بعد اغتيال هنية.. هل يمكن وقف الحرب الشاملة في الشرق الأوسط؟

الجارديان: خطوة إيران القادمة ستحدد مستقبل الشرق الأوسط

بسام عباس
علي خامنئي وإسماعيل هنية

أحرج اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران زعماء إيران وقادتها، الذين توعدوا بالانتقام، وأطاح بآمال التوصل إلى وقف إطلاق النار، تاركًا دول الشرق الأوسط على شفير حرب شاملة بلا هوادة يدعي الجميع أنه لا يريدها.

وتساءلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عمّا إذا كان بمقدور أي قوة في العالم أن توقف اندلاع حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

شهر عسل

ذكرت الصحيفة، في تحليل نشرته الثلاثاء 6 أغسطس 2024، أنه إذا كان لدى الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، أمل في قضاء شهر عسل بعد تنصيبه الأسبوع الماضي، فلا بد أنه أصيب بخيبة أمل شديدة جراء استهداف هنية بعد أقل من 12 ساعة من أدائه اليمين الدستورية.

وأضافت أن بزشكيان كان الفائز المفاجئ في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي، وتعهد بإصلاح العلاقات الممزقة مع الولايات المتحدة وأوروبا، وكان كثيرون يأملون أن يبشر فوزه بعصر أكثر انفتاحًا وتقدمًا، لكن اغتيال هنية حطم كل هذه الآمال.

بداية جديدة

قالت الصحيفة إن بزشكيان وجد نفسه في خضم عاصفة دولية يحذر المحللون من أنها قد تؤدي إلى حرب شاملة تجتاح الشرق الأوسط الذي يتأرجح على حافة الكارثة منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر، والحرب التي شنتها على إسرائيل من غزة، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص.

وأشارت إلى أن خامنئي، الذي سببت له عملية اغتيال هنية إحراجًا بالغًا وإذلالًا لبلاده وقواتها المسلحة، أمر بالاستعدادات للانتقام العسكري المباشر ضد إسرائيل، لافتة إلى أن بزشكيان لم يكن أمامه خيار سوى الخضوع، والآن ينتظر العالم ليرى ماذا ستفعل إيران، ما يعني بداية جديدة.

محور مقاومة

أوردت الصحيفة أن البنتاجون يسعى الآن إلى شن عملية متعددة الجنسيات لكن بعض الدول قد لا توافق على المشاركة فيها، ما يعكس الغضب العميق تجاه الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي أدت مواقفه التصعيدية، واغتيال فؤاد شكر وهنية، إلى تحطم الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وهو ما يناسب أغراض نتنياهو الخبيثة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الخطوة التالية التي ستتخذها إيران قد تكون حاسمة في تحديد ما إذا كان الشرق الأوسط سينزلق إلى الفوضى، ولا ينبغي أن يكون موقفها المحوري مفاجئًا فقد تسارع ظهورها التدريجي كقوة بارزة في المنطقة، والآن أصبح “محور المقاومة” الإيراني المناهض لإسرائيل والولايات المتحدة قوة كبيرة تتحدى النظام القائم الذي يقوده الغرب.

حلم مستحيل

قالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في عام 2021، دخل البيت الأبيض على أمل إحياء اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، لكنه كان عازما على تجميد القضية الفلسطينية وتجاوز بؤر التوتر في الشرق الأوسط وكانت الصين وروسيا من أهم أولوياته الخارجية.

وأضافت أن بايدن أعطى لنتنياهو حرية التصرف في غزة، وهو خطأ فادح، لم يصححه بعد، ونتيجة لذلك، انحدرت مكانة الولايات المتحدة الإقليمية، التي تضررت بالفعل بسبب كوارث العراق وأفغانستان وسوريا والصومال وليبيا، وبعد الوقوع في فخ المواجهة بين إيران وإسرائيل والافتقار إلى الزعامة الأمريكية الفعّالة، يتجه الشرق الأوسط نحو حرب شاملة لا تبقي ولا تذر.

وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن لم يتخلَ عن خطته لصفقة كبرى تربط بين وقف إطلاق النار في غزة والمباحثات الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية حول حل الدولتين وضمانات أمنية إقليمية أمريكية إضافية، مؤكدة أن إن مثل هذه الصفقة تهدف إلى نزع فتيل القنبلة الموقوتة في المنطقة، ولكن في الوقت الحالي يبدو هذا الأمر وكأنه حلم مستحيل.

ربما يعجبك أيضا