بعد خطاب نصرالله.. لماذا لن يدخل حزب الله الحرب؟  

تحليل: حزب الله لن ينخرط في حرب شاملة مع إسرائيل

محمد النحاس

لدى حزب الله حسابات معقدة تتعلق بالوضع الداخلي في لبنان، وأخرى تتعلق بالأبعاد الإقليمية والدولية


على الرغم من شنه هجمات ضد إسرائيل، منذ 8 أكتوبر 2023، يبدو أن حزب الله في لبنان لا ينوي توسيع نطاق الحرب.   

وبعد أيام من الانتظار، جاءت كلمات الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، لتوضح أنه لا ينتوي الانخراط في حرب شاملة مع إسرائيل، في حين بدا أن حديثه عن عدم معرفة الحزب بنية الفصائل الفلسطينية شن هجومات 7 أكتوبر، تسويغًا مبطنًا.

مخاوف من اشتعال جبهة الشمال

على مدار الشهر الماضي، تصاعدت التوترات في الجبهة الشمالية لإسرائيل والجنوبية للبنان، بعد عملية طوفان الأقصى، حين استهدف حزب الله مواقع تموضع إسرائيلي، وشن ضربات شبه يومية. وتجاوز عدد قتلاه من جراء تلك المناوشات، 50 قتيلًا. 

حزب الله

لدى حزب الله حسابات داخلية وخارجية معقدة

ورغم كل ذلك، فإن التوترات الحدودية تظل عند مستوى منضبط، ووفق قواعد الاشتباك، يدرك الطرفان تبعات الانخراط في حرب شاملة، فإسرائيل التي تسعى لتفكيك فصائل غزة، لا ترغب في فتح جبهة الشمال، مع ذلك ظلت المخاوف من اشتعال هذه الجبهة. 

سوء فهم لنهج الحزب 

في حديثه لشبكة رؤية الإخبارية، حذر الباحث السياسي، أحمد طارق، من مخاطر تحول الصراع إلى حرب شاملة، وما لذلك من تداعيات وصفها بالـ”كارثية” على لبنان المأزوم سياسيًّا واقتصاديًّا، موضحًا أن انخراط الحزب يعني جر لبنان إلى الحرب، دونًا عن احتمالية التدخل الأمريكي، مع حشد واشنطن قواتها بالمنطقة.  

وحذر مسؤولون أمريكيون حزب الله من فتح جبهة الشمال، تعقيبًا على ذلك، قال تحليل نشرته مجلة ريسبنسبول ستيتكرافت الأمريكية، إن هذه المخاوف تعكس سوء فهم لنهج حزب الله في التعامل مع الصراع الحالي. ورأى أن الهجمات، التي يشنها الحزب لا تعدو كونها “عملًا ضروريًّا” لضمان بقائه، ولاكتساب خطابه المناهض لإسرائيل شرعية.

التوقيت المثالي للتدخل

حسب تحليل ريسبنسبول ستيتكرافت، قال مصدر تحدث شريطة عدم كشف هويته، “إذا أراد حزب الله التدخل، لفعل ذلك مباشرة بعد هجمات 7 أكتوبر، لأن إسرائيل كانت لا تزال في حالة ضعف وتخبط”.

وأردف: “جميع الأطراف حريصة على تجنب حرب شاملة”، مشددًا على أن هذا الموقف ينطبق بنحو كبير على حزب الله، لأن “الحرب الشاملة في هذا التوقيت ستكون مكلفة، في حين تحشد إسرائيل قواتها في الشمال، وأرسلت الولايات المتحدة حاملات طائرات إلى المنطقة”.

حزب الله وقدرات هائلة

رأى الباحث بنيامين أليسون من جامعة تكساس أن ترسانة حزب الله “الهائلة” من الذخائر الموجهة بدقة، والصواريخ والطائرات المسيرة”، يمكن أن تشكل خطرًا جسيمًا على البنية التحتية لإسرائيل، ويمكن أن تحفزها لشن حرب استباقية. 

إسرائيل تخشى حزب الله وحماس

لدى حزب الله إمكانات لا يمكن الاستهانة بها

وحسب ما كتبه بنيامين أليسون، على المدونة الأمريكية Lawfare المعنية بشؤون الأمن القومي، فعلى عكس ما تمتلكه حماس، فإن “الأسلحة الذكية” المتنوعة التي يمتلكها حزب الله تشكل “خطراً جسيماً على البنية التحتية لإسرائيل، ويمكن أن تغري إسرائيل بشن حرب استباقية”.

متى يدخل الحزب الحرب؟ 

ترى المحللة، دانيا قليلات الخطيب، إن من المرجح أن يدخل حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل إذا نجحت إسرائيل في القضاء على حماس، مردفةً: “إذا تم القضاء على حماس، فإنهم سيكونون التالي”.

ووصفت في حديثها لـ “فويس أوف أمريكا” ما يفعله الحزب في الوقت الحالي بـ “إبقاء الجيش الإسرائيلي مشغولاً في الشمال”، ويرى رامي خوري من الجامعة الأمريكية في بيروت أن حزب الله سيواصل إزعاج الإسرائيليين.

وأضاف خوري “إنهم يختبرون طوال الوقت الرد الإسرائيلي، والمشاعر الإسرائيلية، ومدى ديناميكية القوات وما إذا خائفون”، مسددًا على أن الحزب يسعى إلى “خلق الرعب النفسي والخوف بين الإسرائيليين بدلاً من مهاجمتهم بآلاف الصواريخ، وهو ما قد يحدث إذا دخلوا في حرب”، مع ذلك، استبعد أن ينخرط الحزب في المعركة.

ربما يعجبك أيضا