بعد اغتيال أحد قيادتها.. ماذا نعرف عن «كتائب شهداء الأقصى»؟

محمد النحاس

مسار معقد خاضته كتائب شهداء الأقصى الفلسطينية، فالحركة المنبثقة عن فتح لا زالت تتبنى "المقاومة المسلحة" ضد الاحتلال الإسرائيلي ولديها أيدولوجية علمانية وشاركت -حسب مصادر عبرية- في هجمات 7 أكتوبر


اغتال الجيش الإسرائيلي العميد خليل المقدح، أحد أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في لبنان، في غارة استهدفت سيارته في مدينة صيدا، الأربعاء 21 أغسطس 2024.

وتعدّ كتائب شهداء الأقصى إحدى الجماعات العسكرية التي برزت في أوائل القرن الحالي، حيث ظهرت كشبكة فضفاضة من المجموعات المسلحة المرتبطة بحركة فتح، فماذا نعرف عنها وعن تطور مسارها ومحطاتها المختلفة؟ وما دورها في هجمات 7 أكتوبر؟ أو عملية “طوفان الأقصى“، كما تطلق عليها الفصائل الفلسطينية.

التأسيس

تأسست الكتائب خلال الانتفاضة الثانية في عام 2000، على إثر اقتحام أرييل شارون، زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك، باحات المسجد الأقصى، مما أشعل شرارة الانتفاضة الفلسطينية.

انبثقت إذن كتائب شهداء الأقصى من رحم حركة فتح، كجناح عسكري سعى “للانتقام للشهداء الذين سقطوا خلال المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي”.

وجاء تدشين الحركة المسلحة في 28 سبتمبر 2000، بعد حادثة اقتحام شارون للمسجد الأقصى تحت حماية القوات الإسرائيلية، والتي أسفرت عن مواجهات دامية.

دعم من عرفات

تسمية الكتائب جاء تيمّنًا بشهداء المسجد الأقصى، حيث تشكلت بدعم مباشر من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وكانت الكتائب امتدادًا لأجنحة عسكرية سابقة لحركة فتح، مثل حركة العاصفة والفهد الأسود وصقور الفتح، التي شاركت في النضال المسلح ضد الاحتلال منذ الستينيات.

العلاقة مع حركة فتح

رغم النشأة المركبة، تميزت العلاقة بين الكتائب والمكتب السياسي لحركة فتح بالتوتر والغموض.

فبينما نفذت الكتائب عمليات مسلحة ضد الاحتلال، كانت القيادة السياسية للحركة تواصل مساعيها التفاوضية مع إسرائيل، هذا التباين خلق فجوة كبيرة بين الجناح العسكري والسياسي للحركة، خاصة مع توسيع الكتائب لنطاق عملياتها ليشمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

تحولات وصراعات داخلية

شهدت الكتائب تحولات كبيرة بعد وفاة ياسر عرفات في 2004، حيث بدأت علاقتها مع حركة فتح بالتراجع.

كما تعرضت لحملات أمنية من قبل السلطة الفلسطينية، خاصة في نابلس وجنين بين عامي 2007 و2008، ورغم هذه الضغوط، استمرت الكتائب في نشاطها المسلح، وظهرت منها مجموعات منشقة مثل كتائب شهداء الأقصى – نضال العمودي، وكتائب شهداء الأقصى – جيش العاصفة، وتيارات أخرى داخلها تركت المقاومة المسلحة وانضمت إلى السلطة.

وأعلن تيار رئيس آخر داخلها في 2007 عن حل الحركة كليًّا، غير أن الكثير من أفراد الكتائب وقيادتها رفضوا الانصياع والقرار وواصلوا نشاطهم العسكري، ما أدى لوقوع صدام مع السلطة الفلسطينية.

العمليات والهجمات

مع مرور الوقت، انتقلت الكتائب من استهداف الجنود والمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى تنفيذ هجمات انتحارية داخل إسرائيل.

ومن أبرز هذه العمليات، الهجوم الذي نفذه أحد أعضاء الكتائب في بلدة الخضيرة عام 2002، والذي أدى إلى مقتل 6 إسرائيليين، هذا التحوّل جاء ردًا على سياسة اغتيال قادة الحركة.

المشاركة في 7 أكتوبر

خلال السنوات الأخيرة، تواردت تقارير عن استمرار نشاط كتائب شهداء الأقصى رغم الضغوطات.

وفي 7 أكتوبر 2023، أفادت تقارير إسرائيلية بأن الكتائب شاركت في الهجوم على مستوطنات غلاف غزة، وبدأت بتجهيز خلايا مُسلحة في الضفة الغربية تحسبًا لتصعيد عسكري مع إسرائيل.

ربما يعجبك أيضا