بعد قاضية توتنهام.. هل أصبح الـ«سبيشل وان» أول ضحايا الانشقاق الأوروبي؟

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

في الوقت الذي انشغل فيه الوسط الرياضي العالمي بخبر الإعلان عن بطولة دوري السوبر الأوروبي الجديدة، فجر نادي توتنهام هوتسبير مفاجأة من العيار الثقيل هو الآخر، إذ أعلن عن إقالة المدير الفني للفريق جوزيه مورينيو من منصبه، دون ذكر أسباب واضحة، مما أثار علامات استفهام وجدل كبير حول توقيت الإقالة.

الإقالة التي ضربت الـ”سبيشال وان” في مقتل، قد أثارت العديد من التكهنات كونها جاءت صبيحة الإعلان عن مسابقة الـ”سوبر ليج”، وقبل أيام قليلة من نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية للمحترفين “كاراباو”، مما جعل البعض يربط أسبابها بنتائج توتنهام في الموسم الحالي، بينما ربطها آخرون بما حدث مؤخرًا بين أندية القارة العجوز والاتحادان الدولي والأوروبي للعبة، ليبقى السؤال هل أصبح مورينيو أول ضحايا ذلك الانشقاق الأوروبي؟

إعلان فـ«إقالة»

لم تمر ساعات قليلة على إعلان 12 ناديًا أوروبيًا لتطبيق فكرة متعلقة، بإقامة بطولة منفصلة عن دوري أبطال أوروبا، تقتصر على أباطرة دوريات كرة القدم الكبرى في القارة العجوز، تحت مسمى دوري السوبر الأوروبي “سوبر ليج”، إلا وقد اتبعها خبر عاجل يفيد بإقالة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو من منصبه في توتنهام بعد 17 شهرًا فقط من تكليفه، ليتصدر الـ”سبيشال وان” المشهد من جديد.

وفي التفاصيل، فاجأ الفريق الإنجليزي الجميع بالإعلان رسميًا عن إقالة مورينيو، وإعفاءه وجميع أفراد طاقمه الفني من تدريب الفريق، على الرغم من تبقي عدة أيام على نهائي الكأس ضد مانشستر سيتي.

ونشر حساب توتنهام الرسمي على موقع التدوينات القصيرة “توتير” تغريدة جاء فيها: “إعفاء جوزيه مورينيو وطاقمه الفني جواو ساكرامنتو ونونو سانتوس وكارلوس لالين وجيوفاني سيرا من مهامهم”.

وأوضح السبيرز في بيانه، تولي ريان ماسون، مهمة تدريب الفريق بشكل مؤقت، لحين التعاقد مع مدير فني جديد.

ووجه رئيس النادي، دانييل ليفي، الشكر للمدرب البرتغالي، على مهنيته وبقائه مع الفريق في الظروف الصعبة الخاصة بجائحة كورونا.

وكان المدرب البرتغالي قد تولى منصبه خلفًا لماوريسيو بوكيتينو كمدرب لتوتنهام في نوفمبر 2019، واستطاع أن يقود النادي إلى المركز السادس في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، والآن يحتل النادي الآن المركز السابع، بعد أن حصد نقطتين من مبارياته الثلاث الماضية في الدوري، كما خرج من الدوري الأوروبي في مارس.

ومن المقرر أن يواجه توتنهام مانشستر سيتي في نهائي كأس “كاراباو”، يوم 25 أبريل الجاري.

أسباب وتكهنات

190421 ABD Jose Mourinho 1 trans NvBQzQNjv4BqqVzuuqpFlyLIwiB6NTmJwfSVWeZ vEN7c6bHu2jJnT8

فور الإعلان عن إقالة مورينيو، انقسمت وسائل الصحافة والإعلام على أسباب تلك الإقالة، إذ قالت بعض التقارير أن إدارة نادي “السبيرز” اتخذت قرارها بإقالة المدير الفني البرتغالي، في ظل تراجع نتائج الفريق، بينما تحدث البعض الآخر عن ربط الإقالة مباشرة بقضية دوري السوبر الأوروبي، ولكن مع غياب أي تصريح رسمي يؤكد هذا الربط، وبالعودة إلى مركز توتنهام على لائحة الدوري الإنجليزي الممتاز، والأهداف التي جاء من أجلها الرجل الخاص لا تبدو الإقالة مفاجئة على الإطلاق بل جاءت في توقيتها.

