بعد اقتحامه مدغشقر.. سهم الطاعون الأسود يهدد العالم

ترجمة – حسام عيد

ليس هناك علامات على تباطؤ تفشي أداة الموت الأسود “الطاعون” في مدغشقر، فهي الأسوأ منذ 50 عاما، وحتى الآن حصد 165 روحًا وفقًا لبيانات رسمية.

وأظهرت البيانات قفزة بنسبة 15% في الوفيات على مدى ثلاثة أيام، حيث أشار العلماء إلى أنها بلغت حد “الأزمة”، ودفعت 10 بلدان إلى إعلان حالة التأهب القصوى.

وتشهد مدغشقر تفشيًا للطاعون كل سنة تقريبًا منذ 1980، خصوصًا بين شهري سبتمبر وأبريل، والانتشار الحالي للمرض غير اعتيادي لأنه ضرب مناطق في المدن، خصوصاً في العاصمة انتاناناريفو، ما يفاقم مخاطر العدوى ويثير الذعر بين السكان.

طاعون القرون الوسطى يفتك بمدغشقر

ذكرت الاحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن ما لا يقل عن 2034 شخصًا قد أصيبوا بشظايا أكثر فتكًا من “مرض القرون الوسطى” حتى الآن فى البلاد التي تقع قبالة سواحل أفريقيا.

ويخشى بعض الخبراء من أن يتحول المرض ويصبح غير قابل للعلاج خلال تمدده وتفشيه السريع هذا العام، والذي من المتوقع أن يصيب مدغشقر حتى إبريل القادم.

وقد أصيب ثلثا الحالات بسبب الطاعون الرئوي المحمول جوًا، والذي يمكن أن ينتشر عن طريق السعال أو العطس أو البصق والقتل في غضون 24 ساعة.

وهو يختلف بشكل لافت للنظر عن الشكل البوبوني، المسؤول عن “الموت الأسود” في القرن 14، الذي يضرب البلاد كل عام ويصيب حوالي 600 شخص.

ويتم تسجيل نحو 400 حالة طاعون فى مدغشقر سنويا، معظمها من الطاعون الدبلي الذي تنقله البراغيث.

كيف ظهر؟

لا يعرف مسؤولو الصحة في مدغشقر كيف بدأ وباء الطاعون في التفشي خلال العام الجاري، ومع ذلك يعتقد البعض أنه يمكن أن يكون سببه الطاعون “الدبلي”، الذي يستوطن المرتفعات النائية من مدغشقر.

إذا ترك دون علاج، فإنه يمكن أن يتحول إلى الشكل الرئوي، الذي هو المسؤول عن ثلثي الحالات المسجلة حتى الآن في تفشي هذا العام.

وأصيب أكثر من 800 شخص بوباء الطاعون فى مدغشقر، من بينهم 600 شخص تقريبا أصيبوا بالطاعون الرئوي شديد الخطورة وسهل الانتقال.

وينتشر الطاعون عبر الفئران التي تحمل البكتيريا “يرسينيا بيستيس”، والتي فيما بعد تنتقل إلى البراغيث، وتتسبب في إصابة 400 شخص سنويًا.

كما تدفع حرائق الغابات الفئران نحو المجتمعات الريفية، مما يعني أن السكان معرضون لخطر الإصابة. وتشير تقارير وسائل الإعلام المحلية إلى أن هناك زيادة في عدد الحرائق في الغابات.

وبدون المضادات الحيوية، يمكن أن تنتشر السلالة البوبونية إلى الرئتين – حيث يصبح الشكل الرئوي الأكثر شراسة.

الطاعون الرئوي، يمكن أن يقتل في غضون 24 ساعة، ويمكن انتقاله بعد ذلك من خلال السعال والعطس أو البصق.

وإذا تم الإبلاغ في إحدى القرى عن وجود حالة، فإن السلطات الصحية تمسح المنطقة للقضاء على الفئران وتطهير المنازل وترش المبيدات الحشرية لقتل البراغيث. كما يجري توفير المضادات الحيوية لأقارب الضحايا كتدبير وقائي.

ويتم غسل جثث من قتلوا جراء الطاعون بمحلول الكلور كما يجري فركها بالجير، لان الموتى أيضا بإمكانهم نشر العدوى.

مالاوي حاضنة نشطة

أضيفت مالاوي الى قائمة الدول المتطورة التي تم حثها على الاستعداد لتفشي محتمل خلال الشهر الجاري لتصبح العاشرة.

فيما أعلنت جنوب أفريقيا وسيشيل ولاريوني وتنزانيا وموريشيوس وجزر القمر وموزمبيق وكينيا وإثيوبيا حالة التأهب القصوى.

الطاعون.. مهاجر الموت

يعتبر بول هنتر، أستاذ الحماية الصحية في جامعة إيست أنجليا ذات الشهرة العالمية، أول خبير يتنبأ بسفر الطاعون السفر عبر البحر.

وقال: “إن القلق الكبير هو أنه يمكن أن ينتشر إلى حدود أفريقيا الساحلية، ووقتها سيصعب بالتأكيد السيطرة عليه، ومن ثم سيتسبب في إحداث دمار كبير في جميع أنحاء العالم”.

فيما حذر البعض من إمكانية انتقال الطاعون إلى المملكة المتحدة، حيث اعتبرها ريتشارد كونروي، مؤسس سيك هوليداي، “مسألة وقت فقط”.

وأكد “كونروي” أنه لا مفر من استمرار مسيرة وباء الطاعون وتهديده لأمن كثير من دول العالم في ظل الحركة السريعة للناس في في جميع أنحاء العالم.

ربما يعجبك أيضا