بعد مسبار “الأمل”.. “مزن سات” الإماراتي يعانق السماء

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق القمر الصناعي الإماراتي “مزن سات” من قاعدة “بليسيتسك” الفضائية في روسيا في مهمته العلمية إلى مداره المقرر حول الأرض على متن الصاروخ الروسي “سويوز” مسطراً إنجازاً جديداً للإمارات في قطاع الفضاء.

يضاف “مزن سات” إلى مجموعة متميزة من الأقمار الصناعية التي طورتها وتملكها وتشغلها الإمارات لأغراض متعددة حيث تتواصل جهود دولة الإمارات لتطوير الأقمار الصناعية بمشاركة بارزة من الكوادر الوطنية الشابة، “مزن” هو القمر الصناعي الـ11 الذي تطلقه الإمارات خلال 20 عاماً، بينها 6 أقمار مخصصة للاتصالات عبر شركتي “الثريا” و”الياه سات”، و4 أقمار صناعية أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، متخصصة في التصوير والاستشعار عن بُعد وأيضاً تعليمية.

تطوير “مزن سات”

يقول الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم” نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تغريدة له، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “استعرضت خطة مركز محمد بن راشد للفضاء، خلال العشرة أعوام القادمة… لدينا مهمات جديدة للفضاء، سنعلن عنها قريباً.. وبرامج لتطوير أقمار صناعية تخصصية جديدة.. ومركز محاكاة للفضاء الخارجي، سيتم بناؤه للتدريب.. وبرامج أكاديمية وتعليمية مع الجامعات، لبناء ثقافة علمية وتقنية جديدة..”. وتابع عبر “تويتر”: برامج الفضاء الإماراتية، هي برامج تنموية مستدامة.. ستنعكس على بقية القطاعات.. وستؤهل كوادر تخصصية استثنائية.. وستشارك خبراتها مع دول المنطقة وأبناء المنطقة.. وستبني شراكات معرفية دولية، تعود بالخير والنفع على البشرية، بإذن الله.

 وأضاف: “طموح الإمارات في قطاع الفضاء، يستشرف المستقبل ويخططه ويصنعه… وشبابنا ومهندسونا وروادنا، يفتحون آفاقاً جديدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار في هذا المجال الحيوي لمستقبل عالمنا”.

في فبراير عام 2018، أعلنت وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة إطلاق مشروع تطوير القمر الصناعي “مزن سات” لدراسة الغلاف الجوي للأرض.

وأكدت أن هذا المشروع يأتي في إطار الأهداف الاستراتيجية لوكالة الإمارات للفضاء لترسيخ التقدم المعرفي وتعزيز أنشطة البحث العلمي وعمل على تطويره طلبة من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة.

وأعلنت الوكالة بعد ذلك التعاقد مع شركة “EXOLaunch” وهي إحدى الشركات الرائدة في توفير خدمات إطلاق الأقمار الصناعية المصغرة، وذلك لإطلاق القمر الصناعي بعد أن تم تطويره من قبل طلبة الجامعتين مستفيدين من المرافق والمختبرات العلمية المتطورة في مختبر “الياه سات” التابع لجامعة خليفة.

يتضمن القمر الصناعي المصغر “مزن سات” ثلاثة أجهزة علمية هي المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجهات القصيرة الذي يقوم بدراسة توزيع غازات الانبعاث الحراري في الغلاف الجوي.

إلى جانب كاميرا رقمية “RGB” تعد أداة علمية لتوضيح عملية الاستشعار عن بعد ودعم دقة الإرشاد الخاص بالمقياس الطيفي.

أما الجهاز العلمي الثالث فيتمثل في أنظمة الدعم الفرعية “BUS” التي تتكون من الهيكل الميكانيكي والطاقة والحاسوب الرئيسي للقمر وأنظمة الاتصالات ونظام التوجيه والتحكم.

وأنجز فريق عمل “مزن سات” الاختبارات والفحوصات النهائية بنجاح حول جاهزيته للانطلاق في مهمته العلمية إلى مداره المقرر حول الأرض، وتم الانتهاء من الفحوصات البيئة من خلال إدخال القمر الصناعي ضمن بيئة تحاكي بيئة الفضاء وإجراء سيناريوهات المهمة.

ويقيس القمر الصناعي عند وصوله إلى مداره مستويات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتوزيعها في الغلاف الجوي، وسيقوم طلبة جامعة خليفة والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة برصد ومعالجة وتحليل البيانات التي يرسلها إلى المحطة الأرضية الأساسية في مختبر الياه سات في جامعة خليفة والمحطة الأرضية الفرعية في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة.

مسيرة مشرفة

بدأت هذه المسيرة في عام 2009 مع إطلاق القمر الصناعي “دبي سات -1” القمر الصناعي الأول الذي أطلقه مركز “محمد بن راشد” للفضاء لأغراض الرصد وصولاً إلى القمر الصناعي “خليفة سات” أول قمر اصطناعي تم تطويره وتصميمه وتصنيعه بالكامل في دولة الإمارات وتم إطلاقه من مركز تانيجاشيما الفضائي في اليابان في أكتوبر 2018.

فيما تعمل الإمارات على تطوير أول قمر صناعي عربي مشترك بأيدي العلماء العرب وهو “القمر الاصطناعي 813”.

أما القمر الصناعي “خليفة سات” فهو أول قمر صناعي إماراتي تم تطويره وتصميمه وتصنيعه بالكامل بأيدي مهندسين إماراتيين 100%، وتم إطلاقه من اليابان في 2018، ويتمكن “خليفة سات” من التقاط صور عالية الجودة قادرة على منافسة أكثر الأقمار الصناعية تقدماً على مستوى العالم، حيث تم تصميمه وفقاً لأعلى المعايير العالمية من الدقة الهندسية واللونية، حيث تصل درجة وضوح الصور الملتقطة إلى 0.7 متر و4 أمتار للنطاقات متعددة الأطياف، ويمتلك 5 براءات اختراع، ما يجعله أيقونة تقنية متطورة، وتلبي صوره عالية الجودة احتياجات المؤسسات الحكومية ومشاريع القطاع الخاص.

استثمار وريادة

يعد قطاع الفضاء الإماراتي الأكبر على مستوى المنطقة، من حيث الاستثمارات وحجم المشاريع، فضلاً عن عدد الشركات، التي تشتغل بالقطاع، ليصل حجم استثمارات الدولة فيه إلى أكثر من 22 ملياراً، ويشمل ذلك المشاريع الفضائية المختلفة، التي تتم بجهود المؤسسات والجهات العاملة والمشغلة له في الدولة، فيما بات من القطاعات الاستراتيجية في الإمارات، خصوصاً في ما يخص استكشاف الكواكب وتطوير تكنولوجيا الاتصالات والأقمار الصناعية، إضافة إلى تطبيق أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الفضاء للاستخدامات الأرضية.

مهمات جديدة

ربما يعجبك أيضا