وإذا تحدثنا على الجانب الفني لمورينيو ومشواره مع توتنهام، سنجد أن الفريق قدم مستويات ضعيفة تحت قيادة المدرب البرتغالي هذا الموسم، حيث يحتل السبيرز المركز السابع بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 50 نقطة، بفارق 5 نقاط عن المربع الذهبي، ما يصعب مهمة الفريق في التأهل الموسم المقبل لدوري الأبطال الأوروبي.

ويعتبر توتنهام هو أكثر نادي تعرض فيه مورينيو للخسائر وهو أقل نادي خاض معه المباريات، حيث قاد المدرب المخضرم، بورتو البرتغالي في 127 مباراة خسر منها 15 مواجهة، وقاد تشيلسي”الفترة الأولى” وخسر 21 مباراة، ثم قاد إنتر ميلان في 108 مباريات وخسر 15 منها، وكذلك درب ريال مدريد في 178 مباراة وخسر 22، فيما قاد توتنهام في 86 مباراة وخسر 23 منها.

مورينيو، ورغم أن تم تكليفه بإنهاء صيام توتنهام عن الألقاب الذي دام 11 عامًا، بعد آخر لقب توجوا به عام 2008، إلا أن أفكاره التكتيكية لم يكلل لها النجاح، فقد فشل بالتأهل لدوري الأبطال باحتلاله المركز السادس الموسم الماضي، ولم ينافس على أي بطولة بشكل حقيقي.

وفي الموسم الحالي، وبنسبة كبيرة لن يتأهل لدوري الأبطال مرة أخرى، كما ودّع الفريق بطولة الدوري الأوروبي بطريقة غريبة جدًا، وهي البطولة التي كان من المفترض أن تنقذ موسم السبيرز.

وأخيرًا ترك مورينيو توتنهام بعد أن فاز بنسبة 46.6 % فقط من مباريات الدوري هذا الموسم، ولسوء الحظ كان البرتغالي على بعد أقل من أسبوع لاحتمالية نيل شرف رفع كأس الرابطة إذا ما غلب سيتي فلماذا لم يمنح هذا الشرف؟ تلك السؤال الذي قلب ضفة التكهنات وراء أسباب الاستقالة وربطها بالمسابقة الكروية الجديدة.

لذلك تحدثت وسائل الإعلام بكثرة في هذا السياق، إذ كشفت تقارير صحفية إنجليزية، عن الأسباب الحقيقة لإقالة مورينيو، وقالت إنه يعتبر أول ضحايا دوري السوبر الأوروبي الجديد.

وفي التفاصيل، قالت التقارير أن الإقالة جاءت بعدما رفض “سبشيال وان” قيادة تدريبات الفريق بعد إعلان ناديه المشاركة في دوري السوبر الأوروبي وحدثت مشادة كلامية عنيفة مع الإدارة انتهت بإقالته.

ومن جانبها، أكدت شبكة سكاي سبورتس، أن سبب إقالة مورينيو هو أنه في صباح هذا اليوم رفض أخذ اللاعبين للتدريبات احتجاجًا على مشاركة توتنهام في السوبر ليج الأوروبي.

وأبرزت الشبكة تصريحات رئيس الرياضة الأوروبية الاقتصادية ترافر ازول والتي قال فيها: “تمت إقالة مورينيو بعد رفضه النزول لأرضية ملعب التدريبات مع فريقه بعد مشاركة توتنهام في مقترح دوري السوبر الأوروبي”، فيما أكدت صحيفة “The Athletic” على أن النادي كان منزعجًا من الانتقاد العلني من مورينيو للاعبين ومدركين كيف ستكون ردة فعل الجماهير إذا عادوا للملاعب تجاه مورينيو، كما أكدت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، الأمر ذاته.

في نهاية الأمر، وأيًّا كانت الأسباب، قرار توتنهام الإنجليزي بإعلان رحيل البرتغالي جوزيه مورينيو عن تدريب الفريق أصبح أمرًا واقعًا لينهي معه مسيرة المدرب القصيرة للغاية في شمال لندن، بعد 516 يومًا قاد فيها الفريق في 86 مباراة، وحقق فيها 44 انتصارًا و19 تعادلًا وتعرض لـ23 خسارة.

أرقام سلبية

jose mourinho manchester united gdoionup5gz518dyyxasnpo3y

516 يومًا، رحلة قصيرة للغاية في تدريب أحد الفرق الإنجليزية، انتهت بعدم التوفيق للمدرب البرتغالي، ورغم صغر هذه المدة إلا إنه حقق أكثر من رقم سلبي مع توتنهام، لم يحققها من قبل على مدار مسيرته التدريبية الطويلة.

