بعد التوجه لرفح.. هل تهاجم إسرائيل الملجأ الأخير لسكان غزة؟

بعد التوجه لرفح.. هل تهاجم إسرائيل الملجأ الأخير لسكان غزة؟

شروق صبري
اللاجئين في رفح

يخشى سكان غزة من الهجوم الإسرائيلي على الملجأ الأخير لهم .. هل تقصفهم تل أبيب في رفح؟


قصفت القوات الإسرائيلية مشارف الملجأ الأخير على الطرف الجنوبي لقطاع غزة اليوم الجمعة 2 فبراير 2024، حيث قال النازحون المحاصرون أمام السياج الحدودي، إنهم يخشون هجومًا جديدًا ولم يتبق لهم مكان للفرار إليه.

وأصبح الآن أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى ومتكدسين في رفح، ووصل عشرات الآلاف في الأيام الأخيرة حاملين أمتعتهم إلى الملجأ الأخير، منذ شنت القوات الإسرائيلية إحدى أكبر الهجمات في الحرب الأسبوع الماضي للسيطرة على مدينة خان يونس.

رفح المعقل الأخير

قالت وكالة أنباء رويترز اليوم 2 فبراير 2024، إن معظم سكان غزة موجودون في رفح، وإذا اقتحمت الدبابات، فستكون مذبحة لم يسبق لها مثيل خلال هذه الحرب”.

وقال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف جالانت في وقت متأخر من الخميس 1 فبراير، إن القوات ستتحول الآن إلى رفح التي تعد إلى جانب دير البلح شمال خان يونس من بين آخر المناطق المتبقية التي لم تقتحمها بعد في هجوم مستمر منذ نحو أربعة أشهر، وقال جالانت في بيان “إننا نحقق مهمتنا في خان يونس وسنصل أيضا إلى رفح ونقضي على العناصر التي تهددنا”.

حرب مجاعة مخاطر

باعتبارها الجزء الوحيد من غزة الذي يحصل على المساعدات الغذائية والطبية المحدودة التي تتدفق عبر الحدود، أصبحت رفح والأجزاء القريبة من خان يونس منطقة مليئة بالخيام المؤقتة التي تتشبث بالطين الشتوي، وزادت الرياح والطقس البارد من البؤس، حيث دمرت الخيام وأغرقتها وغمرت الأرض بينها.

وقالت أم بدري، وهي أم لخمسة أطفال نزحت من مدينة غزة، وتعيش الآن في خيمة في خان يونس: “ماذا علينا أن نفعل؟ نحن نعيش في مآسي متعددة، من حرب، ومجاعة، ومطر”. وأضافت “كنا ننتظر فصل الشتاء، لنستمتع بمشاهدة المطر من شرفة منزلنا، أما الآن فقد رحل منزلنا، وغمرت مياه الأمطار الخيمة التي انتهى بنا الأمر فيها”.

ومع إغلاق خدمة الهاتف في معظم أنحاء غزة، تسلق السكان ساترا رمليا عند السياج الحدودي وجلسوا بجانب الأسلاك الشائكة على أمل الحصول على إشارة هاتف محمول. وكانت مريم عودة تحاول إيصال رسالة إلى عائلتها التي لا تزال في خان يونس “لتقول لهم أننا مازلنا على قيد الحياة ولسنا شهداء مثل الآخرين في غزة”.

القتال في رفح

تقول الأمم المتحدة إن عمال الإنقاذ لم يعد بإمكانهم الوصول إلى المرضى والجرحى في ساحة المعركة في خان يونس، وإن احتمال وصول القتال إلى رفح يكاد يكون غير وارد. وقال ينس ليركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مؤتمر صحفي في جنيف، رفح بمثابة قدر يغلي من اليأس، مضيفا نخشى مما سيأتي بعد ذلك.

قالت السلطات الصحية في غزة منذ 7 أكتوبر تم التأكد من مقتل أكثر من 27,000 فلسطيني، 112 منهم خلال الـ 24 ساعة الماضية، وهو ما زاد من مخاوف فقدان آلاف الجثث وسط الأنقاض، في هجوم إسرائيلي أدى إلى تدمير جزء كبير من الأراضي.

غزة

غزة

وقف إطلاق النار

ينتظر الوسطاء رد حماس على الاقتراح الذي تمت صياغته الأسبوع الماضي مع رئيسي المخابرات الإسرائيلية والأمريكية وأقرته مصر وقطر بشأن أول وقف ممتد لإطلاق النار في الحرب. ولم تستمر الهدنة الوحيدة حتى الآن سوى أسبوع واحد في أواخر نوفمبر، عندما أطلق المسلحون سراح 110 من النساء والأطفال والرهائن الأجانب.

وفقا لمسؤول فلسطيني، يتصور الاقتراح المطروح على الطاولة مرحلة أولى تستمر 40 يوما، تقوم خلالها حماس بإطلاق سراح الرهائن المدنيين المتبقين، تليها مراحل أخرى لإطلاق سراح الجنود وتسليم جثث القتلى. لكن الجانبين ما زالا متباعدين بشأن ما سيحدث بعد ذلك.

تقول إسرائيل إنه يجب القضاء على حماس قبل أن تسحب قواتها من غزة أو تطلق سراح المعتقلين. وتقول حماس إنها لن توقع على أي اتفاق هدنة ما لم توافق إسرائيل على الانسحاب وإنهاء الحرب.

التوترات الإقليمية

من ناحية أخرى، تستعد المنطقة أيضًا لضربات أمريكية على الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق، والتي تقول واشنطن إنها تستعد لها بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في غارة بطائرة بدون طيار في الأردن، وهي أول حالة وفاة أمريكية في موجة من العنف في جميع أنحاء المنطقة منذ عام 2018.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الرد سيتضمن ضربات على مدى عدة أيام. وتقول طهران إنها سترد إذا تعرضت أراضيها أو مصالحها للضرب. وقال الرئيس إبراهيم رئيسي في خطاب متلفز: “لن نبدأ أي حرب، لكن إذا أراد أي شخص قصفنا فسوف يتلقى ردا قويا”.

قادة الحرس الثوري

منذ ديسمبر 2023، قُتل العديد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني الذين يقدمون المشورة للحكومة السورية في غارات جوية إسرائيلية مفترضة على سوريا. وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية يوم 2 فبراير 2024 أن أحد مستشاري الحرس الثوري قُتل في غارة إسرائيلية أخرى على دمشق. وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن سوريا أسقطت صواريخ أطلقت من إسرائيل، ورفضت إسرائيل التعليق كعادتها.

وقالت الجماعة الموالية لإيران، ومقرها العراق، والتي تتهمها واشنطن بالمسؤولية عن الهجوم المميت الذي وقع على قواتها في الأردن، إن كتائب حزب الله، ستعلق العمل العسكري ضد الولايات المتحدة، لكن جماعة أخرى مقرها العراق، هي النجباء، قالت إنها ستواصل مهاجمة الأمريكيين في الأردن.

ربما يعجبك أيضا