بعد اغتيال نصر الله.. هل سيتمكن حزب الله من الصمود؟

«الاغتيال المفاجئ لنصر الله» تداعيات على حزب الله واستراتيجيته

شروق صبري
حسن نصرالله

تُشير التقارير إلى أن مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله، سيشكل ضربة كبيرة للحزب المدعوم من إيران، والذي قاده لمدة 32 عامًا، وذلك بعد أن استهدفته غارة جوية إسرائيلية أمس بمقر الحزب جنوب لبنان.

تشير التحليلات إلى أن استبدال نصر الله سيكون تحديًا أكبر من أي وقت مضى، خاصة بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي أسفرت عن مقتل عدد من القادة البارزين في حزب الله وأثارت تساؤلات حول الأمن الداخلي للحزب.

الآثار الإقليمية لمقتل نصر الله

يقول المحللون إن وفاة نصر الله ستجعل الأمور أكثر تعقيدًا بالنسبة لحزب الله، رغم أن الحزب لن ينهار إذا تم قتل نصر الله أو إبعاده، إلا أن ذلك سيكون ضربة معنوية كبيرة.

تمتاز فترة ما بعد وفاة نصر الله بأنها معقدة، حيث أظهرت الخسائر في صفوف القيادة تهديدًا واضحًا لحزب الله، في وقت يشهد فيه لبنان صراعات داخلية متزايدة. ويتوقع المراقبون أن تؤدي وفاة نصر الله إلى تصعيد التوترات في المنطقة. وفق ما نشرت صحيفة “إسرائيل أوف تايمز” العبرية، اليوم 28 سبتمبر 2024.

مصدر تماسك الحزب

قال مهنّد الحاج علي، نائب مدير الأبحاث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، تولى نصر الله قيادة حزب الله بعد مقتل سلفه على يد إسرائيل، وقد كان في خطر دائم من الاغتيال منذ ذلك الحين. وبعد وفاته “ستتغير الصورة بأكملها بشكل كبير فقد كان الصمغ الذي حافظ على تماسك تنظيم متوسع”.

وأشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني أسس حزب الله في أوائل الثمانينيات لمحاربة إسرائيل، وهو يعد حركة اجتماعية ودينية وسياسية رئيسية للمسلمين الشيعة في لبنان، وكان نصر الله في قلبها، مضيفا “نصر الله أصبح شخصية أسطورية بالنسبة للشيعة اللبنانيين”.

هجوم إسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت

هجوم إسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت

لن ينهار حزب الله

من ناحيته، قال دبلوماسي أوروبي عن نهج الحزب، “إذا قتلت واحدًا، سيأتون بآخر”. ومع ذلك، فإن سلسلة من النجاحات الإسرائيلية المفاجئة في حربها ضد حزب الله والهجمات الجوية المتكررة تزيد من تعقيد هذه اللحظة الحرجة للحزب”.

فيما قالت لينا خطاب، زميلة في معهد تشاثام هاوس للسياسات في لندن، “لن ينهار حزب الله إذا قُتل نصر الله أو تم إبعاده، لكن هذه ستكون ضربة كبيرة لروح الجماعة. كما أن ذلك سيبرز تفوق إسرائيل الأمني والعسكري وقدرتها على الوصول لقادة الحزب”.

قدرات الحزب العسكرية

قالت لينا خطاب إن تأثير وفاة نصر الله على القدرات العسكرية لحزب الله غير واضح. فقد تبادلت كل من إسرائيل وحزب الله النيران على طول الحدود اللبنانية لمدة عام، في أسوأ صراع بينهما منذ عام 2006. وقد بدأ حزب الله بإطلاق النار على إسرائيل في 8 أكتوبر، بعد يوم واحد من هجوم حماس.

وللتخلص من هذا الضغط سعت إسرائيل إلى وضع جديد تضمن فيه أمن شمالها، لكن هذا لن يحدث بسرعة حتى لو تم القضاء على نصر الله. خصوصا أن حزب الله نفذ عدة هجمات صاروخية على إسرائيل في الساعات التي تلت الضربة الجوية على بيروت أمس، في محاولة لإظهار أنه قادر على تنفيذ مثل هذه العمليات بعد استهداف مركز القيادة التابع له, وفقًا لما ذكرته خطاب.

تدمير الهيكل القيادي

قال فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد، “لقد أعلنت إسرائيل الحرب. إنها حرب شاملة، وتستخدم إسرائيل هذه الفرصة لتدمير الهيكل القيادي لحزب الله وتفكيك بنيته التحتية”.

“وأضاف إنهم يكسرون قوة حزب الله. لا حاجة لقتل كل عضو في حزب الله، لكن إذا دمرت هيكلهم القتالي وأجبرتهم على الاستسلام، فإن ذلك يفقدهم المصداقية”.

خليفة نصرالله هاشم صفي الدين

خليفة نصرالله هاشم صفي الدين

أبرز الخلفاء

قال فيليب سميث، خبير في الجماعات المسلحة الشيعية، سيكون على القائد الجديد أن يكون مقبولاً داخل الحزب في لبنان، وكذلك أيضا يجب أن يكون مقبولا لدى إيران.

وقال إن الرجل الذي يعتبر على نطاق واسع خليفة نصر الله، هو هاشم صفي الدين، الذي يشرف على الشؤون السياسية في حزب الله ويجلس في مجلس الجهاد التابع للجماعة، وهو ابن عم نصر الله، وشبيهه.

ربما يعجبك أيضا