بعد تدميرها قمرًا صناعيًا.. العالم يتخوف من عسكرة روسيا للفضاء

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

جبهة توتر جديدة تنضم إلى جبهات ملتهبة بالفعل بين الولايات المتحدة وروسيا، ومسرحها الفضاء هذه المرة، واتهمت الولايات المتحدة روسيا بتهديد رواد الفضاء السبعة الموجودين على المحطة الدولية الفضائية بسبب حطام نتج عن قمر اصطناعي روسي قديم قامت موسكو بتدميره يوم الإثنين، في اختبار لسلاح مضاد للأقمار الصناعية.

تصرف غير مسؤول

وأفادت تقارير من وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس بأن رواد الفضاء الذين يعيشون على متن محطة الفضاء الدولية اضطروا إلى الاحتماء في مكانهم بسبب سحابة من الحطام الفضائي الذي يبدو أنه يمر بالمحطة كل 90 دقيقة، وهو الوقت الذي تستغرقه، محطة الفضاء الدولية لتدور حول الأرض.

تطور قد يزيد من تعثر المحادثات الأمريكية الروسية الرامية إلى خفض سباق التسلح وهو ما دعا الخارجية الأمريكية إلى وصف الفعل الروسي بالخطوة المتهورة والتصرف غير المسؤول ويهدد استدامة الفضاء الخارجي على الأمد الطويل ويظهر بوضوح أن مزاعم روسيا المتعلقة بمعارضة تسليح الفضاء، جوفاء وتنطوي على خداع”.

واشنطن تبحث سبل الرد مع الحلفاء

وأضاف أن الصاروخ الروسي نجم عنه أكثر من 1500 قطعة من “الحطام الذي يمكن رصده في المدار”، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الشظايا الأخرى التي يتعذر تعقبها، وتمثل خطرا على المحطة الدولية والأقمار التي تدور في مدارها، مؤكدا أن واشنطن سوف تعمل مع الحلفاء على الرد على تلك الخطوة الروسية.

ووفقا لوكالة ناسا الدولية، فإن هذا الخطر قد يستمر ليومين آخرين، وقد يستمر في عرقلة أبحاث رواد الفضاء وأنشطتهم الأخرى.

رواد الفضاء يضطرون للجوء إلى كبسولاتهم

وأشار مدير ناسا بيل نيلسون إلى أن ASAT الروسي تسبب بالفعل في ملجأ رواد الفضاء في مكانهم. مضيفا في بيان نقله موقع The Verge: “أنا غاضب من هذا العمل غير المسؤول والمزعزع للاستقرار”، “مع تاريخها الطويل والحافل في رحلات الفضاء البشرية، من غير المعقول أن تعرض روسيا للخطر ليس فقط رواد الفضاء الأمريكيين والدوليين على محطة الفضاء الدولية، ولكن أيضًا رواد الفضاء الخاصين بهم.” هناك سبعة أشخاص يعيشون حاليًا على محطة الفضاء الدولية، اثنان منهم رواد فضاء روس.

وكان 4 رواد فضاء أمريكيين وألماني وروسيين قد اضطروا للجوء إلى كبسولاتهم، بسبب الحطام الناجم عن القمر الصناعي.

تخريب الفضاء

من جانبها، اتهمت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورنس بارلي، روسيا بـ “تخريب” الفضاء، وأشارت وزيرة الجيوش الفرنسية، الذي هو منفعة عامة يتشاركها 7.7 مليار شخص.

ووجهت بارلي في تغريدة عبر حسابها في موقع “تويتر”، اتهاما لموسكو تزعم فيه أن الأخيرة تقوم بتخريب الفضاء، وحمّلتها مسؤولية التسبب في حطام الفضاء الذي يهدد حياة رواد الفضاء والأقمار الصناعية.

عمل متهور

فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن التجربة التي أجرتها روسيا ودمرت خلالها قمرا صناعيا في الفضاء كان خارج الخدمة، هي “عمل متهور” من جانب موسكو.

وأكد ينس ستولتنبرغ، أن هذا الاختبار، أدى إلى تكون كمية كبيرة من الحطام الفضائي الذي يشكل الآن خطرا على محطة الفضاء الدولية، مشيرا إلى أن “هذا الاختبار يوضح أن روسيا تطور أنظمة أسلحة جديدة”.

روسيا تقلل من خطورة الحادث

وبحسب شركة ليولابس، لتتبع الحطام الفضائي، فإن أجهزة الرادار الخاصة بها في نيوزيلندا رصدت عدة أجسام في المكان الذي كان من المفترض أن القمر الصناعي الروسي المتوقف عن العمل يوجد فيه.

اللافت أن وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” قللت من شأن خطورة الحادث، مؤكدة أن الجسم الذي أجبر الطاقم على دخول المركبات الفضائية اليوم كإجراء وقائي، ابتعد عن مدار المحطة الفضائية الدولية. وتوجد المحطة الآن في المنطقة الخضراء”.

إدانات واسعة

من المعروف أن إجراء مثل هذه التجارب الصاروخية، نادرا ما يحدث لكنه دائما ما يثير إدانات على نطاق واسع عندما يحدث لما يسببه من تلوث يلحق أضرارا بالجميع.

وكانت الصين قد دمرت أحد الأقمار الصناعية القديمة، التي توقفت عن العمل بعد أن كان يستخدم في رصد الأوضاع المناخية، في 2008، وخلفت تلك العملية أكثر من 2000 قطعة من الحطام المداري القابل للرصد. ولا تزال تلك المواد تشكل خطرا على البعثات الفضائية، بما فيها البعثات الصينية نفسها.

ربما يعجبك أيضا