بعد عضوية منظمة شنجهاي.. هل انتهت عزلة إيران؟

أحمد ليثي

ستسهل العضوية الكاملة في منظمة شنجهاي للتعاون التجارة الإيرانية مع القوى الآسيوية وروسيا، ما يعوضها عن تراجع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بسبب العقوبات.


بعد عام واحد من موافقة منظمة شنجهاي للتعاون على طلب انضمام إيران، من المتوقع أن تتخذ طهران خطوة أخرى في هذه العملية.

وذكر موقع “ريسبونسيبل ستيتكرافت” الذي يديره معهد كوينسي للأبحاث في واشنطن، يوم الخميس الماضي 15 سبتمبر 2022، أن العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة بالاتفاق النووي الإيراني لا تزال ملتبسة، ولكن من الواضح أن طهران لا تعاني عزلة دولية.

إيران إلى منظمة شنجهاي

وقع الأمين العام لمنظمة شنجهاي للتعاون الدولي، زانج مينج، مذكرة التزامات بأن تصبح إيران عضوًا كاملًا، في القمة الأخيرة التي استضافتها مدينة سمرقند في أوزباكستان، على أن تكتمل عضويتها في اجتماع ينعقد في إبريل 2023، وتنضم إيران إلى منظمة تمثل 43% من سكان العالم، ما يجعلها ثاني أكبر منظمة دولية، بعد الأمم المتحدة.

وأصبحت منظمة شنجهاي أيضًا ذات أولوية قصوى لكل من روسيا والصين، ومن المتوقع أن يكون مهمتها العمل كقوة اقتصادية وسياسة خارجية موازنة للعالم أحادي القطب الذي تقوده الولايات المتحدة وأوروبا.

كيف بدأت المنظمة؟

وفقًا للتقرير، بدأت المنظمة بـ6 أعضاء فقط في العام 2001، ووصلت إلى 8 أعضاء عندما انضمت الهند وباكستان في عام 2017، في حين تعد إيران العضو التاسع، ما يمنحها اتصالات رفيعة المستوى، وتعاونًا اقتصاديًّا مع روسيا والصين والهند وباكستان والعديد من دول آسيا الوسطى.

وقال المستشار الاستراتيجي لأسواق غرب آسيا، بيجان خاجيبور، لـ”ريسبونسيبل ستيتكرافت”، إن إيران كانت دولة تجارية على مدار التاريخ، ولكن العقوبات عطلت الكثير من أنماط التجارة، فما كان من إيران إلا التركيز على جيرانها المباشرين، وكذلك على القوى الشرقية بعد الضغوط القصوى التي مارستها الولايات المتحدة عليها.

إيران تقدم على عضوية المنظمة

ذكر موقع  معهد واشنطن لدراسة سياسات الشرق الأدني أن المذكرة الي قدمتها إيران للمنظمة، تتعهد فيها بمجموعة من الالتزامات المختلفة، بما في ذلك الانضمام إلى اتفاقيات ومعاهدات منظمة شنجهاي للتعاون، مثل ميثاق تأسيس المنظمة، واتفاقية مكافحة الإرهاب والتطرف والانفصال.

وبمجرد استيفاء هذه الشروط المسبقة، ستقدم طهران وثائق الانضمام إلى أمانة منظمة شنجهاي للتعاون في بكين للموافقة عليها، على أن قدرة المنظمة لضمان الوفاء بهذه الاتفاقيات تقتصر على هيئتين دائمتين، الأمانة العامة في بكين، والهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب في طشقند، ولا يمتلك أي منهما الأهلية القانونية لإنفاذ القرارات.

ضرورات اقتصادية لانضمام إيران

بسبب الاعتبارات الأمنية والضرورات الاقتصادية، تسهل العضوية الكاملة في منظمة شنجهاي التجارة الإيرانية مع القوى الآسيوية وروسيا، ما يعوضها عن تراجع التجارة مع الاتحاد الأوروبي بسبب العقوبات الأمريكية.

وبالرغم من أن إيران تأمل في إبقاء الباب مفتوحًا أمام الغرب، فقد لا يكون خيار إيران الاستسلام أو العزلة، وبدلاً من ذلك، ستركز بقدر كبير على التسرب إلى المنطقة الشرقية، بحيث لا تكسر فقط العزلة على الصعيد العالمي في الشرق، بل والانتشار إقليميًّا في الشرق الأوسط.

تجدد العلاقات

في أغسطس الماضي، أعلنت الإمارات والكويت إعادة سفيريهما إلى طهران، للمرة الأولى من سحب كلا البلدين بعثتيهما الدبلوماسية في العام 2016، تضامنًا مع السعودية، وتشير التحركات إلى أن الرياض قد توافق على قرار دول الخليج الأخرى بتجديد العلاقات من إيران، على الرغم من أن المملكة لم تعد فتح سفارتها بعد.

وتدعم هذه الاحتمالية تقارير إعلامية أشارت إلى أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اقترح عقد اجتماع مع وزير خارجية إيران، وفي 22 أغسطس، صرحت وزارة الخارجية الإيرانية بأن المحادثات مع المملكة بشأن استئناف العلاقات تسير في اتجاه إيجابي.

عزل إيران انتهى

تعد سلسلة التحركات الأخيرة التي تتخذها إيران، بما في ذلك توقيع شراكة استراتيجية واقتصادية لمدة 25 عامًا مع الصين بقيمة 400 مليار دولار، وافتتاح الإمارات والكويت سفارتيهما في طهران، الشهر الماضي، وحصولها على عضوية منظمة شنجهاي للتعاون، إلى أن عزل إيران انتهى، حتى لو ظلت العقوبات الغربية سارية.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإماراتية إن عودة سفيرها إلى إيران جزء من جهود لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين والمنطقة الأوسع،  في حين أجرى وزيرا خارجية البلدين مكالمة هاتفية، الأسبوع الماضي، ناقشا خلالها تعزيز العلاقات الثنائية ومجالات التعاون لصالح البلدين.

تعزيز الوضع الاقتصادي لإيران

بحسب تقرير معهد واشنطن لدراسة سياسات الشرق الأدني، يشير المسؤولون الإيرانيون إلى أن عملية الانضمام عززت بالفعل الوضع الاقتصادي لبلادهم، على الرغم من أن منظمة شنجهاي للتعاون تفتقر إلى أي آلية رسمية لتعزيز التجارة بين الأعضاء.

وفي يوليو الماضي، صرّح المتحدث باسم إدارة الجمارك، روح الله لطيفي، أن الصادرات الإيرانية غير النفطية إلى دول منظمة شنجهاي للتعاون زادت 20% خلال الربع الثاني من 2022، لتصل إلى 5.5 مليار دولار خلال تلك الفترة، في حين استضافت طهران أيضًا العديد من الفعاليات المخصصة لتحسين العلاقات التجارية لعضوية منظمة شنغهاي للتعاون.

ربما يعجبك أيضا