بعد خطط موسكو لشراء الصواريخ.. هل تحالف روسيا وإيران يقلق واشنطن؟

خطط روسية لتلقي الصواريخ الباليستية من إيران؟

شروق صبري
صواريخ إيرانية

روسيا تمضي قدماً في خططها لشراء الصواريخ الباليستية الإيرانية وبدأت في الأسابيع الأخيرة أيضًا في تلقي صواريخ باليستية من كوريا الشمالية، فهل هذه الخطوات تقلق واشنطن؟


قال مسؤولون أمريكيون إن روسيا تخطط لشراء صواريخ باليستية قصيرة المدى من إيران، وهي خطوة من شأنها أن تعزز قدرة موسكو على استهداف البنية التحتية لأوكرانيا في لحظة حرجة من الصراع.

وأثارت خطط موسكو قلقًا عميقًا داخل إدارة بايدن، وتأتي مع تراجع الدعم في الكونجرس لاستمرار المساعدة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، ولم يقم المشرعون بعد بتمرير مشروع قانون من شأنه توفير تمويل إضافي لأوكرانيا.

المفاوضات الروسية

نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية اليوم 4 يناير 2024، عن أحد المسؤولين الأمريكيين قوله: “تشعر الولايات المتحدة بالقلق من المفاوضات الروسية للحصول على صواريخ باليستية إيرانية تتقدم بنشاط، فمن المُحتمل أن يتم تسليم الصواريخ الإيرانية في ربيع هذا العام إذا استمرت عملية الشراء، لكن المسؤولين الأمريكيين لا يعتقدون أن الصفقة قد اكتملت.

من ناحية أخرى، قال المسؤولون إن روسيا بدأت بالفعل في استلام منصات إطلاق الصواريخ الباليستية وعشرات الصواريخ الباليستية من كوريا الشمالية، وأشاروا إلى أن رغبة موسكو في الحصول على صواريخ إيرانية كانت واضحة في منتصف ديسمبر، عندما زار وفد روسي منطقة تدريب إيرانية لمراقبة الصواريخ الباليستية والمعدات ذات الصلة التي عرضتها القوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك صاروخ أبابيل قصير المدى.

روسيا وكوريا الشمالية

روسيا وكوريا الشمالية

العلاقات الروسية الإيرانية

تلك الزيارة، التي لم يتم الكشف عنها سابقًا، وتمثل خطوة أخرى نحو الحصول على الصواريخ الإيرانية، جاءت في أعقاب رحلة قام بها وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في سبتمبر 2023 إلى مقر القوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني في طهران.

وقال مسؤولون أمريكيون إن شويجو شاهد خلال تلك الزيارة عرضًا لأنظمة صواريخ أبابيل وأنظمة صاروخية أخرى. كما التقى باللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، وتباهى بأن العلاقات الروسية الإيرانية وصلت إلى مستوى جديد.

روسيا تلجأ لكوريا الشمالية

في ظل حرب استنزاف طاحنة ومواجهة عقوبات دولية، لجأت روسيا أيضًا إلى كوريا الشمالية لتكملة جهودها لإنتاج الأسلحة في الداخل.

وعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قمة في ميناء فضائي بأقصى شرق روسيا في سبتمبر وتعهدا بتعزيز التعاون في القضايا الاقتصادية والأمنية.

وفقًا لعدد من المسؤولين المطلعين على الصفقة فإنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، بدأت كوريا الشمالية في شحن مجموعة من الأسلحة إلى روسيا، بما في ذلك، لأول مرة، صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى شرق روسيا، وقال المسؤولون إن الأسلحة تشمل مخزونات المدفعية التي تم الإبلاغ عنها مسبقًا.

روسيا وإيران

روسيا وإيران

التغلب على دفاعات أوكرانيا

قال محللون عسكريون إن حصول موسكو على الصواريخ الإيرانية والكورية الشمالية يمكن أن يوفر دفعة مهمة لروسيا في الوقت الذي تكثف فيه هجماتها وتحاول التغلب على الدفاعات المضادة للصواريخ في أوكرانيا.

