بعد مقتل نصر الله.. الشرق الأوسط أمام لحظة مفصلية

محمد النحاس
نصرالله

إسرائيل وجهت ضربات قاسية لحزب الله في الفترة الأخيرة، ويبدو أن قراراتها مدفوعة بالسياسة الداخلية أكثر من الضغوط الدولية، وهناك أصوات داخل إسرائيل تدعو إلى غزو بري لتدمير قدرات حزب الله بشكل نهائي


يمثل مقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، لحظة مفصلية في الشرق الأوسط، حيث تتزيد احتمالات اندلاع صراع بين إسرائيل وإيران، وهو ما قد يجلب تداعيات مدمرة للمدنيين ويزعزع استقرار المنطقة.

نصر الله، كان دائم الحضور في كل نقاش سياسي أو أمني يخص المنطقة، وكزعيم لحزب الله، وكان يتمتع بنفوذ هائل في لبنان، ليس فقط بسبب قوته العسكرية، بل أيضًا من خلال السيطرة على المؤسسات الاجتماعية مثل المدارس والمستشفيات، ما جعل سيطرته على جنوب لبنان شاملة، حسب مقال للسفير البريطاني السابق في لبنان توم فليتشر، في صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية. 

تأثير نصر الله المحوري

كان نصر الله يتمتع بقدرة هائلة على المناورة السياسية، وتمكن من إبقاء الحكومات اللبنانية تحت سطوته، إما بتأييده لها أو بإضعافها إذا رفض دعمها، بحسب مقال الدبلوماسي البريطاني السابق المنشور، السبت 28 سبتمبر 2024. 

يرى فليتشر بأن تحكم نصر الله بالقوى المحلية ساعد في بقاء حزب الله القوة الأكثر تأثيراً في لبنان، ما جعل أي حكومة عاجزة عن العمل بدونه، ومع مقتل نصر الله، الأنظار الآن تتجه إلى إيران وإسرائيل.

موقف إيران 

في لقاءات المسؤولين الإيرانيين الأخيرة في نيويورك، أوضحوا أن طهران لا ترغب في تصعيد التوترات، ما أثار حفيظة حزب الله الذي شعر بأنه يتم التخلي عنه، كما يرى الدبلوماسي السابق توم فليتشر. 

بعض المحللين في طهران يرون أن على إيران ترك نتنياهو يرتكب أخطاءً تعزله أكثر دوليًا، ما قد يؤدي إلى نتيجة طالما سعى نتنياهو لتجنبها، وهي قيام دولة فلسطينية، حسب المقال. 

موقف إسرائيل

على الجانب الآخر، إسرائيل وجهت ضربات قاسية لحزب الله في الفترة الأخيرة، ويبدو أن قراراتها مدفوعة بالسياسة الداخلية أكثر من الضغوط الدولية، وهناك أصوات داخل إسرائيل تدعو إلى غزو بري لتدمير قدرات حزب الله بشكل نهائي.

 لكن البعض يرى أن ذلك سيؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين، ما سيضر بسمعة إسرائيل عالميًا، في الوقت نفسه، قد يستغل حزب الله هذا الهجوم لاستعادة شعبيته المتراجعة بالفعل. 

الداخل اللبناني ومستقبل التصعيد

اللبنانيون يشعرون بالقلق من تداعيات ما سيحدث بعد ذلك، فمن المحتمل أن حزب الله، قد يضطر إلى تصعيد جديد ضد إسرائيل، ما يعيد إشعال دورة جديدة من العنف.

 وكانت هناك آمال حقيقية في نيويورك بوقف إطلاق النار، خاصة بعد دعوة بريطانيا السريعة لذلك، وتصريحات من قادة الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية للضغط من أجل هدنة مؤقتة لمدة 21 يومًا، لكن هذه الآمال تلاشت مع خطاب نتنياهو الذي كان بنبرة تصعيدية في الأمم المتحدة.

ماذا بعد؟ 

الخطوات الضرورية الآن تتمثل في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والضغط الدولي المستمر لمنع التصعيد، وبحسب المقال، ويجب أن يعود الجيش اللبناني للعمل جنباً إلى جنب مع قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) على الحدود مع إسرائيل، وأن تستعيد الدولة اللبنانية سيطرتها على جنوب لبنان.

كما أن وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، مع إطلاق سراح الرهائن، يمكن أن يفتح الباب أمام حل الدولتين الذي تسعى “القوى المتشددة” في كل من إسرائيل وحزب الله وحماس إلى منعه، حسب الدبلوماسي السابق. 

رغم حالة اليأس المتزايدة، يجب على المجتمع الدولي أن يضع حماية المدنيين في صلب أي استراتيجية لحل الأزمة حيث تتزايد أعداد الضحايا وتعاني المنظمات الإنسانية من نقص التمويل وتتعرض لضغوط هائلة. 

ربما يعجبك أيضا