بعد توجيه اتهامات جنائية له.. كيف يخرج ترامب منتصرًا من قضية «الأموال الصامته»؟

شروق صبري
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

يواجه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، اتهامات جنائية، فهل هذا التطور التاريخي من شأنه أن يغير السباق الرئاسي لعام 2024؟


بعد الكثير من التكهنات، وجهت هيئة محلفين في نيويورك لائحة اتهام إلى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في قضية «الأموال الصامته».

وترى مجلة إيكونوميست البريطانية أنها واقعة غير مسبوقة داخل البيت الأبيض، فلم توجه أي اتهامات لأي رئيس أمريكي من قبل. وتعتقد المجلة أن لائحة الاتهام هذه ستنهي حياة ترامب السياسية، ولن تكون آخر لوائح الاتهام التي يواجهها.

اقرأ أيضًا|
دفاع ترامب: لائحة الاتهام تفتقر إلى أي أسس قانونية
اتهامات جنائية لترامب بعد تحقيق بشأن دفع أموال لممثلة إباحية

سوابق عالمية

أشارت مجلة إيكونوميست، في تقرير نشرته أول من أمس الخميس 30 مارس 2023، إلى أنه إذا ارتكب ترامب جريمة، فسيكون من الخطأ التهرب من مقاضاته، لأن ذلك يشكل ضغطًا على المؤسسات الحاكمة في الولايات المتحدة.

ولفتت إلى أن دولًا أخرى نجحت في محاكمة رؤساء سابقين ورؤساء وزراء، وأبرزهم محاكمة رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلسكوني، والرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي. مضيفة أنه لا ينبغي لأمريكا أن تؤيد وجهة نظر رئيس الأسبق، ريتشارد نيكسون، القائلة إنه إذا فعلها رئيس أو مرشح رئاسي، فلا يجوز محاكمته.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

ما الاتهامات الموجهة لترامب؟

زعمت مجلة الإيكونوميست أنه في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية لعام 2016، رتب محامي ترامب لدفع مبلغ مالي لممثلة الأفلام الإباحية، ستيفاني كليفورد، المعروفة باسم (ستورمي دانيلز)، للتكتم على ما يُزعم أنه علاقة حدثت قبل عقد من الزمان، أي بعد عام واحد من زواج ترامب من زوجته الثالثة.

وحسب المجلة الأمريكية، دفع محامي ترامب للممثلة الإباحية  الأموال قبل فترة وجيزة من الانتخابات الرئاسية لعام 2016، ولم يعلن عن التوجيه الحقيقي لهذه الأموال في السجلات المالية لمنظمة ترامب، لكنه وصف عملية الدفع بأنها “نفقات قانونية”، ما دفع ترامب لتعويضه بعد ذلك.

ردود فعل غير متوقعة

سلطت المجلة البريطانية الضوء على ردود الفعل الأمريكية بشأن لائحة اتهام ترامب، واعتبر الجمهوريون أن مثل هذا التحرك غير صائب، وأن ترامب يتعرض للاضطهاد والظلم، في حين رأى الديمقراطيون أن الاتهامات ضد ترامب سليمة.

وبالرجوع إلى جيل مضى، تجد أن المواقف مختلفة تمامًا، حين طالب الجمهوريون بإبعاد الرئيس الأسبق، بيل كلينتون، من المكتب البيضاوي، بسبب علاقة خارج نطاق الزواج، في حين رأى بعض الديمقراطيين أن محاكمة كلينتون غير عادلة، حسب التقرير.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

خطأ كوهين وليس ترامب

كشفت الإيكونوميست عن أنه ورد في لائحة الاتهام أن ترامب دفع 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية، في خطوة انتهك بها قواعد تمويل الحملات الانتخابية، رغم أن قوانين تمويل الحملات الانتخابية الأمريكية أكثر تساهلًا بكثير من تلك الموجودة في معظم الديمقراطيات الغربية الأخرى.

وتوقعت المجلة أن يُتهم ترامب فعليًا بالتبرع لحملته (وهو أمر قانوني)، دون الإعلان عن ذلك (أمر غير قانوني)، لكن هذا لا يعني أن القضية المرفوعة ضده واضحة، مشيرة إلى أن محاميه، مايكل كوهين، أقر أنه مذنب لخرق قواعد تمويل الحملات الانتخابية. لكن من المفترض أن يجادل فريق ترامب بأنه خطأ كوهين، الذي أقر بأنه مذنب وأنه كذب على الكونجرس.

اقرأ أيضًا|
صدور قرار اعتقال ترامب.. هل نرى يديه في القيود أمام المحكمة؟

محامية ترامب: الرئيس الأمريكي السابق قد يمثل أمام المحكمة الثلاثاء

ضحية ملاحقة قضائية

تعتقد المجلة البريطانية أنه يوجد نظرية قانونية من المحتمل أن تنهي القضية، وهي تصنيف المدفوعات في الحسابات كمصروفات قانونية، لكن المدعين العامين سيجادلون بأن هذه الجنحة جعلت من الممكن انتهاك القواعد الفيدرالية، وقواعد تمويل الحملات الانتخابية على مستوى الولاية، وأن ربط التهم بهذه الطريقة أمر جديد من شأنه أن يورط ترامب.

ولفتت إلى أنه إذا أدين ترامب، فلا يزال بإمكانه الترشح إذا ثبتت براءته، وأنه سيستغل ذلك في إضافة التهمة إلى لائحة التهم التي انتصر فيها. لكن لن تغير النتيجة احتمالات فوزه في الانتخابات.

وأشارت الإيكونوميست إلى أنه في حين لا يعرف عدد قليل من الأمريكيين ما يجب فعله بشأن ترامب، لكن محاكمته تعد اختبارًا أساسيًّا لمرشحين آخرين، سيكون من الصعب عليهم خوض منافسة ضد شخص يتفقون جميعًا على أنه ضحية ملاحقة قضائية ذات دوافع سياسية.

ربما يعجبك أيضا