بعد مقتل قائدها يفجيني بريجوجين.. ما مستقبل فاجنر في إفريقيا؟

شروق صبري
فاجنر

بعد مقتل قائد مرتزقة فاجنر، يفغيني بريجوجين، بات مستقبل المجموعة في أفريقيا مجهول فهل تستمر أعمالها فى أفريقيا أم ستتوقف؟


قالت هيئة الطيران المدني الروسية إن “زعيم مجموعة فاجنر، يفجيني بريجوجين، قُتل مع 9 أشخاص آخرين، في حادثة تحطم طائرة خاصة كانت تقله من موسكو إلى سان بطرسبرج”.

وعقب أنباء وفاة قائد مرتزقة فاجنر الروسية، والجدل الذي أثير بشأنه مؤخرًا بعد تمرد جماعته على الجيش الروسي، وانقلابه على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أثار تساؤلات كثيرة بشأن مستقبل الجماعة في إفريقيا.

حلفاء فاجنر في إفريقيا

قالت صحيفة وول ستريت جورنال، اليوم الخميس 24 أغسطس 2023، إن “أخبار وفاة يفجيني بريجوجين أثارت موجة من المكالمات الهاتفية، والاستفسارات من أقرب حلفاء فاجنر في إفريقيا”.

وقال المستشار الأمني لرئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، فوستين آركانج تواديرا، فيديل غوانجيكا، عن بريجوجين: “إذا مات، فهذا أمر مؤسف، فعلى المستوى الشخصي، كان صديقًا”، متذكرًا كيف أرسل رئيس فاجنر ذات مرة له قمصانًا تحمل شارة جمجمة المجموعة.

عناصر من فاجنر في إفريقيا الوسطى

عناصر من فاجنر في إفريقيا الوسطى

مرتزقة فاجنر

يعمل أكثر من 1000 من مرتزقة فاجنر على توفير الأمن الشخصي لتواديرا والعمل مع جيش البلاد لمحاربة المتمردين. واتهمت حكومات غربية وجماعات حقوقية دولية مقاتلي فاجنر في جمهورية إفريقيا الوسطى بقتل مدنيين وخطفهم وتعذيبهم.

وقال وزير الاستثمارات الاستراتيجية والأشغال الكبرى في جمهورية إفريقيا الوسطى، باسكال كوياجبيلي، إنه لا يتوقع أي تأثير كبير في حكومته إذا مات بريجوجين. وقال إن “السلطات الروسية ستعيد السيطرة على عمليات فاجنر في الدولة الإفريقية”، مضيفًا “لقد وقعنا شراكة مع الدولة الروسية”.

ومن جانبها، أشارت صحيفة “thearabweekly” اللندنية، أمس، إلى أن بريجوجين نشر أول خطاب مصور له منذ أن قاد تمردًا قصير الأمد في أواخر يونيو 2023، وظهر في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي صوّره في إفريقيا.

بريجوجين في إفريقيا

في الفيديو، الذي نُشر على قنوات تيليجرام، التابعة لمجموعة فاجنر، يوم 21 أغسطس، تحدث بريجوجين عن أن روسيا لها نفوذ أكبر في جميع القارات خصوصًا إفريقيا، وأصبحت  أكثر حرية.

ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى تفاقم المخاوف الغربية من أن توسع فاجنر عملياتها الإفريقية بعد الانقلاب في النيجر الذي اتخذ إيحاءات مناهضة للغرب.

وشُوهد بريجوجين يقف في منطقة صحراوية بزي مموه، ويحمل بندقية في يديه، وعلى مسافة بعيدة يوجد رجال مسلحون وشاحنة صغيرة.

ولم تتمكن وكالة أنباء رويترز من تحديد الموقع الجغرافي أو التحقق من تاريخ الفيديو. وتشير تعليقات بريجوجين وبعض المنشورات في القنوات المؤيدة لفاجنر إلى أنه صوّره في إفريقيا.

قائد مجموعة فاجنر الروسية يفجيني بريجوجن

قائد مجموعة فاجنر الروسية

فاجنر تجند

قال بريجوجين في الفيديو: “العدالة والسعادة للشعب الإفريقي، ونحن نجعل الحياة كابوسًا لداعش والقاعدة وقُطّاع الطرق الآخرين”، مضيفًا “فاجنر تجند الأشخاص، وتؤدي المهام المحددة، والفيديو مرفق برقم الهاتف لمن يريد الانضمام للمجموعة”.

وتوجد فاجنر في مالي، جارة النيجر، وعيّن المجلس العسكري مقاتلي فاجنر في عام 2021، بعدما أمر بخروج القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي كانت تساعد الجيش المالي في محاربة المتمردين منذ عقد من الزمن.

انتهاكات في إفريقيا

أشار مراقبو عقوبات الأمم المتحدة، في تقرير صدر في أغسطس، إلى أن القوات المالية وشركاءهم الروس يستخدمون العنف ضد النساء، وغيره من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لنشر الرعب، ونفت فاجنر ومالي هذا، ونفت الاتهامات بإعدام ما لا يقل عن 500 شخص في إحدى القرى العام الماضي.

وفي النيجر، تتمركز قوات أمريكية وفرنسية وألمانية وإيطالية ضمن الجهود الدولية لاحتواء المتطرفين، ويستخدم المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في 26 يوليو خطابًا مناهضًا لفرنسا في برامجه الإذاعية، في ما قدمت الحكومة العسكرية في مالي الدعم لقادة الانقلاب في النيجر.

ولوّح المتظاهرون المؤيدون للانقلاب في نيامي بالأعلام الروسية، ما زاد من مخاوف الدول الغربية من أن النيجر يمكن أن تحذو حذو مالي، وتستخدم قوات مقاتلي فاجنر بدلًا عن قواتها، ودعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى العودة إلى النظام الدستوري في النيجر، في حين رحّب بريجوجين بالانقلاب.

مستقبل فاجنر

ظهر فيديو بريجوجين عشية قمة بريكس في جنوب إفريقيا التي عقدت يوم 22 أغسطس، وأدرجت الجهود التي يبذلها بعض الأعضاء لتعزيز الكتلة، وربما توسيعها كثقل موازن للغرب على جدول الأعمال.

ولم يتضح مستقبل فاجنر منذ أن قاد بريجوجين تمردًا قصيرًا ضد مؤسسة الدفاع الروسية في أواخر يونيو، وقال الكرملين إنه وبعض مقاتليه، الذين شاركوا في بعض من أعنف المعارك في حرب أوكرانيا، سيغادرون البلاد إلى بيلاروسيا.

ومنذ التمرد، انتقل بعض مقاتلي فاجنر إلى بيلاروسيا، وبدأوا في تدريب الجيش هناك، وفي تعليقات نُشرت في أواخر يوليو، قال بريجوجين إن فاجنر مستعدة لزيادة وجودها في إفريقيا.

غير أن قوات فاجنر تنشط في جمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا، وتقول الدول الغربية إنها موجودة في السودان، لكنها تنفي هذا الأمر.

ربما يعجبك أيضا