بعد السكان.. الجوع يطال حيوانات غزة

الجوع يقرص الحيوان والإنسان في حديقة بغزة

عبدالمقصود علي
قطاع غزة

نصب العشرات من سكان غزة المعوزين خياما بين أقفاص حديقة حيوانات في رفح وسط أصوات القرود والببغاوات والأسود الجائعة طلبا للطعام بعد مرور 12 أسبوعا على شن إسرائيل هجومها على القطاع الفلسطيني.

ونزح جميع سكان غزة تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون تحت وطأة القصف الإسرائيلي الذي حول معظم القطاع إلى أنقاض. ويتكدس الكثيرون الآن في مدينة رفح الجنوبية حيث تعج الشوارع والأراضي الخلاء بمخيمات مؤقتة للاحتماء، بحسب وكالة أنباء رويترز.

خيام بلاستيكية

نصب نازحون صفًا من الخيام البلاستيكية بالقرب من حظائر في حديقة الحيوانات الخاصة التي تديرها عائلة جمعة، ويعلقون ملابسهم التي يغسلونها على حبال ممدودة بين أشجار النخيل، حيث وقف في القرب عامل يحاول إطعام قرد ضعيف شرائح من البندورة (الطماطم) بيده.

والعديد من أولئك الذين لجأوا إلى حديقة الحيوانات هم أفراد من عائلة جمعة الممتدة الذين كانوا يعيشون في أنحاء مختلفة من الجيب قبل أن يدمر الصراع منازلهم.

tag reuters.com2024 newsml LYNXMPEK000DU 12024 01 01T141121Z 1 LYNXMPEK000DU RTROPTP 3 ISRAEL PALESTINIANS GAZA RAFAH ZOO

وقال عادل جمعة الذي فر من مدينة غزة “هناك الكثير من العائلات قد محيت من السجل المدني. ونحن الآن كل عائلتنا موجودين في هذه الحديقة.. أنا مش خايف لأن الحيوانات على الأرض أرحم بكثير من طائرات ودبابات العدو الإسرائيلي. الوجود بين الحيوانات أرحم بكثير من طائرات الاحتلال في السماء”.

الوضع مأساوي

قال أحمد جمعة، مالك حديقة الحيوانات، إن أربعة قرود نفقت بالفعل وصار خامس ضعيفا جدا لدرجة أنه لا يستطيع حتى إطعام نفسه عندما يتوفر الطعام.

وأضاف أنه يخشى كذلك على حياة شبلين يمتلكهما. وقال: “بالنسبة للأسود، بنحاول نوفر لهم يعني وجبة كل أسبوع. وأحيانا ما نقدرش نوفر لها. يعني ممكن ندبر لهم خبز ناشف ننقعه في مياه.. نحاول نخليهم على قيد الحياة. الوضع مأساوي كتير كتير”.

وأوضح أن أم الصغيرين فقدت نصف وزنها منذ بدء الصراع بعد أن صارت تحصل على حصص أسبوعية من الخبز بدلًا من وجبات الدجاج اليومية.

تحذير أممي

حذر تقرير لجنة مدعومة من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن غزة معرضة لخطر المجاعة إذ يواجه جميع السكان مستويات أزمة جوع. وأوقفت إسرائيل جميع واردات الغذاء والدواء والطاقة والوقود إلى غزة في بداية الحرب.

وعلى الرغم من أنها تسمح الآن بدخول المساعدات إلى الجيب، فإن الإمدادات تواجه عراقيل بسبب التدقيقات الأمنية واختناقات التسليم وصعوبة التحرك عبر الأنقاض في منطقة الحرب. ويقول الكثير من الفلسطينيين هناك إنهم لا يأكلون كل يوم.

وقال سفيان عابدين، وهو طبيب بيطري يعمل في الحديقة، إن الحيوانات تنفق وتمرض كل يوم. وأضاف “كل يوم بنلاحظ حالات نفوق وجوع والضعف والأنيميا والمشاكل هاي بشكل رهيب. بالنسبة للأكل، مفيش أكل”.

ربما يعجبك أيضا