إذ حقق مورينيو أسوأ نسبة انتصارات في مسيرته مع توتنهام، وذلك بنسبة 51.16%، بينما كان أسوأ رقم له قبلها هو 58.33 % مع مانشستر يونايتد.

ولأول مرة منذ تدريب بورتو البرتغالي في 2002، يفشل مورينيو

وفشل مورينيو لأول مرة منذ تدريب بورتو البرتغالي في 2002، في الفوز مع فريق يقوده بأي لقب، فمن قبل حقق البرتغالي 6 ألقاب مع بورتو و8 مع تشيلسي في ولايتين، و5 مع إنتر ميلان الإيطالي، و3 مع ريال مدريد الإسباني، ومثلها مع مانشستر يونايتد، ولكن مع توتنهام 0 ألقاب.

ولسوء الحظ، كان مورينيو قريبًا من كسر رقم قياسي سلبي لتوتنهام بعدم التتويج بأي لقب منذ 2008، حيث كان ينتظره نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، الأحد المقبل، ضد مانشستر سيتي بملعب ويمبلي، غير أنه فشل في ذلك بعد إقالته من منصبه.

تعويض ضخم

ff819cd886893f8145f8e4f2f33a7aac

على الفور، وبعد إقالة المدرب البرتغالي، كشفت تقارير صحفية بريطانية عن القيمة المالية التي سيحصل عليها مورينيو، إذ أكدت صحيفة “إندبندنت” أن “سبيشال وان” سيحصل على 17 مليون يورو ما يوازي 15 مليون استرليني كشرط جزائي نتيجة رحيله عن صفوف توتنهام خلال الفترة الحالية، بعدما جاء القرار من جانب إدارة النادي.

ويمتد عقد جوزيه مورينيو مع نادي توتنهام لعامين مقبلين، مما يجعل المدرب له حق الحصول على شرط فسخ التعاقد من جانب إدارة النادي اللندني.

وكان مورينيو قد تولى مسؤولية توتنهام براتب سنوي يصل إلى 20 مليون يورو في الموسم، في نوفمبر 2019، وبعقد يمتد حتى 2023.

خلافة مورينيو

أليجري

ربما كان من المتوقع أن يتم الإبقاء على مورينيو على الأقل حتى نهاية الموسم، ولكن مع الابتعاد عن مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا بشكل متزايد، جاءت إقالته بشكل ما منطقية من حيث طموحات النادي.

لذلك يعمل مسؤولي النادي الإنجليزي على قدم وساق، لتعيين خليفة جديد لمورينيو، لإعادة توازن الفريق من جديد، فمن المقرر أن يتولى لاعب الوسط السابق ريان ماسون المسؤولية في الوقت الحالي إلى أن يتم تحديد هوية المدرب الجديد.

وفي هذا الصدد، قال موقع «بيتفير» إن الشاب يوليان ناجلزمان المدير الفني لفريق آر بي لايبزيج الألماني يتصدر، قائمة المديرين الفنيين المرشحين لخلافة مورينيو في تولي القيادة الفنية للفريق.

ويأتي بريندان رودجرز المدير الفني لفريق ليستر سيتي الإنجليزي، في المرتبة الثانية في قائمة المرشحين لخلافة مورينيو.

وأوضح الموقع أن القائمة تضم أيضًا ماسيمليانو أليجري المدير الفني السابق لفريق يوفنتوس الإيطالي، والذي حل ثالثًا في القائمة، أمام الخيار الرابع فيتمثل في ستيفن جيرارد أسطورة ليفربول والمدير الفني لفريق رينجرز الأسكتلندي.

جدير بالذكر أن ناجلزمان قد اقترن اسمه بقوة في العام الماضي لتولي القيادة الفنية في توتنهام خلفا للأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو المدير الفني لفريق باريس سان جيرمان الفرنسي، لكن استقر الرأي في النهاية داخل إدارة السبيرز إلى تعيين مورينيو.

وذكرت تقارير صحفية ألمانية الأسبوع الماضي أن ناجيلزمان، 33 عاما، لديه شرط جزائي في عقده مع آر بي لايبزيج بقيمة 17 مليون جنيه إسترليني، وهي الأنباء التي قد تثير قلق قطب الأعمال دانييل ليفي رئيس نادي توتنهام.

وما بين هذا وذاك، ينبغي على توتنهام -إدارة ولاعبين الآن- التركيز على مباراته الهامة أمام مانشستر سيتي في نهائي كأس “كاراباو” الأحد المقبل، لكي يتمكن من تحقيق أي بطولة هذا الموسم بدلًا من الخروج منه وهو خاوي الوفاض.

ربما يعجبك أيضا