بعد خسارة بايدن للناخبين العرب.. هل تجذبهم هاريس؟

كان للصراع في غزة وموقف إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تجاهه تأثير كبير على العملية الانتخابية في الولايات المتحدة، وهو ما حاولت الإدارة الأمريكية معالجته قبيل الانتخابات الرئاسية ولكن دون نجاح ملموس.

وأدى النزاع في غزة إلى انقسام واسع داخل الحزب الديمقراطي، خاصة بين العرب والمسلمين الأمريكيين، الذين يلعبون دوراً مهماً في الانتخابات. ورفض بعض هؤلاء الناخبين دعم جو بايدن، بل امتنعوا عن لقاء مسؤولي حملته قبل عدة أشهر بسبب سياسة الإدارة تجاه غزة.

التخلي عن بايدن

حسب صحيفة نيويورك تايمز، صوّت عشرات الآلاف في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في فبراير، تحت شعار “التخلي عن بايدن” بإدراج أسمائهم كـ”غير ملتزم” في عدة ولايات متأرجحة، أبرزها ميشيجان، مما يعكس غضبهم من الوضع في غزة. ومع انسحاب بايدن، قد يتغير الوضع بالنسبة لهؤلاء الناخبين، خصوصاً أن نائبته كامالا هاريس، التي أصبحت مرشحة محتملة، قدمت مواقف مختلفة نسبياً بشأن غزة.

وبعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قالت هاريس للصحافيين إن ما حدث في غزة على مدار الأشهر التسعة الماضية كان مدمرًا، مشيرة إلى صور الأطفال القتلى واليائسين، الذين يبحثون عن الأمان، قائلة: “لن أصمت”، مضيفة أنها لم تحضر خطاب نتنياهو أمام الكونجرس، لكنها انتقدت المحتجين الذين أحرقوا العلم الأمريكي ورسموا شعارات معادية لإسرائيل على تماثيل قرب الكابيتول.

كارثة إنسانية

بعد اجتماعها مع نتنياهو، أشارت هاريس أيضًا إلى أنها التقت بعائلات الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس منذ الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، وأكدت دعمها لهم بقولها: “أنا أقف معهم”.

في مارس، دعت هاريس إلى وقف إطلاق النار الفوري في غزة، مشيرة إلى الوضع هناك باعتباره “كارثة إنسانية”. وفي مقابلة لاحقة من نفس الشهر، انتقدت هاريس الغزو الإسرائيلي لمدينة رفح، التي فر منها أكثر من مليون شخص، قائلة: “ليس هناك مكان يذهب إليه هؤلاء الأشخاص”.

سد الفجوات

استجابةً لمواقف هاريس، أيد مئات من قادة السياسة الخارجية الديمقراطيين السابقين، بمن فيهم العرب والمسلمون، دعم هاريس في سعيها للبيت الأبيض، رغم خبرتها المحدودة في الدبلوماسية. وحسب التقرير كانت هاريس متوافقة إلى حد كبير مع بايدن في دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، لكنها استخدمت نبرة أكثر حدة عند التحدث عن معاناة سكان غزة.

ومن جهته، دعا الرئيس بايدن خلال لقائه مع نتنياهو في واشنطن إلى التوصل سريعاً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن أكد ضرورة سد الفجوات المتبقية في الاتفاق وإتمامه في أقرب وقت، وإعادة الأسرى إلى ديارهم، وتحقيق نهاية دائمة للحرب في غزة.

وفي انتخابات ميشيجان التمهيدية، التي تضم أكبر تجمع للأمريكيين العرب في الولايات المتحدة، جذب التصويت الاحتجاجي بـ”غير ملتزم” أكثر من 100 ألف صوت، أي نحو 13.4% من الأصوات، وفقاً لبيانات من صحيفة “نيويورك تايمز” هذا التطور لفت انتباه حملة بايدن، خاصة أن ميشيجان كانت ولاية متأرجحة فاز فيها بايدن في عام 2020، بعد أن صوت أغلب ناخبيها لترامب في عام 2016.