بعد منعهم من دخول أمريكا.. الأفغان في «كامب بوند ستيل» يواجهون مصيرًا مجهولًا

آية سيد

يواجه الأفغان المتواجدون في قاعدة بوند ستيل الأمريكية في كوسوفو مصيرًا مجهولًا بعد رفض الولايات المتحدة منحهم تأشيرة الدخول.


بدأت وزارة الخارجية الأمريكية في إبلاغ الأفغان المتواجدين في قاعدة عسكرية في كوسوفو بأنهم غير مسموح لهم بدخول الولايات المتحدة.

وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، أول أمس الثلاثاء 24 مايو 2022، أرسلت الولايات المتحدة الأفغان إلى قاعدة كامب بوند ستيل في كوسوفو، من أجل مزيد من الفحص في أثناء عملية التحري عقب إجلائهم من العاصمة كابول العام الماضي.

جوانتانامو الصغير

القوات الأمريكية تعد الخيام في كامب بوند ستيل قبل وصول الأفغان

بحسب التقرير، يبقى حوالي 70 أفغانيًّا برفقة عائلاتهم من أصل 200 في قاعدة كامب بوند ستيل التي يطلق عليها ساكنوها اسم “جوانتانامو الصغير”، بعد إجلائهم من أفغانستان في أغسطس 2021. ولا يزال 22 أفغانيًّا قيد التحري. ومن المتوقع أن يتلقى 16 منهم إخطارًا بنهاية هذا الأسبوع برفض طلباتهم لدخول الولايات المتحدة، ما يترك 6 حالات أخرى غير محسومة.

وذكر التقرير أن المحطة الأولى لغالبية الـ100 ألف أفغاني الذين استقلوا رحلات الإجلاء في أغسطس 2021، بعد سقوط حكومة كابول المدعومة من الغرب، كانت القواعد العسكرية الأمريكية من أجل الفحص الأمني المبدئي. واستطاع نحو 76 ألف أفغاني الذهاب إلى الولايات المتحدة، في حين ذهب آخرون إلى شركاء التحالف مثل كندا، وبريطانيا، وألمانيا.

أسباب منع دخول الأفغان

قال مسؤولون أمريكيون إن قرار منع دخول الأفغان المتواجدين في بوند ستيل جاء بعد اكتشاف معلومات تجردهم من أهلية الدخول. ولكنهم رفضوا تقديم المزيد من التفاصيل. وبحسب التقرير، قد تتضمن هذه المعلومات روابط سابقة بطالبان، أو غيرها من الجماعات الإرهابية، أو سجلًا إجراميًّا في أفغانستان، وفق ما قاله مسؤولون أمريكيون سابقًا.

وذكر التقرير أن مصير الأفغان الباقين في القاعدة مجهول، فلم توافق أي دولة أخرى على استقبالهم. وبموجب اتفاقية الولايات المتحدة مع كوسوفو يُسمح لكل أفغاني بالبقاء لمدة عام. وقال مسؤولون إن وزارة الخارجية تعمل إيجاد دول بديلة، ولم ترد سفارة كوسوفو على طلب التعليق بشأن ما إذا كانت ستسمح للأفغان بتمديد إقامتهم إذا لم توافق دولة ثالثة على استقبالهم.

ظروف معيشية قاسية

?width=639&size=1

يضم الأفغان في كوسوفو أفرادًا من مختلف مناحي الحياة، وبعضهم كان يشغل مناصب رفيعة في الحكومة السابقة. وقالت زوجة رئيس وكالة الاستخبارات الأفغانية السابق، فوزية ستانيكزاي، التي مُنعت عائلتها من دخول الولايات المتحدة: “أشعر بالارتياح والسعادة لأنني تحررت أخيرًا من سجن أمريكا”.

وأضافت “بعد 9 أشهر من التواجد هنا، علمت أن حقوق الإنسان الأساسية سياسة لا يتبعونها”، في إشارة إلى الظروف المعيشية القاسية، والحريات المحدودة لساكني القاعدة. وقالت إن منع دخول عائلتها كان محبطًا بعد كل التضحيات التي قدمها زوجها لمساعدة البعثة الأمريكية في أفغانستان.

إحباط من النظام والظروف الصعبة

?width=300&size=0

من ضمن المقيمين الآخرين في بوند ستيل مواطنون عاديون متزوجون من أمريكيين، وحاملو بطاقات خضراء أمريكية. ووفق ما أخبروا به وول ستريت جورنال، لا يعلمون لماذا اشتبه في أزواجهم، ونفوا علاقتهم بالتنظيمات الإرهابية أو النشاط الإجرامي. ووصفوا شعورهم بالإحباط من النظام، واحتجازهم لأشهر في ظروف صعبة مع أطفالهم.

وقالت العائلات إنهم يعيشون في غرف مؤقتة صغيرة مقسّمة باستخدام الخزائن والأغطية في مبنى كبير. وفي حين أن أشهر الشتاء كانت قاسية بسبب الثلج ودرجات الحرارة المنخفضة، تغزو الحشرات والثعابين أماكن المعيشة في الصيف.

وقالت امرأة أمريكية جرى إجلائها من كابول مع زوجها الأفغاني وأطفالها الأمريكيين، “من الظلم تركنا دون سبب أو تفسير”، موضحةً أنها تعتقد أن سبب منع زوجها هو علاقة أحد أقاربه المتوفين بالحكومة الإيرانية، وقالت إنها تخطط للتواصل مع جماعات حقوق الإنسان لمساعدتها.

نفي أمريكي

من جانبها، شككت وزارة الخارجية الأمريكية في أن ظروف المعيشة داخل القاعدة قاسية، أو وجود انتهاكات لحقوق الإنسان، بحسب التقرير. وقال متحدث باسم الوزارة إن الولايات المتحدة اتخذت خطوات كثيرة لضمان الإقامة الآمنة والمريحة.

وقالت وزارة الخارجية، “لقد وفرنا تجهيزات للطعام والسكن والتعليم والمساعدة الطبية التي تشمل منشأة طبية حديثة، والحرية الدينية والاحتياجات الأخرى التي حددها الأفغان في كامب ليا والشركاء الدوليين”.

وأضاف أن العدد الصغير للرفض يوضح أن النظام يعمل. وقال إن وزارة الخارجية ستعمل لإيجاد مكان يقبل الأفغان الذين رفضتهم الولايات المتحدة، وستساعد أي شخص يتطوع للعودة إلى أفغانستان. ولفت إلى أنه لم يُطلب من أحد العودة إلى هناك حتى الآن.

كيف تحدث عملية الفحص والتحري؟

أفاد تقرير لموقع أكسيوس، في 16 مايو 2022، بأن جميع الأفغان الذي هربوا من كابول وسط الانسحاب الأمريكي الفوضوي في أغسطس الماضي، يجب أن يخضعوا لعملية فحص وتحري متعددة المراحل.

ووفق متحدث لوزارة الخارجية الأمريكية، تبدأ هذه العملية في الخارج، ويجريها متخصصون في الاستخبارات وإنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب من وزارتي الدفاع والأمن الداخلي. ويشارك فيها أيضًا مكتب التحقيقات الفيدرالية، والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب، وشركاء آخرون من مجتمع الاستخبارات.

ربما يعجبك أيضا