بعد التوتر مع ساحل العاج.. مالي تُعيد رسم علاقاتها بالأمم المتحدة

محمود سعيد

نجحت سلطات مالي الجديدة في إخراج القوات الفرنسية من البلاد، بعد إعلان باريس انسحاب قواتها بالكامل من الدول الإفريقية، وفق جدول زمني، لتتجه نحو منظمة الأمم المتحدة.

جهود الحكومة المالية توجهت لإعادة رسم العلاقة مع الأمم المتحدة وبعثتها في مالي “مينوسما”، خصوصًا بعد التوترات الأخيرة، فالسلطات المالية تريد أن يكون لها اليد العليا في العلاقة، وهو الأمر الذي ينطبق كذلك على المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”.

مهام مينوسما في مالي

أنشئت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد “مينوسما” لتحقيق الاستقرار في مالي بموجب  قرار مجلس الأمن رقم 2100 في 25 إبريل 2013  لدعم العمليات السياسية في ذلك البلد وتنفيذ عدد من المهام ذات الصلة بالأمن، وطُلِب من البعثة دعم السلطات الانتقالية في مالي على العمل على استقرار البلاد، و تطبيق خارطة الطريق الانتقالية.

وبعد الإجماع على اعتماد قرار مجلس الأمن، رقم 2164 في 25 يونيو 2014، قرر المجلس أنه يجب على البعثة التركيز على المسئوليات مثل، ضمان الأمن والاستقرار والحماية للمواطنين ودعم ومساندة الحوار السياسي الوطني والمصالحة والمساعدة على إعادة تأسيس سلطة الدولة وإعادة بناء قطاع الأمن وتعزيز وحماية حقوق الانسان في الدولة.

اعتقال 49 عسكريًا من ساحل العاج

اعتقلت السلطات في مالي، 49 عسكريًا من ساحل العاج عند وصولهم إلى مطار باماكو، وقالت إنها ستتعامل معهم على أنهم “مرتزقة”، وأنهم قدموا 4 روايات مختلفة لسبب وجودهم على أراضيها، وذكر مصدر دبلوماسي عاجي، أن قسمًا من هؤلاء العسكريين أتوا إلى مالي للعمل لحساب “مينوسما” في القاعدة اللوجستية التابعة لشركة “خدمات الطيران الساحلية”.

وقال المتحدث باسم الحكومة الانتقالية، الكولونيل عبد الله مايغا، في بيان إنه “تبين أن العسكريين العاجيين دخلوا الأراضي المالية بطريقة غير شرعية، وبحوزتهم أسلحة وذخائر حربية، ومن دون أمر مهمة أو ترخيص”.

موقف ساحل العاج

من جانبها، طالبت رئاسة ساحل العاج في ختام اجتماع استثنائي لمجلس الأمن القومي، الثلاثاء الماضي، باماكو، بالإفراج فورًا عنهم، منوهةً بأنهم محتجزين “ظلمًا”، منذ الأحد في مطار باماكو، وأنه “لم يكن في حوزة أي جندي عاجيّ من هذه الوحدة أسلحة وذخيرة حرب”،

وأضافت في بيان، أنّ وجود هؤلاء الجنود في سياق عمليات الدعم اللوجستي لبعثة الأمم المتحدة “مينوسما”، وأن هذا معروف جيدًا للسلطات المالية، ولا يمكن لساحل العاج، التي لطالما عملت في الهيئات دون الإقليمية والإقليمية والدولية من أجل السلام والاستقرار واحترام سيادة القانون، أن تنخرط في زعزعة استقرار دولة من العالم الثالث.

الحكومة المالية ترد

رئيس الوزراء المالي المؤقت، شوغيل مايغا، قال إنهم تواصلوا مع كل الذين تحدثوا من ساسة ساحل العاج ونفوا علاقتهم بهم وحين جرى توقيفهم بدأوا يخرجون الوثائق بعد ٤٨ ساعة، مبينًا أن مالي دولة مسالمة لكن يجب احترام سيادتها وكرامتها.

وفي بيانها قالت الحكومة المالية إنها قررت “الإنهاء الفوري لنشاط حماية شركة خدمات الطيران الساحلية من قبل قوات أجنبية والمطالبة بخروجها فورًا من الأراضي المالية”، لكان بيان رئاسة ساحل العاج قال إن “جنود ساحل العاجل موجودون في مطار باماكو منذ يوليو 2019″، وأنه منذ ذلك التاريخ، تناوبت 7 وحدات في هذا الموقع، من دون أي صعوبة.

قرارات سيادية مالية

المحلل السياسي المالي حمدي جوارا، قال: “المنيسما توافق على التفاوض مع سلطات مالي لتحديد الآليات المتعلقة بقواتها في مالي، ومستعدة للتعاون مع باماكو في أقرب وقت، وهذا نصر دبلوماسي”، متابعًا: “قلت سابقا أن مالي تريد استغلال الفرصة من أجل مكاسب سياسية وخاصة مراجعة العقد الذي جرى في مجلس الامن والذي أبدت مالي استياءها حول بعض البنود”.

وأضاف: “مالي تتخذ قرارًا سياديا جديدًا وتعلق جميع مناوبات بعثة الأمم المتحدة اعتبارًا من أمس الخميس 14 يوليو، حتى إشعار آخر، وهذه المناوبات هي التي أتى من أجلها الجنود الإيفواريين،. وتمثل السماح  بعقود كتائب أممية في مالي مع شركات خاصة وربما حصل ذلك بسبب الموقف الألماني الغامض”.

ربما يعجبك أيضا