بعد قرار إعادة القوات.. هل تنجح أمريكا في وقف تمدد حركة الشباب الصومالية؟

آية سيد
حركة الشباب الصومالية - أرشيفية

تركز استراتيجية إدارة بايدن في الصومال على محاولة الحد من تهديد حركة الشباب عبر قمع قوتها على تخطيط وتنفيذ العمليات المعقدة.


صدّق الرئيس الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على إرسال مئات القوات إلى الصومال بهدف وقف تمدد حركة الشباب الإرهابية.

وبحسب ما أوردت نيويورك تايمز، في 16 مايو 2022، وافق بايدن أيضًا على طلب البنتاجون بالحصول على تفويض دائم لاستهداف نحو 12 قياديًّا مشتبهًا به من حركة الشباب، وهي جماعة إرهابية صومالية بايعت تنظيم القاعدة في 2012، وتضم من 5 آلاف إلى 10 آلاف عضو.

قرار إعادة القوات الأمريكية

كان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد أمر في 2021 بانسحاب القوات البرية المتمركزة في الصومال، البالغ عددها 700 فرد تقريبًا. لكن قرارات بايدن ستعيد إحياء عملية مكافحة الإرهاب المفتوحة التي ارتقت إلى حرب بطيئة التطور على مدار 3 إدارات أمريكية. ووفق نيويورك تايمز، تُعد هذه الخطوة مناقضة لقراره بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان العام الماضي.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون، إن هذه الخطوة ستمكن من “معركة أكثر فاعلية ضد حركة الشباب”. وذكرت واتسون أن القرار يهدف إلى “تحقيق أقصى قدر من الأمن والفاعلية لقواتنا وتمكينها من توفير الدعم الفعال لشركائنا”. وبينما لم تحدد واتسون عدد تلك القوات، قال شخصان مطلعان على الأمر، إنه لن يزيد على 450.

الاستراتيجية الأمريكية في الصومال

ذكرت نيويورك تايمز أن استراتيجية إدارة بايدن في الصومال هي محاولة الحد من تهديد حركة الشباب عبر قمع قوتها على تخطيط وتنفيذ العمليات المعقدة، مثل الهجوم على قاعدة جوية أمريكية في ماندا باي بكينيا في يناير 2020، الذي أسفر عن مقتل 3 أمريكيين. وبحسب مسؤول في الإدارة الأمريكية، يعمد استهداف الكادر القيادي الصغير إلى “تقليص التهديد إلى مستوى مقبول”.

وأضاف المسؤول أن الاستراتيجية ستركز على عرقلة بعض قيادات حركة الشباب الذين يُعدون خطرًا مباشرًا على الولايات المتحدة ومصالحها وحلفائها. كذلك ستركز على الحفاظ على تواجد مقيد بعناية على الأرض للتمكن من العمل مع الشركاء.

تمدد نفوذ حركة الشباب في الصومال

أخبر قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، الجنرال ستيفن تاونسند، المراسلين في مقر القيادة في شتوتجرت بألمانيا أن حركة الشباب الإرهابية استفادت من الخلل السياسي في الصومال بعد الانسحاب الأمريكي لإعادة تنظيم صفوفها وتحسين قدرتها على الهجوم داخل منطقة القرن الإفريقي واجتياح قواعد العمليات الأمامية للدول الإفريقية.

ووفق ما أوردت مجلة فورين بوليسي، في 26 مايو 2022، نمت قدرة حركة الشباب على تنفيذ هجمات معقدة بسبب الثغرة التي أحدثها انسحاب ترامب. وفي بداية مايو الحالي، اجتاحت الجماعة الإرهابية قاعدة عمليات أمامية للاتحاد الإفريقي في الصومال بالقرب من العاصمة مقديشيو. وأدى الهجوم إلى مقتل ما يُقدّر بـ30 فردًا من قوات حفظ السلام في تبادل لإطلاق النار.

وإضافة إلى هذا، صعّدت الجماعة هجماتها قبل انتخابات هذا الشهر، وشمل هذا تفجيرًا انتحاريًّا بالقرب من مطار العاصمة، وهو ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل وإصابة 7. قال تاونسند: “على مدار الـ16 شهرًا الأخيرة، منذ انسحابنا من الصومال، ازدادت حركة الشباب في الحجم والقوة والجرأة. ورأيناها في الشهور الأخيرة تنفذ هجمات لم تكن تملك القدرة على تنفيذها من قبل”.

كيف تأثرت القوات الصومالية بالانسحاب الأمريكي؟

لفتت فورين بوليسي إلى أن القوات الصومالية تأثرت بغياب التواجد الأمريكي على الأرض، رغم وجود بعثة حفظ سلام تابعة للاتحاد الإفريقي. وقال تاونسند إن نموذج تدريب الجيش الصومالي يحتاج لشركاء على الأرض كي ينجح.

وبحسب أحد الإحصاءات، ارتفعت هجمات الجماعة الإرهابية بنسبة 30% تقريبًا بعد انسحاب ترامب. إلا أنه رغم الارتفاع في هجمات الجماعة، قال تاونسند إن عجز حركة الشباب عن تعطيل انتخابات الصومال في مايو كان “نقطة إيجابية”.

تهديد حركة الشباب للدول الإفريقية والغرب

تستمر حركة الشباب، التي يصفها تاونسند بـ”الذراع الأضخم، والأغنى، والأكثر فتكًا لتنظيم القاعدة”، في تأكيد رغبتها في مهاجمة الأراضي الأمريكية.

لكن البنتاجون لا يعتقد أن الجماعة تمتلك القدرات التي تمكنها من تحقيق طموحاتها. إلا أن الجماعة تمتلك القدرة لمهاجمة القرن الإفريقي، متسببةً في مقتل 150 شخصًا في هجوم على جامعة جاريسا في كينيا في 2015، وتفجير شاحنة مفخخة في مقديشيو في 2017 والذي قتل 600 شخصًا.

وفي بداية مايو، أصدرت الجماعة فيديو يدعو إلى تنفيذ هجمات ذئاب منفردة في الولايات المتحدة والجهاد ضد الأمريكيين والغرب، وفق فورين بوليسي. وقال تاونسند إنه في 2019، كشفت الولايات المتحدة عن مخطط لحركة الشباب التي كانت تدرب طيارين اثنين لأكثر من عامين لتنفيذ هجمات محتملة داخل الولايات المتحدة.

هجمات حركة الشباب في 2022

بحسب تقرير لمشروع مكافحة التطرف، نفذت حركة الشباب الصومالية 11 هجومًا إرهابيًّا منذ بداية العام حتى الآن. ففي 11 مايو 2022، استهدف تفجير انتحاري نقطة تفتيش بالقرب من مطار آدم عدي الدولي، ما تسبب في مقتل 4 أشخاص.

وفي 3 مايو 2022، هاجمت حركة الشباب قاعدة لبعثة الاتحاد الإفريقي في قرية البرف، وسط الصومال. أدى الهجوم إلى مقتل 30 جنديًّا بورونديًّا وإصابة 20 آخرين، واستيلاء المسلحين على القاعدة العسكرية.

وفي 23 مارس 2022، هاجم 4 مسلحين من حركة الشباب مقر قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، بالقرب من مطار آدم عدي الدولي. أدى الهجوم إلى مقتل 6 أشخاص على الأقل. وفي اليوم نفسه، فجّر انتحاري من حركة الشباب عبوة ناسفة في بلد وين، شمال مقديشيو، ما أدى إلى مقتل 48 شخصًا وإصابة 108.

ربما يعجبك أيضا