بعد مقتل قائدها.. كيف يبدو مستقبل فاجنر؟

محمد النحاس
بريجوجين

أثار مقتل قائد فاجنر تكهنات بشأن مستقبل المجموعة التي تنشط في أوكرانيا ودول إفريقية ومناطق بالشرق الأوسط.


بعد مقتل قائدها يفجيني بريجوجين، أصبح الغموض يلف مصير مجموعة فاجنر، المسؤولة عن الكثير من عمليات الكرملين، من إفريقيا وحتى أوكرانيا.

ولقي بريجوجين مقتله بسقوط طائرة خاصة كان على متنها مع 10 آخرين، وفق السلطات الروسية التي كانت على علاقة مضطربة بقائد المجموعة منذ محاولته اقتحام العاصمة موسكو، وانتقاده لقادة عسكريين في الجيش النظامي.

ما هي فاجنر؟

حسب تقرير نشرته وكالة بلومبرج، اليوم الخميس 24 أغسطس 2023، وقعت الحادثة في الأراضي الروسية تزامنًا مع مرور شهرين على قيادة يفجيني بريجوجين تمردًا ضد قيادة الجيش الروسي، وقد شكّل “أكبر تهديد لحكم بوتين” القابع في الكرملين منذ حوالي ربع قرن.

وفاجنر هي شركة عسكرية خاصة، أسسها يفجيني بريجوجين عام 2014، بهدف تحقيق أهدافه في أوكرانيا، ومناطق من الشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية، وقد واجهت اتهامات بارتكاب تجاوزات ضد حقوق الإنسان.

كيف يرى الغرب المجموعة؟

بلغ عدد مقاتلي فاجنر أكبر تعداد للمجموعة خلال الحرب في أوكرانيا، حيث كان لديها حوالي 50 ألف مقاتل “من المرتزقة” على حد وصف تقرير بلومبرج، وكان الكثير منهم سجناء جرى تجنيدهم، وسرعان ما بعث بهم بريجوجين إلى ميدان القتال في أوكرانيا.

وصنفت الولايات المتحدة الأمريكية، فاجنر “منظمة إجرامية عابرة للحدود”، في وقت سابق من العام الحالي. وفرضت أستراليا وكندا واليابان والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على المجموعة، مع تزايد التقارير التي تتحدث عن تجاوزاتها، حسب بلومبرج.

وضع قانوني غامض

لدى فاجنر وضع قانوني غامض، فالتعاقد مع “المرتزقة” ليس قانونيًّا في روسيا، لكنها في ذات الوقت عملت بنحو مستقل عن الجيش الروسي، وسعت لرفض توجيهات موسكو بتوقيع المقاتلين عقودًا مع الجيش.

وحسب بلومبرج، كان هذا أحد دوافع التمرد الذي كان موجهًا ضد قيادة الجيش، وليس إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولا يقتصر نشاط المجموعة على الجانب العسكري فحسب، بل يتعداه إلى جملة من الأنشطة “المربحة” المرتبطة بالذهب والنفط، خارج روسيا، في دول التي تنشط بها فاجنر.

ماذا حل بالمجموعة بعد التمرد؟

حسب التقرير، لم يتعرض مقاتلو فاجنر الذين شنوا التمرد للمسائلة القانونية، بموجب صفقة جرت وهم في طريقهم إلى العاصمة موسكو، لينتقل بعضهم بعد ذلك إلى بيلاروسيا، بمن فيهم بريجوجين. ولم يتضح تعداد من قبلوا بتوقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية.

غير أن بريجوجين ظهر في موسكو مجددًا، بعد أيام معدودة من محاولة التمرد، بل وشارك في محادثات مع الكرملين في خطوة “صدمت المراقبين” الذين توقعوا نفي قائد فاجنر، وفق التقرير الذي يشير كذلك إلى ظهور بريجوجين في سانت بطرسبرج الشهر الماضي، في قمة روسية إفريقية.

وسُمح لمجموعة فاجنر بمواصلة عملياتها واسعة النطاق وذات الربح الوفير في القارة الإفريقية، حيث كان لها دور رئيس في تعزيز نفوذ الكرملين.

ما مصير فاجنر؟

وفق تقرير بلومبرج، ليس من الواضح بعد كيف يمكن أن يبدو مستقبل فاجنر، بسبب مقتل بعض قادتها رفقة بريجوجين، تاركين خلفهم فراغًا كبير في هيكل قيادة المجموعة.

ومن بين هؤلاء القادة الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، ديمتري أوتكين، الذي وضع الأساس للمجموعة. وقالت السلطات إن فاليري تشيركاسكوف، الذي أدار عمليات فاجنر التجارية المترامية الأطراف في الشرق الأوسط وإفريقيا، كان أيضًا على متن الطائرة.

أعمال فاجنر التجارية

في ما يتعلق بأعمالها فاجنر التجارية، تشير بلومبرج إلى علامات على أن “إمبراطورية فاجنر التجارية” قد تستولي عليها كيانات مقربة من الكرملين، لكن لا يوجد تأكيد حتى اللحظة لهذا الأمر وبالنسبة إلى الحرب في أوكرانيا.

ويرجح التقرير أن التأثير لن يكون كبيرًا، لأنه منذ التمرد انخفض عدد أفراد مقاتلي فاجنر على المحاور الرئيسة، ولم يُحدث ذلك تأثيرًا يذكر.

اقرأ أيضًا|إنفوجراف| محطات بارزة في حياة قائد فاجنر الراحل

قرأ أيضًا|يفجيني بريجوجين.. مشوار زعيم فاجنر

ربما يعجبك أيضا