بعد التعادل التاريخي.. هل يخسر اليورو معركته أمام الدولار؟

ولاء عدلان

منذ بداية العام الحالي تراجع اليورو بنحو 12%، وسط حالة من عدم اليقين تحيط بتوقعات الأسواق بشأن اقتصادات منطقة اليورو.


تعادلت العملة الأوروبية “اليورو”، أمس الاثنين 11 يوليو 2022، أمام نظيرتها الأمريكية، لأول مرة منذ نحو 20 عامًا.

ويأتي هذا وسط تنامي المخاوف من ركود أسرع من المتوقع قد يضرب منطقة اليورو بنهاية العام الحالي، بضغط من ارتفاع مستويات التضخم وأزمة إمدادات الطاقة الناجمة عن استمرار تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

اليورو يضاعف خسائره

اليورو انزلق إلى مستوى 1.004 أمام دولار بعد ظهر أمس الاثنين ، مسجلًا أقل مستوياته منذ ديسمبر 2002، وفي المقابل ارتفع مؤشر الدولار 1% أمام سلة من العملات الرئيسة ليصل إلى 108.14 نقطة، وهو أقوى مستوى له في نحو 20 عامًا، وفق “سي إن إن بيزنس”.

ومنذ بداية العام تراجع اليورو بنحو 12%، وبحلول 1:30 بتوقيت جرينتش من اليوم تراجع بنسبة 1.2%، في مؤشر على ضبابية تحيط بتوقعات الأسواق بشأن اقتصادات اليورو، كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي، روبن بروكس، قال في تغريدة اليوم الثلاثاء، “ربما تعادل اليورو أمام الدولار مجرد رقم، إلا أنه يشكل حدثا تاريخيا، لذا سيكون له تأثير على معنويات الأسواق.”

Untitledثثثث

أسباب تراجع اليورو

يعكس ضعف اليورو أمام الدولار فكرة أن البنك المركزي الأوروبي يتحرك بخطوات أبطأ من نظيره الأمريكي لكبح التضخم المتصاعد، وقال رئيس أبحاث الأسواق الأوروبية في “ناتيكس سي آي بي”، ديرك شوماخر، لـ”رويترز” إن المركزي الأوروبي تأخر في رفع أسعار الفائدة، رغم حقيقة أن اليورو القوي سيكون قادرًا على خفض التضخم.

وسيرفع المركزي الأوروبي الفائدة في اجتماع 21 يوليو للمرة الأولى منذ 2011، وذلك بعد أن بلغ التضخم بمنطقة اليورو 8.6% خلال يونيو، ولكن هذا لن يكفي لتهدئة الأسواق التي تتوقع رفعًا للفائدة الأوروبية بـ135 نقطة أساس فقط مقابل رفع لأسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 180 نقطة أساس خلال ما تبقى من العام، بعد أن جرى رفعها لعدة مرات منذ مارس الماضي.

حرب أوكرانيا تضعف اليورو

تمتع اليورو على مدار 20 عامًا بمستوى مرتفع أمام الدولار، ولكن الحرب الروسية الأوكرانية قلبت الأمور رأسًا على عقب، فمنذ أن بدأت في فبراير الماضي تراجع اليورو بنحو 11%، وتضاعفت وتيرة الخسائر خلال الأسابيع الأخيرة مع تصاعد مخاوف قطع إمدادات الغاز الروسي عن دول الاتحاد الأوروبي، ردًا على العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على موسكو، وفق “يورو نيوز”.

وتسببت الحرب في أوكرانيا في رفع أسعار الطاقة عالميًّا إلى مستويات تاريخية، وأوروبا التي تعتمد على روسيا للحصول على 40% من استهلاكها السنوي من الغاز، تعاني الآن من أزمة طاقة قد تدفعها باتجاه الركود الاقتصادي، في إبريل الماضي حذر صندوق النقد الدولي من أن دول أوروبا قد تخسر 3% من إجمالي ناتجها المحلي حال قطع إمدادات الطاقة الروسية.

مسار اليورو في 3 شهور

حركة العملة الأوروبية خلال 3 أشهر “سي إن بي سي”

الدولار القوي يهدد اليورو

ستواصل سلسلة الارتفاعات الشديدة لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب تراجع توقعات المفوضية الأوروبية لنمو منطقة اليورو إلى 2.7%، ورفع توقعاتها للتضخم إلى 6.1%، الضغط على اليورو وستدفع بالمستثمرين باتجاه الدور كملاذ آمن، وفق “سي إن إن”.

وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار “زيلا كابيتال”، وائل زيادة، في منشور عبر صفحته على “فيسبوك” إن الدولار سيظل مرتفعًا لفترة وهو أكثر عملة متداولة في العالم حاليًّا ويشكل نحو 50% من المعاملات العالمية، وفي المقابل اليورو يتراجع بضغط من ارتفاع التضخم وبطء المركزي الأوروبي في تحريك الفائدة وتراجع قدرة أوروبا على الاستجابة للأزمات.

هل يواصل اليورو خسائره؟

توقع كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي أن يواصل اليورو تراجعه مع اتجاه منطقة اليورو نحو الركود الاقتصادي واستمرار ارتفاع الفائدة الأمريكية بوتيرة أعلى من نظيرتها الأوروبية، وقال إن تراجع اليورو بنحو 11% منذ فبراير ليس سوى بداية.

وانخفض اليورو دون مستوى الدولار الواحد آخر مرة في نوفمبر 2002، عندما كان يساوي 0.99 دولار، وفي الأسبوع الماضي حذر رئيس أبحاث العملات الأجنبية في “دويتشه بنك”، جورج سارافيلوس، من أن اليورو يقترب من التحرك في نطاق بين 0.95 و0.97 دولار مع ظهور مؤشرات على انزلاق أوروبا وأمريكا نحو الركود في الربع الثالث، ومواصلة رفع الفائدة الأمريكية.

تأثير حرب أوكرانيا على اليورو

 

 

ربما يعجبك أيضا