بعد مصرع رئيسي.. هل تتأثر العلاقات التركية الإيرانية؟

عمر رأفت
بعد وفاة رئيسي.. هل تتأثر العلاقات التركية الإيرانية؟

أشارت تقارير صحفية إلى أن إعلان تركيا يوم حداد وطني، وإشادتها بالرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان لن يخفي التوترات الجيوسياسية بين البلدين.

وبحسب موقع “المونيتور” الأمريكي، الأحد 26 مايو 2024، فإنه بعد مصرع رئيسي هاجمه بعد الأشخاص في تركيا ووصفوه بـ”جزار طهران والقاضي المشنوق”، لدوره في إعدام عدة آلاف من معارضي النظام عام 1988.

انتقادات لموقف أردوغان

وقال الموقع الأمريكي، فإن أردوغان أعلن يوم وفاة رئيسي حداد رسمي، إلا أن الانتقادات تعالت في تركيا، بأن إدارة رئيسي لم تقدم مجاملة مماثلة بعد الزلزالين اللذين وقعا عام 2023 وأسفرا عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص بتركيا.

وفي الوقت نفسه، ذكّرت جماعات حقوق المرأة بموقف رئيسي المتشدد تجاه المرأة الإيرانية، وقوانين الحجاب الإلزامية في أعقاب مقتل مهسا أميني والاحتجاجات اللاحقة التي هزت إيران عام 2022.

وتتعاون تركيا وإيران في قضايا مثل التجارة والطاقة وتتفقان بشكل عام على القضية الفلسطينية، لكنهم يختلفان أيضًا حول مجموعة من القضايا الإقليمية، بما في ذلك أرمينيا وأذربيجان والعراق وفي بعض الوقت سوريا.

إيران وتركيا

إيران وتركيا

تنافس جيوسياسي

ونقل موقع “المونتيور” عن محلل شؤون إيران والشرق الأوسط المقيم في أنقرة عارف كسكين، قوله: “حتى تحديد موقع تحطم رئيسي بواسطة طائرة تركية دون طيار أصبح مصدرًا للمنافسة، وحتى لو كانت البيانات والتعازي عبرت عن شكل إيجابي للعلاقات، فإن الحقائق الجيوسياسية تمثل ضغطًا كبيرًا”.

وبينما بثت وسائل الإعلام التركية على الهواء مباشرة مهمة العثور على موقع تحطم طائرة رئيسي، نفى العديد من وسائل الإعلام والمراقبين في إيران أن تكون طائرة تركية دون طيار قد عثرت على الحطام.

وأشار “المونيتور” إلى أن إيران التي تفتخر بمشاريع الطائرات دون طيار والصواريخ وتساعد روسيا في حربها على أوكرانيا، لم يكن لديها طائرة مزودة بأجهزة استشعار كهروضوئية للعثور على موقع تحطم رئيسها واضطرت إلى طلب المساعدة التركية.

إيران وتركيا

إيران وتركيا

انعدام الثقة

وتابع “كيسكين” أن انعدام الثقة والخوف الناجمين عن الخلافات السابقة يؤديان إلى وضع حيث لا تستطيع تركيا وإيران،  التعاون معًا، وهذا يرجع إلى صعوبة صياغة مفهوم وإطار مشترك للعلاقة بين البلدين.

وقال مدير مجموعة دراسات الخليج الفارسي في مركز البحث العلمي والدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط، جواد هيران نيا، إن وفاة رئيسي لن يؤثر على أي تغيير في العلاقات مع تركيا على وجه الخصوص.

وتابع: “لقد اتسمت علاقة طهران مع أنقرة بالصعود والهبوط، لكن التقارب الجغرافي بين البلدين نتج عنه من البراجماتية في السياسة الخارجية الإيرانية”.

رئيسي

رئيسي

حزب العمال الكردستاني

هناك قضية أخرى وهي حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا على إنه منظمة “إرهابية”،حيث أكد أردوغان خلال زيارة إلى بغداد وأربيل في 22 أبريل، عزم بلاده على توسيع عمليتها العسكرية عبر الحدود في شمال العراق لمنع هجمات حزب العمال الكردستاني.

وفي الوقت الذي تخشى فيه أنقرة من النفوذ الإيراني في العراق، تشعر طهران بالقلق بشأن العلاقات الوثيقة بين تركيا وأذربيجان واحتمال تطبيع العلاقات مع حليفتها أرمينيا.

حزب العمال الكردستاني

حزب العمال الكردستاني

أرمينيا وأذربيجان

بعد انتصار أذربيجان على أرمينيا في حرب كاراباخ الثانية عام 2020، حاولت طهران وموسكو تعزيز الدعم لأرمينيا، كما إن إحدى القضايا الملحة هي ممر زانجيزور الذي يربط أذربيجان مع جيب ناختشيفان، بين تركيا وأرمينيا وإيران.

وتشعر طهران بالقلق من أنه يمكن لأنقرة وباكو وضع اللمسات الأخيرة على ممر زانجيزور وحرمان إيران من وصلاتها البرية إلى القوقاز وروسيا.

وبخصوص القضية الفلسطينية، فإن تركيا وإيران تنتقدان الحرب الإسرائيلية على غزة وتدعمان قيام دولة فلسطينية مستقلة، إلا أنهما تتنافسان أيضاً على النفوذ على حماس.

أرمينيا وأذربيجان

أرمينيا وأذربيجان

الحرب في غزة

في هذا السياق، تختلف تركيا وإيران حول مجموعة من القضايا، فإيران ليست ملتزمة صراحة بحل الدولتين، وترغب في إبقاء حماس ضمن “محور المقاومة”.

ومن ناحية أخرى، تدعم تركيا فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون عاصمتها القدس الشرقية جنبا إلى جنب مع إسرائيل، وتريد إدارة أردوغان أن تبقى حماس ضمن دائرة جماعة الإخوان، بحجة أنها جعلت حماس توافق على نزع سلاحها بمجرد إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

ربما يعجبك أيضا