عن عشرة بجروح.

واستهدفت الضربات الأمريكية، التي بدت محدودة النطاق، خمسة مواقع لتخزين الأسلحة تستخدمها جماعة كتائب حزب الله في العراق، ومنها مخازن أسلحة وذلك “لتقليل قدرتها بشكل كبير على شن هجمات في المستقبل ضد قوات التحالف”، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية.

وأضاف البنتاجون “يتوجّب على هذه المجموعات الإرهابية وقف هجماتها على القوات الأمريكية وتلك التابعة إلى التحالف، وإلا فسيكون عليها تحمّل العواقب، في الزمن والمكان اللذين نختارهما”.

وقال وزير الدفاع الأمريكي تعليقًا على مقتل جنديين أمريكيين، إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن الرد الذي قادته الولايات المتحدة على خلفية هجوم تعرضت له قوات التحالف في العراق كان “سريعا وحاسما ومتناسبا”، مضيفا أنه على كل من يسعى لإلحاق الأذى بقوات التحالف يتوقع ردا قويا.

رد إيران

في المقابل، حذّرت إيران الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واصفة الضربات الأمريكية في العراق بأنها “خطيرة”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي -في بيان بعد بضع ساعات على الضربات الأمريكية- “بدلاً من القيام بأفعال خطيرة وإطلاق اتهامات لا أساس لها، ينبغي على ترامب إعادة النظر في وجود وسلوك قواته في المنطقة”.

رد العراق

من جهته، أكد الجيش العراقي -في بيان الجمعة- بأن الضربات الجوية الأمريكية أصابت أربعة مواقع في العراق وأسفرت عن مقتل ستة جنود ومدني وإصابة 12 آخرين، واصفا إياها بأنها “اعتداء سافر” و”انتهاك للسيادة”.

وأشارت خلية الإعلام الأمني العراقي -في بيان لها- إلى أنه “حصل اعتداء أمريكي فجر الجمعة من خلال قصف جوي على مقرات تابعة للحشد الشعبي وأفواج الطوارئ ومغاوير الفرقة التاسعة عشر جيش، في مناطق جرف النصر، المسيب، النجف، الاسكندرية”.

كما قال مصدر أمني عراقي، طلب عدم الإشارة لاسمه: إن القصف الجوي الأمريكي استهدف أيضا “مطار كربلاء الدولي قيد الإنشاء”.

واستنكر الرئيس العراقي برهم صالح الجمعة الضربات الجوية الأمريكية واعتبرها انتهاكا للسيادة الوطنية وحذر من أن البلاد قد تنزلق إلى الفوضى “وحالة اللادولة”.

وعلى خلفية القصف الأمريكي، استدعت وزارة الخارجية العراقية كلا من سفير الولايات المتحدة وبريطانيا في بغداد لتدارس الإجراءات بشأن الاعتداء الأمريكي الأخير.

وتلقت بغداد، الخميس، بلاغا صريحا من واشنطن بأن قوات التحالف الدولي ستهاجم أهدافا عديدة على الأراضي العراقية، ثأرا لمقتل جنود لها خلال هجوم صاروخي على معسكر التاجي شمال بغداد وإصابة ما يقرب من 12 فردا من أفرادها.

هذا، وقد دار التوتر بين واشنطن وطهران في أغلبه على الأراضي العراقية في الأشهر الأخيرة، حيث تقصف جماعات مسلحة مدعومة من إيران بانتظام قواعد في العراق تستضيف الجنود الأمريكيين والمنطقة المحيطة بالسفارة الأمريكية في بغداد، ثم يأتي الرد الأمريكي سريعاً.

ربما يعجبك أيضا