بعد تفجيرات البيجر.. هل توجه إسرائيل الضربة القاضية لحزب الله؟

«تصعيد عسكري» إسرائيل تضرب حزب الله مجددًا

شروق صبري
تفجيرات البيجر

شنت إسرائيل هجومًا جديدًا على حزب الله، ما أدى إلى أضرار جسيمة وصعوبات في إعادة بناء شبكات الاتصال.


شنت إسرائيل هجومًا آخر على حزب الله اليوم الجمعة، حيث اعتبرت الضربة مستهدفة في العاصمة اللبنانية.

وتأتي هذه الضربة في وقت كانت فيه جماعة حزب الله تعاني من سلسلة من الضغوط العسكرية والاستخباراتية، بما في ذلك غارات جوية على الجنوب وهجمات أدت إلى انفجار أجهزة إلكترونية لأعضاء المجموعة.

آثار الضربة على المناطق السكنية

أثارت الضربة الجديدة سحبًا من الدخان الرمادي في منطقة سكنية بالضواحي الجنوبية، حيث تتركز أنشطة حزب الله. الصور الأولية من الموقع أظهرت أضرارًا في عدة مبانٍ، بما في ذلك سيارات ودراجات نارية محترقة.

ووفق ما ذكرت وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم 20 سبتمبر 2024 فإن حزب الله، الذي تأثر بشدة من العملية الاستخباراتية التي استهدفت أجهزة اتصالاته، يحاول حاليًا تقييم سلامة شبكاته والبحث عن أي ثغرات أمنية أو عملاء محتملين.

التهديدات المتزايدة من الجانب الإسرائيلي

تحذيرات وزير الدفاع الإسرائيلي يواف جالانت تشير إلى أن “سلسلة الإجراءات العسكرية ستستمر”. في ظل القلق المتزايد من قبل المسؤولين العسكريين الأمريكيين من احتمال شن هجوم بري إسرائيلي في لبنان، ألغى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن سفره إلى المنطقة.

وكان قد تسبب الهجوم على أجهزة الاتصالات في حالة من الارتباك داخل حزب الله، حيث أكد زعيم حزب الله  حسن نصرالله أن الهجمات كانت ضربة أمنية وإنسانية غير مسبوقة. في حين أن النتائج الأولية تشير إلى اختراق في سلسلة التوريد، حيث تم إدخال متفجرات في الأجهزة الموزعة على أعضاء الحزب.

ردة فعل حزب الله

حزب الله يواجه تحديًا كبيرًا في إعادة بناء شبكات الاتصالات بعد الأضرار الكبيرة. القيادة في الحزب تفكر في إمكانية وجود متعاونين داخليين قد يكونوا قد سربوا معلومات إلى إسرائيل.

الخبراء يشيرون إلى أن هذه الهجمات ستزيد من عزيمة حزب الله في المقاومة، رغم حالة الارتباك والصدمة بين عناصره. نصرالله أكد على أن “الانتقام قادم”، مما يبرز تصاعد التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

استهدفت منظومات الاتصال لحزب الله

وكان الأسبوع الماضي قد شهد تنفيذ عملية غير مسبوقة استهدفت منظومات الاتصال الخاصة بحزب الله، مما أدى إلى إصابات فادحة في صفوف كوادر الحزب.

ورغم الانتصار التكتيكي، تصاعدت الانتقادات حول توقيت العملية وطريقة تنفيذها، مما دفع العديد من الخبراء للتساؤل حول ما إذا كان استخدام هذه القدرة العسكرية السرية قد تم في الوقت المناسب.

التفاصيل حول العملية

الثلاثاء الماضي تم تنفيذ ما بات يعرف بـ”تفجيرات البيجر”، وهو مصطلح يشير إلى تفجير أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله. تشير التقارير إلى أن العملية تمت بنجاح كبير، حيث أُصيب عدد كبير من قيادات الحزب إصابات خطيرة.

