بعد مقتل العاروري في لبنان.. كيف سيرد حزب الله؟

هل يحافظ حزب الله على مصداقية قدرته على الردع؟

شروق صبري
صالح العاروري

قتلت إسرائيل نائب زعيم حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت.. فهل يهدف الهجوم إلى جر لبنان إلى حرب غزة؟


قُتل قيادي كبير في حركة حماس خلال انفجار وقع بأحد مكاتب الحركة الفلسطينية في بيروت، وهو هجوم ألقى لبنان باللوم فيه على غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار.

وأعلنت جماعة حزب الله اللبنانية، وفق صحيفة فايننشيال تايمز، الثلاثاء 2 يناير 2024، أن أحد القتلى هو نائب الزعيم السياسي لحركة حماس صالح العاروري. كما نشرت حماس مقطع فيديو للشهيد صالح العاروري، واتهمت إسرائيل بارتكاب “اغتيالات جبانة” ضد قادتها، مشددة على أن الاحتلال “لن ينجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وصموده”.

أول هجوم ضد قادة حماس

زعمت وسائل الإعلام الرسمية اللبنانية أن طائرة إسرائيلية دون طيار ضربت مكتب حماس في جنوب بيروت، معقل حزب الله، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة نحو عشرة آخرين. وأضافت أن الفصائل الفلسطينية كانت تجتمع في المبنى الذي قصفه الاحتلال. وأدان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الهجوم ووصفه بأنه “جريمة إسرائيلية جديدة”.

وقالت صحيفة فايننشيال تايمز، إنه إذا تم تأكيد الضربة الإسرائيلية، فسيكون أول هجوم مستهدف ضد أحد قادة حماس خارج الأراضي الفلسطينية من قبل دولة الاحتلال منذ الهجوم الدامي الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل.

تزايد التوترات

رأت الصحيفة البريطانية أن هذه الغارة من شأنها أن تزيد من التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وستتسبب في مزيد من التصعيد بين حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل، اللتين تبادلتا إطلاق النار بشكل شبه يومي منذ 7 أكتوبر.

وساعد العاروري، وهو عضو مخضرم في حماس، في تأسيس الجناح العسكري للحركة في الضفة الغربية المحتلة. وكانت له علاقات وثيقة بحزب الله.

عاجل| حماس تعلق على مقتل القيادي صالح العاروري

صالح العاروري

هل يشعل حزب الله حربًا كبيرة؟

قال مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، إميل حكيم : “اغتيال العاروري في قلب منطقة حزب الله في بيروت هو اختبار كبير لحزب الله”. وتساءل “هل سيخاطر الأمر بحرب كبرى على قائد غير لبناني؟ وإذا لم يفعل ذلك، فهل يستطيع حزب الله أن يحافظ على مصداقية قدرته على الردع؟”.

ولم تعلق إسرائيل على الفور على الغارة المزعومة بطائرة بدون طيار، وهي عادة لا تؤكد ولا تنفي الاتهامات بأنها نفذت عملية اغتيال، لكن في أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023، قال القادة الإسرائيليون والقادة الأمنيون إن أي زعيم لحماس لن يكون آمنا، سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو خارجها.

إسرائيل تتوعد

في أعقاب الانفجار الذي وقع في بيروت، غرد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش قائلًا إن جميع أعداء البلاد “سوف يهلكون”.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير حماس واستئصالها من قطاع غزة في أعقاب الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023 والذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص. كما احتجز قادة حماس نحو 240 رهينة، لا يزال أكثر من 100 منهم محتجزين في القطاع المحاصر.

صالح العاروري

صالح العاروري

هدنة طويلة الأمد

ردت إسرائيل بشن هجوم جوي وبري عنيف على غزة، أسفر عن مقتل أكثر 22 ألف شخص، وفقا لمسؤولين فلسطينيين. كما أعلنت عزمها على قتل أو اعتقال قادة حماس في غزة، بما في ذلك يحيى السنوار، الذي يعتقد أنه العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر. ومع ذلك، تجري إسرائيل أيضًا مفاوضات غير مباشرة مع القيادة السياسية لحركة حماس في المنفى بقطر للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

وقدم القطريون، بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر، الأسبوع الماضي “إطار عمل” واسع النطاق إلى إسرائيل وحماس في محاولة لإقناع الأطراف المتحاربة بمناقشة هدنة طويلة الأمد، وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن وزيادة عدد الأسرى. وقال دبلوماسي لصحيفة “فاينانشيال تايمز” إنه سيتم تسليم مساعدات إنسانية إلى القطاع. لكن من المرجح أن يعرقل انفجار بيروت هذه العملية.

ونفذت إسرائيل على مدى عقود اغتيالات مستهدفة ضد قادة المتشددين في أوروبا والشرق الأوسط، بما في ذلك عن طريق الغارات الجوية وغارات الكوماندوز وفرق التجسس التي تستخدم السموم.

اندلاع صراع

من شأن انفجار بيروت أن يثير المخاوف من أن الحرب قد تؤدي إلى اندلاع صراع أوسع نطاقا، يفجره الجماعات المدعومة من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وينصب التركيز الرئيسي للقلق على الصراع الشامل الذي يندلع بين إسرائيل وحزب الله، الذي خاض حرباً استمرت 34 يوماً في عام 2006.

وحتى الآن تم احتواء الاشتباكات الحدودية بين مقاتلي حزب الله والقوات الإسرائيلية ضمن الخطوط الحمراء المتفق عليها، لكن دبلوماسيين حذروا من أن سوء التقدير أو الخطأ قد يوسع الصراع.

وكان من المقرر أن يلقي زعيم حزب الله حسن نصر الله كلمة، اليوم الاربعاء، 3 يناير 2024، فيما سيكون ثالث خطاب علني له منذ 7 اكتوبر 2023. وكان قد قال في وقت سابق إن جماعته سترد على أي اغتيال لشخصية فلسطينية أو إيرانية أو عربية داخل لبنان.

ربما يعجبك أيضا