بعد اعتقال مسؤول دفاعي جديد.. هل يجري بوتين «حملة تطهير» داخل الجيش؟

قد تُحدِث صدعًا بالمؤسسة العسكرية.. هل يجري بوتين «حملة تطهير»؟

محمد النحاس
الجنرال فاديم شامارين

الحملة على الفساد تهدد بفتح صدع آخر داخل المؤسسة العسكرية الروسية مع وصول الحرب في أوكرانيا إلى نقطة حرجة


اعتقلت السلطات الروسية جنرالًا كبيرًا بتهم الفساد، وهو رابع مسؤول دفاعي كبير يتم اعتقاله خلال شهر، في ظل حملة تطهير داخل الجيش هي الأبرز منذ سنوات.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن نائب رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاديم شامارين، اعتقل بتهمة الرشوة. وفي وقت لاحق من يوم الخميس، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن فلاديمير فيرتيليتسكي، الموظف في إدارة المشتريات الدفاعية بوزارة الدفاع اعتقل بتهمة الفساد.

حملة على الفساد؟

في نفس السياق، اعتقل القضاء العسكري الروسي رئيس إدارة الاتصالات في الجيش الروسي نائب رئيس هيئة الأركان العامة، فاديم شامارين، على ذمة التحقيق بتهمة الرشوة.

وذكر مصدر قضائي أن “المحكمة وافقت على طلب النيابة العسكرية وحكمت باعتقال المتهم لمدة شهرين”، وفق ما نقلت عنه وكالة “نوفوستي”، وشامارين هو المسؤول الرابع الذي يتم احتجازه، ويواجه عقوبة سجن لمدة قد تصل إلى 15 عامًا حال ثبوت الاتهامات. 

متى بدأ الأمر؟

حسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، بدأت الحملة في أبريل عندما جرى اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي تيمور إيفانوف، بتهمة تلقي رشاوي.

بعد ذلك، جرى اعتقال الجنرال يوري كوزنتسوف، رئيس هيئة العاملين في وزارة الدفاع، واللواء إيفان بوبوف، القائد السابق الذي انتقد القادة العسكريين الروس في العام الماضي بسبب “سوء” إدارة الحرب.

كيف رد الكرملين؟

نفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تنفيذ “حملة” تطهير تستهدف كبار مسؤولي الدفاع في أعقاب موجة من التوقيفات داخل وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة. 

وتابع بيسكوف في تصريحات صحفية أن ما أسماها “الحرب ضد الفساد” هي جهد متواصل، وجزء لا يتجزأ من أنشطة وكالات إنفاذ القانون.

صدع داخل المؤسسة العسكرية

في المقابل، اعتبر تقرير “وول ستريت جورنال” أن حملة الاعتقالات هي “أكبر فضيحة تضرب الجيش الروسي منذ سنوات”، وأنها تشير إلى جهد كبير لمعالجة “الفساد المزمن” المحيط بالعقود العسكرية المربحة.

وفي ذات التوقيت يلفت التقرير إلى  أن الحملة على الفساد تهدد بفتح صدع آخر داخل المؤسسة العسكرية الروسية مع وصول الحرب في أوكرانيا إلى نقطة حرجة.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن، ريتشارد كونولي، الخبير بالاقتصاد الروسي قوله إن الاعتقالات تشير إلى أنه لن يتم التسامح مع الفساد القوي داخل وزارة الدفاع.

ارتفاع ميزانية الدفاع

في وقت سابق من هذا الشهر، استبدل بوتين وزير الدفاع سريجي شويجو، بأندريه بيلوسوف، وهو خبير اقتصادي، مع تزايد ميزانية الدفاع في ظل الحرب مع أوكرانيا، وحسب بيسكوف فإن ميزانية الدفاع الروسية تبلغ 6.7% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مستوى غير مسبوق منذ الحقبة السوفيتية.

وقال كونولي إنه من الممكن أيضًا أن يقوم، وزير الدفاع الجديد، بتطهير المؤسسة العسكرية من شركاء سلفه، وإرسال رسالة مفادها أن “الأمور ستسير بشكل مختلف”.

من جانبه، يرى المحلل السياسي، الذي كان حليفًا سابقًا لبوتين وكاتب خطاباته من 2008 إلى 2010، عباس جالياموف، أنه “بالنسبة لبوتين، فإن التعديل الحكومي هو الوقت المناسب لفرض النظام لأن الحرب ستكون طويلة وستحتاج روسيا إلى الموارد”، وفق تصريحات سابقة له.

ربما يعجبك أيضا