وقال فريدريك كاجان، مدير مشروع التهديدات الحرجة في معهد أمريكان إنتربرايز، وهو مركز أبحاث في واشنطن: “إن الضربات التي نفذتها روسيا في الأيام الأخيرة تظهر أهمية وجود إمدادات كبيرة من الصواريخ الباليستية بالنسبة للروس”.

مهاجمة أوكرانيا

تبحث روسيا عن سبل للتغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية من خلال زيادة عدد الصواريخ التي تطلقها، وتعديل أنواع الأسلحة التي تستخدمها، بحسب كاجان. وأضاف: “إن امتلاك ما يكفي من الصواريخ الباليستية في ترسانتهم هو جزء مهم للغاية من ذلك”، وقد حصلت روسيا بالفعل على عدد كبير من الطائرات بدون طيار من إيران لمهاجمة أوكرانيا.

وقال مسؤولون أمريكيون إن موسكو وطهران تبنيان مصنعًا جديدًا في روسيا يمكنه إنتاج آلاف الطائرات بدون طيار للصراع، ويمثل تواصل روسيا مع إيران وكوريا الشمالية تحولًا عن موقفها في السنوات الماضية عندما تعاونت مع الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى في محاولة الحد من قدرات البلدين.

مخاوف أمريكية

تخشى الولايات المتحدة من أن تعاون روسيا المتنامي مع طهران لن يساعد جهود موسكو الحربية في أوكرانيا، بل سيعزز أيضًا القدرات العسكرية الإيرانية في الشرق الأوسط وربما يوفر إيرادات لدعم اقتصادها الذي تضرر بسبب العقوبات الغربية. وفي نوفمبر، قال مسؤولون أمريكيون إن روسيا تساعد طهران على تطوير قدراتها في جمع الأقمار الصناعية، كما تعرض “تعاونًا دفاعيًا غير مسبوق” في مجال الصواريخ والإلكترونيات العسكرية والدفاع الجوي.

ويحظر قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تم تبنيه بعد وقت قصير من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، على طهران تصدير أو استيراد بعض أنواع الصواريخ والطائرات بدون طيار، وكذلك التكنولوجيا العسكرية التي يمكن استخدامها لإنتاج وتشغيل الصواريخ، دون موافقة المجلس، لكن هذا القيد انتهى رسميًا في أكتوبر 2023، مما أثار مخاوف بعض المسؤولين الغربيين من أن طهران قد تسعى الآن إلى التحول إلى المبيعات العسكرية لروسيا ودول أخرى.

ومع انتهاء الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات تهدف إلى تثبيط تجارة الصواريخ الإيرانية وأصدرت بيانًا مع 47 دولة أخرى تعهدت فيه بمنع بيع إيران للصواريخ الباليستية والتكنولوجيا ذات الصلة، لكن وزارة الخارجية الروسية قالت إن القيود التي فرضتها الأمم المتحدة على شراء تكنولوجيا الصواريخ من إيران أو توفيرها لطهران لم تعد بحاجة إلى الالتزام بها.

تقويض المصالح الأمريكية

قبل غزوها واسع النطاق لأوكرانيا، كانت روسيا شريكًا أكثر تعاونًا مع واشنطن. وانضمت إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية والصين في التفاوض على الاتفاق النووي لعام 2015 مع طهران. كما دعمت العقوبات الصارمة التي فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على كوريا الشمالية حتى عام 2017 ردا على أنشطة بيونج يانج النووية والصاروخية.

وفي تعليقه على حقبة التعاون السابقة، قال روبرت إينهورن، وهو مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية: “كانت روسيا تدعم بشكل أساسي إقناع كوريا الشمالية بقبول جميع أنواع القيود”، لكن تصرفات موسكو الأخيرة تعكس تحولًا في توجهها الاستراتيجي، لكن باتت سياستها الخارجية تعتمد إلى حد كبير على تقويض المصالح الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا