بعد مذبحة الروضة..الصوفيون يصرون على تحدي الإرهاب في مصر

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبد الرحمن
يصر الصوفيون في مصر على تحدي الإرهاب الغاشم الذي أودى بحياة أكثر من 300 مصلِ و128 مصابًا في مذبحة مسجد الروضة في إحدى قرى سيناء المعروف عنها اتباع الصوفية، فيما أعلنت الجماعات الصوفية في مصر إصرارها على إقامة احتفالات المولد النبوي الشريف على الرغم من التهديدات التي تلقوها من الإرهابيين.

ويعد الهجوم على مسجد الروضة الأكثر دموية في تاريخ مصر، وسيظل حديث الناس لعقود حيث إنه أودى بحياة 27 طفلًا، فيما أعلن النائب العام المصري عن أن العناصر التكفيرية التي نفذت الحادث يتراوح عددها ما بين 25 إلى 30 إرهابيًا، وأن المسلحين كانوا يستقلون 5 سيارات دفع رباعي، يرفعون أعلام داعش ومكتوب عليها عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، واتخذوا مواقع لهم أمام باب المسجد ونوافذه البالغ عددها 12 نافذة يحملون الأسلحة الآلية، ثم قاموا بإطلاق النار على المصلين بشكل عشوائي وهو ما تسبب في ارتفاع عدد الضحايا.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين ومشايخ في القرية أن قادة “داعش” وجهوا تهديدات وتحذيرات لمشايخ القرية من التعاون مع الأجهزة الأمنية، أو إقامة احتفالاتهم وطقوسهم الصوفية بمناسبة المولد النبوي.  

وأكد عبد الهادي القصبي -رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، في تصريحات لصحيفة “الجارديان” البريطانية، اليوم الثلاثاء- أن الاحتفالات بالمولد النبوي ستقام في كل مساجد مصر، وأبرزها ستكون في مسجد الحسين بالقاهرة، ولا يسعنا إلا إلغاء العروض الصوفية في الشوارع حدادًا على أرواح الشهداء.

وتقول صحيفة “الجارديان” البريطانية: إن هذا التصعيد العنيف من قبل المسلحين الذين طالما استهدفوا الجيش والشرطة ورجال القضاء والأقباط، والآن يستهدفون المسلمين في مصر أيضًا، ويشير الهجوم على مسجد الروضة إلى أن الجماعات الجهادية الإسلامية تريد توسيع قائمة أهدافها في مساجد المسلمين بكافة أنحاء مصر.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها داعش الصوفية الجريرية فقد قام عام 2016 بخطف أحد شيوخها وهو سليمان أبو حراز وقتله، وهو شيخ يبلغ من العمر 98 عاما. وقد نشر تنظيم داعش فيديو لإعدام الشيخ أبو حراز الذي كان ضريرا بدعوى أنه كاهن.

ويكفّر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أتباع الطرق الصوفية ويعتبرهم خارجين عن الملّة. كما أنه يكنّ العداء للقرى والقبائل المتبعة للصوفية في سيناء لأنها تدعم الجيش والشرطة في الحرب على الإرهاب.

وفي بيان له اعتبر الاتحاد العالمي للطرق الصوفية أن الهجوم الأخير هو حلقة من مخطط إرهابي يستهدف الطرق الصوفية في العالم الإسلامي. كما أنه استكمال لتفجير المساجد الصوفية، واستهداف مشايخها في اليمن وليبيا وباكستان والصومال وسوريا والعراق. واشار الاتحاد إلى أن داعش نفّذ الهجوم الغاشم تزامنا مع احتفالات الطرق الصوفية بالمولد النبوي الشريف والذكرى السنوية الأولى لحادث اختطاف وقتل الشيخ سليمان أبو حراز.

وتشير الدراسات إلى أن قرابة 77 طريقة للصوفية منتشرة في مصر، يتبعها ما يزيد عن 15 مليون مصري، لكن أكثرها انتشارا هي الطريقة القادرية، كما يوجد في مصر 6 آلاف ضريح يزوره أتباع الصوفية، من بينها ألف ضريح مشهور، حيث تحتوي القاهرة وحدها على 294 ضريحًا، ومن أشهرها ضريح الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وتتوزع باقي الأضرحة على باقي المحافظات.

ربما يعجبك أيضا