بعد تحديد محلات السوبر ماركت الأسعار بالدولار.. لبنان الى أين؟

بدأت محلات السوبر ماركت في لبنان تسعير السلع بالدولار الأمريكي يوم أمس الأربعاء 1 مارس 2023، بدلاً من العملة المحلية، بعد إعلان حكومي يسمح بهذه الممارسة في بلد يعتمد بشدة على الواردات، بحسب موقع المونيتور الأمريكي.

منذ أواخر عام 2019، يواجه لبنان أزمة اقتصادية دراماتيكية أدت إلى ارتفاع معدلات الفقر لتصل إلى أكثر من 80٪ من السكان، وفقًا للأمم المتحدة.

غياب الرئيس

تدار لبنان من قبل حكومة تصريف أعمال، كما أن البلد بدون رئيس، حيث فشل المشرعون مرارًا في انتخاب رئيس جديد خلفاً لميشال عون، الذي انتهت ولايته في نهاية أكتوبر الماضي.

لم يفعل نظام التسعير الجديد أكثر من إضفاء الطابع الرسمي على الدولرة الفعلية للبلد، كما تنعكس في المتاجر الكبرى، لكن القدرة على تحمل التكاليف هي مصدر قلق بالغ للبنان، الذي لا تزال فيه الغالبية العظمى من اللبنانيين يتلقون رواتبهم بالليرة اللبنانية وحيث يكسب موظف القطاع العام أقل من 50 دولارًا شهريًا ، ويعاني ثلثا السكان من الفقر.

انهيار العملة

تم تداول العملة المحلية، المربوطة رسميًا الآن عند 15000 مقابل الدولار، يوم الأربعاء عند 90.000 للدولار تقريبًا، مقارنة بـ 60.000 في أواخر يناير، وفقا لموقع المونيتور الأمريكي.

وقال مصور لوكالة فرانس برس إن سلسلة سوبر ماركت كبيرة في بيروت بدأت تعرض الأسعار بالدولار الأربعاء ، فيما عُرض سعر صرف 89 ألف ليرة على شاشة عند المدخل.

الانهيار المالي

يعتقد المراقبون الاقتصاديون أنه إذا ظلت الطبقة السياسية غير نشطة، فإن الانهيار المالي والاقتصادي والمصرفي أمر لا مفر منه. مع انخفاض العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية كل دقيقة، تعرضت وزارة المالية لانتقادات شديدة لقرارها رفع الدولار الجمركي، وهي خطوة من المرجح أن تقلل بشكل كبير من القوة الشرائية للناس.

قبل أسابيع قليلة، عقدت خمس دول – الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر – اجتماعا في باريس مناقشة أزمة خلو منصب الرئيس في لبنان. وأكدوا مرارًا وتكرارًا على الحاجة إلى رئيس توافقي يقوم بتنفيذ الإصلاح، دون روابط بشبكات المحسوبية الفاسدة في البلاد أو تدخلات خارجية.

تحذير أممي

دعت منسقة الأمم المتحدة الخاصة بلبنان جوانا ورونيكا يوم الأربعاء لانتخاب رئيس جديد “دون مزيد من التأخير”. وقالت ورونيكا في تغريدة على تويتر: “نحن الآن في الشهر الخامس من الفراغ الرئاسي في لبنان”.

وأضافت أن الاستجابة للاحتياجات المتزايدة والمشروعة للشعب تتطلب انتخاب رئيس دون مزيد من التأخير. وقالت ورونيكا: “من المتوقع أن يعطي الزعماء السياسيون الأولوية للمصلحة الوطنية في هذه اللحظة الحرجة”.