بعد شهر ونص من وقف إطلاق النار.. نبرة التصعيد ما زالت مشتعلة بين إسرائيل وغزة

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

الحرب التي استمرت 11 يوما بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية توقفت، لكن الاحتكاك ما زال قائما، فالشبان في غزة يطلقون البالونات الحارقة باتجاه المزارع التي تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي والتي تكبدت الخسائر كبيرة.

الطريقة بدائية لكن الرد الإسرائيلي جاء قوي، حيث قامت طائرات قوات الاحتلال الحربية بقصف عدة مواقع للفصائل الفلسطينية لعدة ليال بقطاع غزة.

الاحتلال يرد على البالونات الحارقة

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان: “أغارت طائرات حربية الليلة على مواقع لإنتاج وسائل قتالية لمنظمة حماس، حيث استخدمت المواقع المستهدفة من قبل حماس لتطوير الأسلحة”.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن الغارات استهدفت “موقع بدر” بمنطقة نتساريم جنوب مدينة غزة. كما أشارت إلى أن “طائرات استطلاع حربية إسرائيلية قصفت هدفاً شمال قطاع غزة بصاروخ واحد”.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن طائرات حربية إسرائيلية “استهدفت بصاروخين على الأقل موقعا جنوب المدينة، ما أدى إلى أضرار مادية بداخله دون أن يبلغ عن وقوع إصابات”.

الاحتلال يهدد قطاع غزة

ولم يتم التوصل، بعد شهر ونصف من وقف إطلاق النار الذي تسبب بمقتل أكثر من 250 فلسطينيا وإصابة العشرات، فضلا عن تدمير كبير في المباني السكنية، إلى أي اتفاق يتيح إعادة الإعمار وتبادل الأسرى، فأهالي القطاع يبحثون عن غد أفضل بعد حرب قاسية.

الحكومة الإسرائيلية هددت باستمرار بل وتصعيد القصف الجوي ردا على البالونات، حيث زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بنيت أن إسرائيل لا تريد المساس بسكان قطاع غزة، ولكنها سترد على أي عنف بشكل قوي.

ستقابل برد قوي

وعقّب على الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، رداً على انطلاق بالونات حارقة من غزة بالقول: «الأمور قد تغيرت».

وزعم بنيت، الذي تسلمت حكومته مهامها الشهر الماضي: أن الاحتلال الإسرائيلي يريد الهدوء ولا يريد المساس بسكان قطاع غزة، ولكن العنف والبالونات والمسيرات والإزعاجات ستقابل برد قوي.

إسرائيل أوقفت إدخال الأموال القطرية عبر الحقائب، وتسعى حسب الوسطاء أن يتم ذلك عبر الأمم المتحدة وليس ضمن الترتيبات السابقة، أما إدخال البضائع فليس بالأمر اليسير.

وساطة القاهرة

الوفود لا تتوقف عن زيارة القاهرة للتوصل لصيغة يضمن وقف مستدام لإطلاق النارـ فشبح الحرب الجديدة يلوح في الأفق طالما لم يتم التوصل لصيغة توافقية ترضي الأطراف كافة.

وتوسطت مصر بين إسرائيل وحركة حماس من أجل وقف إطلاق النار، الذي اندلعت على خلفية التضامن مع أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، بسبب تهديد إسرائيلي بهدم منازل في الحي.

انتهت الحرب على غزة ولكن لم يتغير الكثير، فالمجتمع الإسرائيلي مازال يخشى من عودة الصواريخ التي كانت تضرب العمق الإسرائيلي، وفي قطاع غزة، ما زال الوضع الاقتصادي سيئاً، أما الأطراف الدولية فتناور وتفاوض لعلها تأتي بصفقة جديدة.

البالونات تلهب إسرائيل

وتسبّبت البالونات الحارقة من غزة في اندلاع حرائق في مستوطنة باري الإسرائيلية، التابعة للمجلس الإقليمي أشكول، نتيجة لإطلاق بالون حارق من قطاع غزة، يومي السبت والجمعة، ووفق إعلام عبري، وخدمة الإطفاء الإسرائيلية.

وقال بيان لجهاز الإطفاء الإسرائيلي الجمعة، إنه “أخمد حريقاً في منطقة أشكول” قرب الحدود مع قطاع غزة، مضيفاً أن أحد خبراء الحرائق أفاد بأن الحريق “ناجم عن بالون حارق”.

بالونات سهلة الصنع

وأطلقت البالونات الحارقة للمرة الأولى في 2018 خلال المظاهرات والاشتباكات التي وقعت في غزة على الحاجز الحدودي الفاصل مع إسرائيل أطلق عليه اسم “مسيرات العودة”. وتطايرت هذه البالونات في سماء زرقاء مدفوعة برياح المتوسط العاتية.

وهي بالونات سهلة الصنع لكنها تتسبب في اندلاع حرائق هائلة في المكان الذي تسقط فيه. لكن وسائل إعلام محلية أكدت بأنها لم تتسبب لغاية اليوم في وفاة أي شخص رغم احتوائها على مواد متفجرة.

وحول استخدام هذه البالونات الحارقة، قال نفتالي بنيت في 2018 عندما كان وزيرا للتربية” إذا أرسل شخصا ما بالونا حارقا من غزة، فيجب أن نطلق عليه الرصاص ونقتله”، مضيفا “من الناحية التكتيكية، يجب أن نطلق الرصاص على كل الذين يرسلون هذه البالونات من قطاع غزة”.

ربما يعجبك أيضا