بعد مجاعة دارفور.. مشاورات مُكثفة لإنجاح مفاوضات جنيف

إسراء عبدالمطلب

حوالي 320 ألف شخص نزحوا إلى الفاشر، عاصمة شمال دارفور، منذ منتصف أبريل، ومع نزوح 150 ألف منهم على الأقل إلى مخيم زمزم في مايو بحثًا عن الضروريات وارتفع عدد سكان المخيم إلى أكثر من نصف مليون شخص في غضون أسابيع.


دعت الولايات المتحدة طرفي النزاع في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، لحضور مفاوضات مُقررة في جنيف السويسرية نهاية الأسبوع الحالي.

وتجري حاليًا مفاوضات مكثفة بين القوى المدنية والعسكرية السودانية، بمشاركة وسطاء إقليميين ودوليين في كل من جدة السعودية وأديس أبابا، بهدف التوصل إلى تسوية لإنهاء الصراع الدائر في السودان.

تفاقم المجاعة

حسب بيان مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، الجمعة 9 أغسطس 2024، فإن ظروف الفيضان والسيول في السودان تعرقل توصيل المساعدات إلى المناطق المتضررة، حيث يواجه العديد من السكان الجوع والمجاعة، ومن بين المناطق المتأثرة يوجد مخيم في شمال دارفور يستقبل النازحين الذين فروا من القتال المستمر، وذكرت المفوضية في بيان لها أن حوالي 11 ألف شخص في السودان، بينهم نازحون، قد تأثروا بالأمطار الغزيرة والسيول.

وأفاد تقرير صدر في يوليو الماضي عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن بعض أجزاء شمال دارفور، بما في ذلك مخيم زمزم، تعاني من “أسوأ أشكال الجوع”، المعروفة بالمرحلة الخامسة في التصنيف، وأشار التقرير إلى أن أوضاع المجاعة في مخيم زمزم تفاقمت بسبب الصراع والوصول الإنساني المحدود.

سيول مدمرة

يقدر أن حوالي 320 ألف شخص نزحوا إلى الفاشر، عاصمة شمال دارفور، منذ منتصف أبريل، ومع نزوح 150 ألف منهم على الأقل إلى مخيم زمزم في مايو بحثًا عن الضروريات وارتفع عدد سكان المخيم إلى أكثر من نصف مليون شخص في غضون أسابيع، وفي إيجاز حول وضع السيول، ذكرت المفوضية أن “الاحتياجات الإنسانية تتصاعد بشكل هائل في المنطقة، حيث لا يزال مئات الآلاف من المدنيين في خطر، وتأكدت المجاعة مؤخرًا في مخيم النزوح”.

وتسببت الأمطار الموسمية الغزيرة في سيول في عدة مناطق بالسودان هذا الأسبوع، مع توقعات بمزيد من العواصف في الأيام المقبلة، وفقًا لوسائل إعلام محلية سودانية، لقي 17 شخصًا حتفهم في مدينة أبو حمد بسبب السيول، رغم أن السلطات لم تعلن بعد عن الحصيلة الرسمية للقتلى والجرحى بجميع أنحاء البلاد.

عملية سياسية شاملة

من جانب آخر، بدأت اجتماعات في أديس أبابا، بين تنسيقية القوى المدنية السودانية “تقدم” وحركتي عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد نور، تحت رعاية الاتحاد الإفريقي والهيئة المعنية بالتنمية في إفريقيا “إيقاد”، وأشار المبعوث الأمريكي، توم بيريلو، عبر حسابه على منصة “إكس” إلى أن اجتماعات جدة تهدف لاختتام أشهر من المشاورات مع أطراف الصراع والشركاء الإقليميين والخبراء الفنيين، استجابة لنداءات السودانيين لإنهاء الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.

وأكدت تنسيقية “تقدم” وحركتي الحلو ونور أن مشاركتها في اجتماعات أديس أبابا تأتي ضمن نهج تشاوري يهدف إلى تمكين السودانيين من قيادة العملية السياسية وإدارتها، وتهدف الاجتماعات إلى الاتفاق على تصميم العملية السياسية، بما في ذلك التوافق على الأطراف المشاركة والقضايا العاجلة مثل إيصال المساعدات الإنسانية، وقف العدائيات، وحماية المدنيين، بالإضافة إلى وضع خطة لمسار الانتقال المدني.

مفاوضات جنيف

أكدت الخارجية السودانية إرسال وفد برئاسة وزير المعادن، محمد بشير أبو نمو، إلى جدة للتشاور مع الحكومة الأمريكية بشأن دعوة حضور المفاوضات في جنيف، وطالبت أحزاب سياسية ومجموعات مدنية، بما في ذلك لجان مقاومة ونقابات مهنية، في مذكرة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإيجاد حلول سلمية لإيقاف الحرب واتخاذ خطوات ضرورية للضغط على أطراف الصراع للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

ودعت المذكرة إلى محاسبة المتسببين في الحرب والداعين لاستمرارها، وأعربت عن أملها في أن تقود مفاوضات جنيف إلى فرصة لتحقيق سلام شامل وتكوين حكومة مدنية، وشددت المذكرة على ضرورة الإيقاف الفوري للعمليات العسكرية، وفتح ممرات آمنة لإجلاء المحاصرين، وتوفير المساعدات الغذائية والدوائية بإشراف المنظمات الأممية.

وتأتي هذه الجهود في ظل تدهور مريع للأوضاع الإنسانية في السودان، حيث أدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، مع مخاوف من مجاعة تحاصر أكثر من 25 مليون شخص. وتفاقمت الأزمة بشكل أكبر بعد الفيضانات المدمرة التي أثرت على 11 ولاية من أصل 18 ولاية في البلاد الأسبوع الماضي.

ربما يعجبك أيضا