إقليم ترانسنيستريا الانفصالي يطلب حماية روسيا.. هل يتكرر سيناريو أوكرانيا؟

ما الذي تعرفه عن منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية.. وما علاقتها بروسيا؟

محمد النحاس

الإقليم الانفصالي، محكومة من قبل حكومة الأمر الواقع الموالية لروسيا والتي أعلنت نفسها مستقلة بعد استفتاء في سبتمبر 2006، ولم تعترف مولدوفا وجزء كبير من المجتمع الدولي بالتصويت. ويعتمد الإقليم على الإعانات المالية المقدمة من روسيا، التي تحتفظ بوجود عسكري ومهمة لـ"حفظ السلام" في الإقليم. 


منطقة انفصالية صغيرة، قد تكون نقطة اشتعال جديدة بين روسيا والغرب، فما الذي تعرفه عن إقليم ترانسدنيستريا ولماذا طلب مساعدة روسيا؟

أعلنت روسيا، الأربعاء 28 فبراير 2024، أن حماية سكان ترانسدنيستريا يمثل أولوية في ردٍ سريع على طلب مسؤولي الإقليم الانفصالي المساعدة من موسكو أمام ضغوط حكومة مولدوفا المتزايدة، ما أثار مخاوف من أن يكون الإقليم الانفصالي “نقطة اشتعال” جديدة بين روسيا والغرب.

ما سبب طلب المساعدة من روسيا؟

يأتي طلب حسب مسؤولو الإقليم الانفصالي “لمواجهة الضغوط المتزادية التي تمارسها مولدوفا”، في ذات الصدد، قالت الخارجية الروسية إن “حماية مصالح سكان ترانسدنيستريا، أبناء وطننا، هي إحدى أولوياتنا”، بحسب إعلام روسي رسمي.

وأعلنت الخارجية الروسية من جانبها، أن الجهات المختصة تنظر في جميع الطلبات المُقدمة من ترانسدنيستريا بعناية، وأصدر كونجرس ترانسنيستريا المحلي قرارًا، الأربعاء، بالموافقة على نداء موجه إلى مجلس الاتحاد الروسي ومجلس الدوما (المجلسان الأعلى والسفلي في البرلمان)، “مع طلب تنفيذ تدابير لحماية ترانسنيستريا وسط ضغوط متزايدة من مولدوفا”، حسب نص قرار أوردته وكالة الأنباء الروسية (تاس).

ماذا نعرف عن الإقليم؟

ترانسنيستريا هو إقليم انفصل عن مولدوفا في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي، وبعد حرب قصيرة عام 1992، ويعتبر أرضًا مغلقة، حيث تحده من الشرق أوكرانيا ومن الغرب مولدوفا، وتعداد سكانه الإقليم الذي يمتد على طول نهر دنيستر ويبلغ 465 ألف نسمة.

وحسب “بي بي سي”، فالإقليم الانفصالي محكوم من قبل حكومة الأمر الواقع الموالية لروسيا والتي أعلنت نفسها مستقلة بعد استفتاء في سبتمبر 2006، ولم تعترف مولدوفا وجزء كبير من المجتمع الدولي بالتصويت، ويعتمد الإقليم على الإعانات المالية المقدمة من روسيا، التي تحتفظ بوجود عسكري ومهمة لـ”حفظ السلام” في الإقليم.

وفق موقع “أوريجينز” فإن الإقليم يبلغ طوله 204 كيلومترات، كما كان لفترة طويلة منطقة متعددة الأعراق يسكنها المولدوفيون والروس والأوكرانيون، وبحلول أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، تم ضم المنطقة إلى الإمبراطورية الروسية من قبل الجنرال الشهير ألكسندر سوفوروف.

كيف سوّغ كونجرس الإقليم القرار؟

بالعودة للقرار الكونجرس في الإقليم الانفصالي، جاء فيه: “ستقاتل ترانسنيستريا باستمرار من أجل هويتها وحقوق ومصالح شعب ترانسنيستريا ولن تتخلى عن حمايتهم، رغم أي ابتزاز أو ضغوط خارجية”.

ويطلب مسؤولو ترانسنيستريا المساعدة من روسيا “نظرًا لوجود أكثر من 220 ألف مواطن روسي يقيمون في الجمهورية الانفصالية غير المعترف بها، ولأن قوات حفظ السلام الروسية في منطقة دنيستر كانت ناجحة.

وأيضًا لأن روسيا عملت كوسيط في المحادثات بين كيشيناو (عاصمة مولدوفا) وتيراسبول (عاصمة المنطقة الانفصالية)”، وفقًا للقرار، وفي الوقت الحالي، يعتقد أن نحو 1500 جندي روسي يتواجدون على أراضي المنطقة.

توقيت حرج

ويدعو القرار أيضًا الأمين العام للأمم المتحدة ورابطة الدول المستقلة والبرلمان الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمنظمات الأخرى إلى منع أي تصعيد إضافي بين العاصمتين، وفقًا لتاس.

تعتبر جلسة الأربعاء لمؤتمر ترانسنيستريا نادرة للغاية، وتأتي في وقت تتزايد فيه التوترات في المنطقة، حيث تخشى الدول الأوروبية من الخطوة التالية لروسيا، وفقًا لتقرير “بي بي سي”، فهذا السيناريو يعيد للأذهان ما حدث خلال الحرب الروسية الأوكرانية، فقبل ضم روسيا لأراضي أوكرانية، طلبت تلك المناطق علاقات أوثق مع روسيا.

من جانبه، استبعد خبير الشأن الأوروبي، أحمد عبد الحميد، في حديث لشبكة رؤية الإخبارية، أن يصل الأمر إلى غزو روسي للإقليم، مشيراً إلى أن “الصعوبات التي تلاقيها روسيا في الميدان (أوكرانيا) لا تشجعها على فتح جبهة جديدة مع الغرب”.

ومنذ أبريل عام 2022، وقعت 8 هجمات عبر الضفة اليسرى لنهر دنيستر، ما أجج المخاوف بشأن احتمالية توسع الحرب الروسية الأوكرانية إلى مولدوفا، وفي ديسمبر 2023، قرّر الاتحاد الأوروبي إطلاق مفاوضات مع أوكرانيا ومولدوفا لضمهما إلى التكتل، وخلال وقت سابق من الأسبوع الماضي، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا تستعد “لاستفزاز مُسلح” ضد ترانسدنيستريا.

ربما يعجبك أيضا