يوم الأربعاء، استمر الهجوم بتفجير المزيد من الأجهزة، ما جعل حزب الله في حالة من الفوضى والارتباك. ومع ذلك، تساءل العديد من الخبراء العسكريين حول أنه من الأفضل مواصلة الهجوم وتوجيه ضربة قاضية. حسب ما جاء في مقال للمحلل والصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت، بصحيفة معاريف اليوم 20 سبتمبر 2024.

رأي خبير استخباراتي سابق

وحسب بن كاسبيت فإن أحد أبرز التعليقات جاء من خبير استخباراتي سابق وصف توقيت العملية بأنه “لا يقل عن جريمة”.

وقال الخبير إن هذه القدرة العسكرية المتقدمة كانت مخصصة للحظة حرجة، مثل مواجهة شاملة مع حزب الله، وأنه كان من الممكن استخدامها بشكل أكثر فعالية لو تم الاحتفاظ بها لهذه اللحظة.

التكنولوجيا المستخدمة في الهجوم

تمثل الهجوم قمة في استخدام تقنيات عسكرية متقدمة، حيث تم دمج القدرات الاستخباراتية البشرية والرقمية في ما يعرف بـ”يوجينت”.

وهذا النوع من العمليات يتطلب تخطيطًا دقيقًا لسنوات، ويعتبر مثلاً نادرًا على التعاون بين القدرات التكنولوجية والاستخباراتية المتقدمة.

القدرة العسكرية وتأثيرها النفسي

لم يكن الضرر المادي هو الجانب الوحيد الذي أثر في حزب الله. إذ تم تصميم الهجوم بطريقة تضمن تأثيرًا نفسيًا طويل الأمد.

وتشير التقارير إلى أن العديد من قادة حزب الله فقدوا أعضاء من أجسادهم، مثل الأعين والأصابع، مما سيجعلهم “آثارًا حية” تذكّر الآخرين بمصير من يتحدى إسرائيل. وفق تقرير معاريف الإسرائيلية.

تفجيرات البيجر ضد حزب الله

تفجيرات البيجر ضد حزب الله

الانتقادات حول توقيت العملية

رغم النجاح الكبير للعملية، انتقد العديد من الخبراء القرار بعدم استغلال هذه اللحظة لمواصلة الهجوم. وصف أحدهم هذا التصرف بأنه “مثل إطلاق صواريخ دفاعية عالية الكفاءة في عرض ألعاب نارية”، مشيرًا إلى أن عدم استكمال الهجوم يضيّع فرصة لا تعوض لتدمير قدرات حزب الله بشكل شامل.

ورغم النجاح التكتيكي، لم تتغير الأوضاع الاستراتيجية في الشمال بشكل جوهري. لا يزال سكان المناطق الحدودية الشمالية في إسرائيل غير قادرين على العودة إلى منازلهم، ولم يتم تدمير ترسانة الصواريخ الضخمة التي يمتلكها حزب الله.

مخاطر محتملة

أشار العديد من المحللين إلى مخاطر الزهو الزائد بعد هذه العملية، محذرين من أن هذا النوع من العمليات قد يؤدي إلى نشوء شعور زائف بالأمان.

واستشهد هؤلاء المحللون بالهجمات السابقة، مثل هجوم حماس عام 2021 على شبكة الأنفاق، والتي لم تحقق النجاح المرجو نتيجة عدم التخطيط الكامل والتنفيذ الفوري للأهداف المحددة.

التحديات المقبلة

فيما يواصل حزب الله إعادة تنظيم صفوفه، تظل الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت إسرائيل ستستغل هذه الفرصة لتوجيه ضربات إضافية للحزب. وفي الوقت نفسه، يتوقع العديد من الخبراء أن حزب الله سيسعى للرد على هذا الهجوم بطريقة أو بأخرى، ما يزيد من حالة التوتر في المنطقة.

في النهاية، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كانت إسرائيل قد استعجلت في استخدام هذه القدرات أم أنها اتخذت القرار الصحيح في لحظة تستدعي التدخل. بينما يحتفل البعض بالنجاح العسكري، يظل الآخرون يحذرون من تداعيات هذا الاستخدام غير المتوازن للقوة.

ربما يعجبك أيضا