بعد منحه الجنسية الروسية.. هل سينضم سنودن إلى جيش بوتين في أوكرانيا؟

رنا أسامة

منح بوتين ضابط استخباراتي أمريكي سابق الجنسية الروسية تزامنًا مع إعلان التعبئة الجزئية للقتال في أوكرانيا.. هل ثمة علاقة بين القرارين؟


منحت روسيا جنسيتها للمتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية، إدوارد سنودن، الذي سرب معلومات استخباراتية تخص عمليات مراقبة وتجسس واسعة النطاق أجرتها وكالات استخباراتية أمريكية.

ووقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، صباح أمس الاثنين 28 سبتمبر 2022، مرسوم تجنيس سنودن الذي لا يزال مطلوبًا لدى واشنطن بتهم تجسس، وذلك بعد 9 أعوام من كشفه عن حجم عمليات المراقبة السرية التي تجريها وكالة الأمن القومي الأمريكية.

تجنيس ولجوء

بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، شمل مرسوم التجنيس الروسي الذي وقعه بوتين، 72 أجنبيًّا، أبرزهم سنودن الذي منحته روسيا حق اللجوء في 2013 بعد فراره من الولايات المتحدة لتجنب الملاحقة القضائية، وذلك بعد إقراره بتسريب معلومات حول برامج مراقبة أمريكية، في حين تلاحقه تهم بالتجسس وعقوبة بالسجن تصل إلى 30 عامًا.

ومنح سنودن ذو 39 عامًا، الذي يعدّ نفسه مبلغًا عن المخالفات، إقامة دائمة في روسيا عام 2020. وقال محاميه أناتولي كوتشرينا، لوكالة الأنباء الحكومية الروسية ريا نوفوستي، أمس الاثنين، إن قرينة سنودن، ليندساي ميلز، التي انضمت إليه في موسكو عام 2014 وتزوجته عام 2017، ستتقدم أيضًا بطلب للحصول على الجنسية الروسية.

سنودن

ماذا قال سنودن؟

في تغريدة عبر تويتر بعد مرسوم التجنيس الروسي، نشر سنودن صورة برفقة زوجته وطفليهما، معلقًا: “بعد سنوات من الانفصال عن أهالينا، لا أرغب أنا وزوجتي في الانفصال عن ولدينا”. وتابع: “بعد عامين من الانتظار وقرابة 10 سنوات في المنفى، فإن قليلًا من الاستقرار من شأنه أن يحدث فرقًا لعائلتي”.

وربط سنودن تغريدته تلك بأخرى نشرها في عام 2020، جاء فيها: “بعد سنوات من الانفصال عن والدينا، لم نرغب أنا وزوجتي في الانفصال عن ابننا. ولهذا السبب، في عصر الأوبئة والحدود المغلقة، نتقدم بطلب للحصول على الجنسية المزدوجة الأمريكية- الروسية”.

قرار مشكوك فيه

رفضت وكالة الأمن القومي ووزارة العدل ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية التعليق على وضع سنودن الجديد بعد منحه الجنسية الروسية، وأحالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض أيضًا، كارين جان بيير، الأسئلة ذات الصلة إلى المدعين الذين يطالبون بتسليمه، نظرًا لأنه ملاحق بتهم جنائية.

ولكن النائبة الرئيسة السابقة لمدير المخابرات الوطنية الأمريكية، سو جوردون، قالت إن قبوله بالجنسية الروسية يدحض مزاعم أن ما أقدم على فعله كان من أجل مساعدة أمريكا، مشككة في دوافع تجنيسه، لا سيما أنها تأتي بعد أيام من إعلان بوتين أول تعبئة جزئية في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية.

سنودن لا يزال أمريكيًّا

أفاد الناطق باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن سنودن ما زال مواطنًا أمريكيًّا، مشيرًا إلى أنه لا يملك معلومات بشأن أي تغير قد يكون طرأ على وضع جنسيته. وتابع: “الأمر الوحيد الذي تغير هو أنه نتيجة لجنسيته الروسية، يبدو أنه سيخضع للقتال في حرب متهورة”، في إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، وفق واشنطن بوست.

بوتين وسنودن

وقال محامي سنودن إن ضابط المخابرات الأمريكية السابق لن يخضع للتعبئة العسكرية الجزئية التي أعلنها بوتين الأسبوع الماضي في أوكرانيا، مبررًا ذلك بأنه لم يخدم من قبل في الجيش الروسي. وفي عام 2017، قال بوتين، الذي عمل سابقًا رئيسًا للمخابرات الروسية، إن سنودن ليس خائنًا لتسريبه أسرارًا حكومية.

أكثر الخروقات الاستخباراتية أهمية

في تغريدة، عبر تويتر أمس الاثنين، رأى المدير التنفيذي لمعهد نايت فيرست أمندمنت في جامعة كولومبيا، جميل جافر، أن “سنودن عمل لروسيا معروفًا بفضحه برامج تنصت جماعي أمريكية، وجدتها محاكم عديدة لاحقًا غير دستورية”. والمعلومات التي سربها سنودن، ونشرتها في البداية صحيفتا واشنطن بوست الأمريكية والجارديان البريطانية، من أكثر الخروقات الاستخباراتية أهمية في تاريخ أمريكا.

وكان سنودن قد كشف أن وكالة الأمن القومي الأمريكية اخترقت هواتف ملايين الأمريكيين، عبر برنامج تجسس اسمه Mystic أو “الغامض”، قضت محكمة استئناف فيدرالية لاحقًا بأنه غير قانوني، وينتهك الدستور الأمريكي، وأوقفته منذ ذلك الحين.

ربما يعجبك أيضا