بعد الرأي الاستشاري للعدل الدولية.. هل يغيّر الاحتلال الإسرائيلي مساره؟

تداعيات قرار لاهاي: هل تواجه إسرائيل عزلة دولية متزايدة؟

شروق صبري
حدود غزة

تطالب محكمة العدل الدولية بإنهاء المستوطنات الإسرائيلية فوراً"، ويترقب العالم تأثير هذا الرأي، الذي لا يحمل طابعًا إلزاميًا لكنه قد يحمل تأثيرات سياسية وقانونية كبيرة.


أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي أمس رأيها الاستشاري بشأن شرعية وتبعات الاحتلال الإسرائيلي المستمر لمناطق غزة، الضفة الغربية والقدس الشرقية.

دعت المحكمة إسرائيل لوقف المستوطنات والأنشطة غير القانونية فورًا، مشيرةً إلى تمييز ضد الفلسطينيين قد يصل إلى الفصل العنصري. رغم أن الرأي غير ملزم، إلا أن له تداعيات دولية مهمة قد تؤثر على مكانة إسرائيل وتزيد الضغط لفرض عقوبات، وتظل إسرائيل بحاجة إلى التوازن بين أمنها واحترام حقوق الفلسطينيين لتجنب العزلة الدولية.

الرأي الاستشاري والإجراءات الملزمة

يختلف هذا الرأي عن القضايا التي تُعالجها المحكمة استنادًا إلى المعاهدات الدولية مثل اتفاقية منع الإبادة الجماعية التي تُلزم إسرائيل، حسب ما نشرت صحيفة معاريف” الإسرائيلية اليوم 20 يوليو 2024.

رأي المحكمة في هذه الحالة يُطلب من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لتفسير قانوني وليس لتسوية نزاعات، مما يجعله غير ملزم. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل هذا الرأي لأن له تبعات قد تكون هامة لإسرائيل.

النقاط الأساسية في الرأي الاستشاري

تناول الرأي الاستشاري للمحكمة عدة قضايا جوهرية وهي:

عدم قانونية المستوطنات: أكدت المحكمة أن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة غير قانونية.

استمرار الاحتلال في غزة: بالرغم من انسحاب إسرائيل من غزة في 2005، إلا أن المحكمة اعتبرت أن غزة ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي.

ضم القدس الشرقية: اعتبرت المحكمة أن ضم القدس الشرقية والضم الفعلي لمناطق C في الضفة الغربية غير قانوني.

التمييز ضد الفلسطينيين: أشار الرأي إلى التمييز الذي يتعرض له الفلسطينيون تحت الحكم الإسرائيلي والذي قد يصل إلى حد الفصل العنصري.

الدعوات والتوصيات

دعت المحكمة إسرائيل إلى إنهاء المستوطنات فورًا ووقف الأنشطة غير القانونية في الأراضي المحتلة، كما دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات لإنهاء الاحتلال، لم تصرح المحكمة بشكل صريح بأن التمييز يصل إلى مستوى الفصل العنصري لكنها لمحت إلى ذلك.

لاحظ بعض القضاة أن الرأي لم يأخذ في الاعتبار العملية السياسية والدبلوماسية المدعومة من قبل مجلس الأمن، والتي تهدف إلى حل الدولتين.

التبعات السياسية والدولية

ستكون ردود الفعل الفورية متوقعة إلى حد كبير. ستعتبر الأغلبية من السياسيين الإسرائيليين القرار مشينً، بينما ستطالب أصوات في المجتمع الدولي بانسحاب إسرائيلي فوري من الأراضي المحتلة.

و ستحتاج إسرائيل إلى التوازن بين احتياجاتها الأمنية واحترام حقوق الفلسطينيين لتجنب تدهور مكانتها الدولية وزيادة الضغط لفرض عقوبات.

 الإجراءات القانونية الأخرى

قد يؤثر الرأي الاستشاري على القضايا الأخرى، مثل القضية بين جنوب إفريقيا وإسرائيل أمام نفس المحكمة، والتحقيقات التي يجريها المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية بشأن إصدار مذكرات توقيف دولية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يؤآف جالانت.

يمثل هذا الرأي الاستشاري خطوة مهمة في الساحة الدولية، ويتطلب من إسرائيل التفكير في استراتيجياتها المستقبلية، من المؤكد أن الطريق لن يكون سهلًا، ولكن تحقيق توازن بين الأمن والعدالة قد يكون المفتاح للاستقرار طويل الأمد.

ربما يعجبك أيضا