بعد تعليق العمرة.. هذه حقيقة إخلاء الحرم المكي من المعتمرين

رؤية – أشرف شعبان

قررت السلطات السعودية أمس الأربعاء تعليق العمرة “مؤقتا” للمواطنين والمقيمين في المملكة، خشية وصول فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، للمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، بعد نحو أسبوع من تعليقها للمعتمرين الوافدين.

وصرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية السعودية بأنه وبناءً على توصية اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات الوضع لفيروس كورونا الجديد بإيقاف العمرة مؤقتًا للمواطنين والمقيمين في السعودية، على أن يتم مراجعة هذا القرار بشكل مستمر وإيقاف العمل به متى ما انتفت الأسباب التي دعت إليه.

تدابير احترازية

ويأتي هذا القرار الوقائي ضمن التدابير الاحترازية التي اتخذتها السعودية للحد من انتشار وباء فيروس كورونا ومنع وصوله إلى الحرمين الشريفين كما يأتي اتساقًا مع الإجراءات الاحترازية التي تتخذها السلطات السعودية لمنع انتشار كورونا.

وتسبب قرار وزارة الداخلية بتعليق العمرة من خارج وداخل البلاد، في إثارة العديد من التساؤلات عما إن كانت السعودية تتجه لإغلاق المسجد الحرام أم لا ؟، خاصة مع انتشار بعض الفيديوهات غير الموثقة والتي تزعم بأن الحرم المكي والصفا والمروة بلا مصلين.

سيبقى الحرم المكي مفتوحا

وبدا أن القرار لن يشمل سكان مدينة مكة، حيث يظهر في البث التلفزيوني المباشر من الحرم، صباح اليوم الخميس، معتمرون وزوار في ساحة المطاف حول الكعبة المشرفة.

وتعليقا على قرار تعليق العمرة، قال رئيس تحرير صحيفة “مكة” الإلكترونية، الإعلامي السعودي عبدالله الزهراني، أمس الأربعاء، إن بلاده ستبقى الحرم المكي مفتوحا على الرغم من قرار وزارة الداخلية بمنع مواطني المملكة والوافدين الأجانب المقيمين فيها من أداء العمرة كإجراء وقائي في مواجهة فيروس كورونا الجديد.

وأوضح الزهراني، الذي تغطي صحيفته المحلية أخبار الحرم المكي على الدوام، إن تطبيق قرار وزارة الداخلية الذي صدر أمس الأربعاء، بتعليق العمرة الداخلية، لن يشمل إغلاق المسجد الحرام، بل تعليق أداء مناسك العمرة فقط.

صور وفيديوهات مغلوطة

وكان نشطاء قد تداولوا صورا وفيديوهات مغلوطة للحرم المكي وهو خال تماما من المعتمرين، في سابقة زعموا إنها تاريخية.

ويظهر في مقاطع الفيديو مصلى الحرم وصحن الطواف والصفا والمروة، خاليين تماما من المصلين والمعتمرين.

وعلق مصور الفيديو بالقول إنه لأول مرة يشاهد الحرم بهذه الطريقة، بعد أن طبقت السلطات منعا للعمرة والزيارات للمملكة كإجراء وقائي ضد فيروس كورونا.

فيما سارع نشطاء آخرون للتأكيد على أن هذه الفيديوهات مغلوطة وأن الحرم المكي لم يخل من المعتمرين، حيث نشروا الفيديوهات والصور التي تفند هذا المزاعم.

تعقيم وتطهير ساحات الحرم

وتقوم السلطات السعودية حاليا بعملية تعقيم وتطهير ساحات الحرم المكي، ما تسبب أيضا في قلة عدد الموجودين في ساحات الحرم، خلال عملية التعقيم والتطهير.

فيما نشرت وكالة “رويترز”، الثلاثاء 3 مارس عددًا من الصور للحرم الملكي أثناء تطهيره، وذلك في إطار اتخاذ السلطات السعودية إجراءات احترازية للوقاية من فيروس كورونا، الذي أصيب به حتى الآن ما يقرب من 90 ألف شخص حول العالم وأدى لمقتل حوالي 3 آلاف.

ووفقًا لما نقلته تقارير إعلامية وأعلنت عنه السلطات السعودية فإنه يتم تطهير الحرم حوالي 4 مرات يوميا، بواسطة أكثر من 3500 عامل للوقاية من الأمراض المعدية.

وشملت الإجراءات الاحترازية، توفير أجهزة ضخ الرذاذ لتعقيم الأسطح والأرضيات وكذلك السجاد، ومعقمات للأيدي توزع على مداخل الأبواب وجميع الفراغات والمصليات، ومتابعة السجاد وتعقيمه من خلال زيادة خط التعقيم بمغسلة السجاد وتسريع عجلة تغيير السجاد بالمسجد الحرام، وزيادة عدد مرات الغسيل الرئيسة إلى 6 غسلات رئيسية، بالإضافة إلى الغسلات الطارئة وقت الحاجة، وزيادة عدد غسلات دورات المياه إلى 6 غسلات رئيسة، وتعقيم أحواض نوافير زمزم وتغيير قواعد الحافظات والكاسات المستعملة أولاً بأول وغيرها من الجهود والإجراءات.

#رئاسة_شؤون_الحرمين تضمن توفر هواء معقم ونقي 100% لزوار #المسجد_الحرام من خلال فلترة هواء التكييف تسع مرات، وتعقيمه بالأشعة فوق البنفسجية قبل إخراجه إلى أرجاء البيت العتيقhttps://t.co/sUAcUhuv4c pic.twitter.com/4PjCTKsJNG

— رئاسة شؤون الحرمين (@ReasahAlharmain) March 4, 2020

تسجيل ثان حالة

وأعلنت وزارة الصحة السعودية، الأربعاء، تسجيل ثان حالة إصابة بفيروس “كورونا”، في وقت يتسلل المرض القادم من الصين إلى كل دول العالم.

وأوضحت الوزارة، في بيان، أن “الإصابة لشخص، قادم من إيران عبر البحرين”.

والإثنين الماضي، أعلنت السعودية تسجيل أول إصابة بفيروس “كورونا” لشخص قادم من إيران عبر البحرين أيضا.

بؤر تفشي المرض

وتعد إيران، وفق تقارير، أحد أبرز البؤر التي شهدت انتشارا لافتا لفيروس كورونا، ما دعا دول لا سيما خليجية وعربية لاتخاذ تدابير حيالها شملت منع السفر.

وظهر الفيروس، لأول مرة، في مدينة ووهان وسط الصين، في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، وانتشر في 82 دولة، حتى الأربعاء، مسببًا 3252 حالة وفاة، وأكثر من 95 ألفًا و141 إصابة، وفق الإعلانات الرسمية لوسائل الإعلام.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي أثار حالة رعب تسود العالم.

https://www.facebook.com/amr.hassan.1800/videos/10220259540652238