بعد غضب طهران.. إيران وروسيا على ممر شمال-جنوب

زيارة بوتين إلى أذربيجان تثير غضب إيران وتزيد تعقيد العلاقات

يوسف بنده

تصر إيران على وصول تجارة روسيا إلى أراضيها أولًا عبر أذربيجان، ثم الوصول بعد ذلك إلى تركيا وأوروبا، وهو ما يدفعها لمعارضة فتح ممر زنكزور.


توترت العلاقة بين إيران وروسيا على خلفية زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى أذربيجان، الاثنين 19 أغسطس 2024، وتصريحاته عن فتح ممر زنكزور الذي يهدد الحدود الإيرانية مع أرمينيا.

وقال خبراء إن خطط روسيا في منطقة جنوب القوقاز، تأتي بعد الضغط على أرمينيا وإيران، خاصة أن لدى موسكو مخاوف من تقارب طهران من الغرب في ظل حكومة الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان.

ممر-شمال-جنوب-للنقل-الدولي

ممر شمال جنوب

في خطوة لتثبيت المشاريع الاستراتيجية بين روسيا وإيران، قام مساعد الرئيس الروسي للشئون الاقتصادية، إيغور ليفيتين، بزيارة إلى طهران أمس الاثنين 16 سبتمبر.

وحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ارنا)، التقى وزير الاقتصاد الإيراني، عبد الناصر همتي بالمبعوث الروسي. وتشاورا الطرفان حول توسيع الاستثمارات الروسية في إيران، خاصة في مشاريع النفط والخدمات اللوجستية والبنية التحتية للنقل.

وأكد المبعوث الروسي على استكمال ممر شمال-جنوب، الذي يربط مياه الخليج والمحيط الهندي بشمال إيران وبحر قزوين وجنوب القوقاز. مشيرًا إلى أوامر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لتخصيص بنك روسيا “VTB” الأموال لتمويل مشرع خط سكك حديد رشت – أستارا، الذي يربط حركة التجارة بموانئ بحر قزوين مع موانئ مياه الخليج.

وتستفيد روسيا من ذلك الممر في إيصالها تجارتها نحو الجنوب، تجاه دول الخليج والهند، في ظل العقوبات الغربية المفروضة على صادراتها.

الممر الأوسط 1

بعيدًا عن البحر الأسود

دخلت روسيا على خط تركيا وأذربيجان بخصوص فتح ممر زنكزور الذي يربط أذربيجان بتركيا وصولًا إلى أوروبا. وهو ما يساعد روسيا التي لديها حدود مشتركة مع أذربيجان على الوصول إلى أوروبا بشكل مباشر بدلًا من الوصول عبر البحر الأسود، أو عبر أذربيجان ثم جورجيا، في ظل حرب أوكرانيا وخلافاتها مع الغرب.

لكن تصر إيران على وصول تجارة روسيا إلى أراضيها أولًا عبر أذربيجان، ثم الوصول بعد ذلك إلى تركيا وأوروبا، وهو ما يدفعها لمعارضة فتح ممر زنكزور.

ممر زنكزور يهدد الاستقرار بجنوب القوقاز

تأكيد على الشرق

رغم خطط الحكومة الإصلاحية في إيران على التوازن بين الشرق والغرب، لكن الرئيس مسعود بزشكيان، ركز في مؤتمره الصحفي الأول، أمس الاثنين 16 سبتمبر، ركز على مخاطبة روسيا والصين. فقال: “روسيا جارتنا والخطوات التي اتخذها الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، سنجعلها أكثر فعالية”.

مضيفًا: إن “روسيا شريك استراتيجي وجار لإيران، وحكومتي ملتزمة بتوسيع وتعزيز التعاون بيننا. نتمنى السلام لشعبي روسيا وأوكرانيا، وستكون حكومتي على استعداد لدعم المبادرات الدبلوماسية لتحقيق هذا الهدف”.

وذلك في إشارة إلى عضوية إيران في منظمتي شنغهاي وبريكس وانتظار توقيع الاتفاقية الاستراتيجية مع روسيا. حيث تنظر حكومة بزشكيان إلى تلك المنظمات الاقتصادية كوسيلة لمواجهة العقوبات الغربية، وكذلك في إطار خطط تفعيل التجارة بين الشرق والغرب، وكذلك الشمال والجنوب، حيث تطمح إيران أن تدخل أراضيها ضمن خريطة حركة التجارة الدولية.

ربما يعجبك أيضا